آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
أحاديث ونداءات

أحاديث ونداءات

تاريخ الإضافة: 2001/09/28 | عدد المشاهدات: 2703

أمَّا بعد، أيُّها الإخوة المسلمون :
فعلاً كما قلت لكم منذ أسبوعين يتمثل أمامي وأمام ناظري حديث النبي عليه وآله الصلاة والسلام عن رب العزة جلت قدرته " لأتيحن لهم فتناً تدع الحليم فيهم حيران " ، ولا أكتمكم إن قلت في كل أسبوع قبل صلاة الجمعة تأخذني حيرة عن أي شيء أتحدث ؟ والحوادث التي تجري أكبر من الكلام . عن أي شيء أكلم الناس وفي كل صباح مشكلة ، والمشكلة أقسى من الحروف التي تكون الكلمة القاسية . في هذا اليوم قلت بيني وبين نفسي سألجأ إلى أحاديث النبي عليه وآله الصلاة والسلام لأجعل منها كلاماً مباشراً ، أي أن الحديث الشريف سيكون الملاذ لي ولكم ، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستشارنا ، ورسول الله ملاذٌ لفكرنا ورسول الله مرجع من أجل أن نحسم الحيرة التي تنتابنا ، لذلك قررت - أيها الاخوة - في هذا الأسبوع أن أنتقي أحاديث النبي عليه وآله الصلاة والسلام وأن أجعل لكل حديث نداءً ، وها أنا أمام هذه الأحاديث .

النداء الأول : إلى العلماء والأمراء والحكام يقول عليه وآله الصلاة والسلام كما يروي أبي نُعيم في الحلية : ( صنفان من الناس إذا صلَحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس : العلماء والأمراء ) ولا أريد أن أعلق ، وفهمكم - أيها الاخوة - يكفيني من أجل الذي أريد أن تفهموا الذي أريد أن تفهموه .

النداء الثاني : لطلاب الدين ولطلاب الدنيا باسم الدين ، وهذه المرة كلام مرويٌ عن سيدنا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما وأرضاهما : " الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درَّت به معايشهم ، فإذا ما مُحِّصوا بالابتلاء قل الديانون "

النداء الثالث : أيها المضطهِدون لبعضكم من المسلمين ، يا من تتهم غيرك إذا لم يكن مثلك تماماً على أنه كافر ، يقول عليه وآله الصلاة والسلام كما يروي البخاري : " من دعا رجلاً بالكفر ، أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حال عليه " أو رجع عليه هذا اللقب أو هذه الصفة وكان من اتهم متَهماً على لسان سيدنا المصطفى عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام .

النداء الرابع : أيها الشهداء ، أيها الآلفون المألوفون يا شهداء الانتفاضة ! في ذكرى مرور سنة على الانتفاضة يقول عليه وآله الصلاة والسلام كما في الجامع الصغير : " ألا أخبركم برجالكم في الجنة ؟ النبي في الجنة والشهيد في الجنة والصديق في الجنة والمولود في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر أي في ناحية البلد في الجنة " . 

النداء الخامس : أيها القائمون على الأمور من قضاة ومسؤولين وضباط يقول عليه وآله الصلاة والسلام كما يروي الطبراني بسند صحيح : " لا قُدست أمة لا يأخذ فيها الضعيف حقه غير مُتَعتِع " أي غير ناقص . 

النداء السادس : أيها الخانعون - ولا داعي للخنوع - يقول عليه وآله الصلاة والسلام كما يروي النسائي : " إذا رأيتَ أمتي تهاب أن تقول للظالم أنت ظالم فقد تُودِّع منها " . 

النداء السابع : أيها المنفرون من المسلمين ، أيها المعسِّرون ، أيها المشددون ، يا من أسميتكم بأنكم من يحارب الإسلام بشكل غير مباشر ، يقول عليه وآله الصلاة والسلام كما يروي البيهقي : " ألا أخبركم بأقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمنازلهم من الله على منابر من نور ؟ قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال الذين يحببون الله إلى عباده ويحببون عباد الله إلى الله ويمشون على الأرض هونا وبين الناس بالنصح " . أيها المشددون أيها المنفرون أيها القساة أيها المتعنتون ما أظن أن لكم مكاناً في ديننا.

النداء الثامن : يا أهل الانتفاضة يقول عليه وآله الصلاة والسلام كما جاء في مسند الأمام أحمد : " لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا ما أصابهم من البلاء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك . قالوا يا رسول الله : وأين هم قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس " . يا أهل الانتفاضة أرجو الله أن تكونوا هم وأن تكونوا كذلك لأنكم لعدوكم قاهرون ، ولأنكم على الحق ظاهرون إن شاء الله ، ولأنكم قائمون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، فتابعوا الانتفاضة ولا تقصروا تابعوا خيار الجهاد فهو الخيار الوحيد الذي يُتعامل به مع العدو الصهيوني البغيض الآثم ، الذي قتل بالأمس خمسَة شهداء وجرح خمسين جريحاً ، وقضى على الأخضر واليابس وجرَّف الأراضي بالرغم من أن وزير خارجيته اللعين اجتمع مع الفلسطينيين من أجل أن يوقفوا هذا الذي يحدث على حد زعمهم ، لكنهم أعلنوا بفعلهم هذا أنهم غادرون فلا خيار معهم إلا الانتفاضة ، إلا الجهاد ، إلا المتابعة برميهم بالأحجار ، وأسأل الله أن تكون أحجار شبابنا حجراً من سجيل ينهار عليهم حتى يصرفهم عن أرضنا التي احتلوها ظلماً وعدواناً .

النداء التاسع : يا قدسنا يقول سيدنا علي وللكلمة مغزىً - أيها الاخوة - أنت غالٍ على قلوبنا يا قدس وهاهو سيدنا الأمام يقول : " نعم المسكن بيت المقدس ، القائم فيه كالمجاهد في سبيل الله وليأتين على الناس زمان يقول أحدهم ليتني تِبنَةٌ في لَبِنَة من لبنات بيت المقدس " إنها نداءات . وأنا أقول بعد ذلك هذا الكلام كلام سيد الناس محمد عليه وآله الصلاة والسلام وأظن أننا - والكلام ليس من باب المبالغة - لو تصفحنا كتب عظماء غير هذه الأمة لما وجدنا لا من حيث النوع ولا من حيث الكم كلمات حضارية كتلك الكلمات التي قلناها - لا ورب الكعبة - وهذا تحدٍ نعلنه أمام الملأ ، والسؤال : إذا كان الأمر كذلك فلماذا يا رئيس وزراء إيطاليا صرحت بالأمس بأن الحضارة الإسلامية لا يمكن أن تُقاس بالحضارة الغربية بل إن الحضارة الإسلامية كما يقول هذا الرجل الكاذب الذي لا يعرف التوثيق ولا التحقيق وأنا لا اتهمه جزافاً و إنما هو كاذب فعلاً وحسناً ما فعلت جامعة الدول العربية ممثلة بأمينها العام إذ خاطبه وقال له أنت غير منصف فيما تقول وعليك أن تثبت للناس اعتذاراً أو أن تقول للناس أنك أخطأت يا رئيس وزراء إيطاليا أين كلام من سبقك ممن تنتمي إليهم من العظماء ليقارب هذا الكلام الذي قلناه . ما هو أس حضارتك ؟ نحن لا نتهم الحضارة الغربية ولا ننعى عليها ، ونسميها حضارة لكنك تشتم في وقت تدعي بأنك تعيش في دولة موضوعية وأنك في دولة إنسانية وأنك في دولة تريد محاربة الإرهاب فبئس ما تقول أنت و أمثالك لأنك لا تقول إلا الكذب . الأمر الآخر أيها الاخوة : لا أريد أن أكون مُتشفياً كما يقال لكنني أقول لكم ما خطر ببالي وأنا أسمع خبراً وأظنكم سمعتموه يقول : إن رجلاً سويسرياً هجم على البرلمان في مقاطعة سويسرية فقتل خمسة عشر رجلاً برلمانياً هذا الرجل وصف بالبائس قلت : لو أن هذا القاتل لم يُعرف ماذا سيكون التحليل من دول التحليل ؟ من دول الكذب من حكومات الكذب في الدول الغربية سيقولون إنه متطرف إسلامي هجم على البرلمان السويسري فقتل خمسة عشرة رجلاً وجرح الكثيرين . أيها الاخوة أنا لا أريد كما قلت لكم أن أكون مجازفاً في كلامي لكنني أقول إن الغرب اليوم لا سيما الحكومات تريد أن تنفِّر الناس من الإسلام لأن الإسلام في داخلها هو البديل الحق الذي يمكن أن يقبله إنسان والذي سيزعزع عروشهم المادية الطاغية لذلك يحاربونه وينفرون الناس منه ويستأجرون منا من بني جلدتنا أُجَراء متشددين لينفروا الناس من الإسلام ، وليقولوا إن الإسلام دين متشدد قاس ولا يحببون الله لعباده ، ولا يحببون عباد الله إلى الله . 

أيها الأمة ، أيها الناس : هذه بعض معالم حضارتنا النظرية فلتسكت يا هذا يا رئيس وزراء إيطاليا وليسكت كل كذاب وعليكِ اللعنة أيتها الصهيونية المجرمة التي تعيشين من خلال نهب الضمائر ، تعيشين على تآكل الرحمة ، تعيشين على تآكل الخير وتريدين للرحمة أن لا تكون وتريدون للعدل أن لا يكون وتريدين للحق أن لا يكون لأنك تعيشين حينما تعيشين في غياب الحق ، في غياب الضمير ، في غياب المنطق ، ولذلك فنحن مستمرون في مواجهة الظلم والخيانة والباطل والكفر والفساد . سنستمر في ذلك مع إخواننا في فلسطين وخارج فلسطين إلى أن ينصرنا الله ونصر الله قريب بفضل الله تعالى . اللهم اجعلنا كذلك أقول هذا القول واستغفر الله .

التعليقات

شاركنا بتعليق