فضيلة الأستاذ محمود: أريد منكم حديثاً عن غاية العبادة في الإسلام, وما الثمار التي يمكن أن نجنيها من وراء ذلك. ولكم التقدير.
الإجـابة
الخميس: 30/8/2007
غاية العبادات من صلاة وصيام وحج، أو بالأحرى من غايات العبادات يا أخي مايلي:
1- تحقيق العبودية الكاملة لله عز وجل، والطاعة الدائمة لجنابه العظيم جلّ وعلا, لأنه وحده هو المستحق لها, وعبادة من سواه سفه وجهل وتيه. قال تعالى: (إن الحكم إلا لله أمر لا تعبدوا إلا إياه..).
2- ترسيخ الصلة بالله, صلة الاستعانة والولاية والتوكل. وإذا كانت الصلة كذلك اطمأنّ الانسان واستقر, وذهب عنه القلق والاضطراب قال تعالى: (فاذكروني أذكركم).
3- تربية الشعور بالمسؤولية وتقويته, وتكوين الخشية لله في السر والعلن, والشعور بالمسؤولية يجعل الإنسان حذراً من التقصير والإهمال والإساءة. قال تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً).
4- تقوية محبة الله, وشعور الإنسان بسرور وسعادة ما بعدهما سعادة. قال تعالى: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقال صلى الله عليه وسلم: "وجعلت قرة عيني في الصلاة" رواه أحمد والنسائي. وأي شيء أهنأ للعبد وأسعد له من أن يكون محباً لله ومحبوباً له. (يحبهم ويحبونه).
5- تربية الضمير الخير, المحب للغير. فالعبادة الصحيحة تفرز هذا المعنى, قال تعالى: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون). ومن فعل الخير محبة الآخر. فلا حقد، ولا حسد، ولا طعن، ولا لعن، ولا قتل، ولا عدوان, قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا). وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". رواه البخاري.
6- تربية الإنسان المنظم المرتب المحافظ على الوقت, الهاجر للتسيّب والفوضى والضياع, وكل ما يؤذي الإنسان من فساد.
7- تربية النفس على الكمال والاعتدال والجمال, وترك الغلو في الأمور كلها. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال" رواه مسلم. وقال: "إن الله رفيق يحب الرفق" رواه مسلم. وقال: "ليُصَلِّ أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد" رواه البخاري.
فاللهم وفقنا لعبادة تنتج آثارها فينا وفي سلوكنا وعلاقاتنا مع من سوانا ومع ما سوانا.
التعليقات