آخر تحديث: السبت 20 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
عنوان دفترنا في العام الجديد

عنوان دفترنا في العام الجديد

تاريخ الإضافة: 2008/01/04 | عدد المشاهدات: 3458

بمناسبة سفر فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام إلى مصر للمشاركة في بعض الفعاليات العلمية، ألقى الأستاذ محمد أمير ناشر النعم خطبة الجمعة في جامع التوحيد بالنيابة عن فضيلته. وهذا نص الخطبة:

عنوان دفترنا في العام الجديد

أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون:

نحن على أعتاب سنة هجرية جديدة، وفي أوائل سنة ميلادية جديدة، وما دمنا على أبواب عام جديد فهيا لنعدَّ دفتراً للسنة الجديدة، ولنراجع دفترنا الذي أحصينا فيه أعمالنا للسنة الفائتة، هل نحن رابحون أم خاسرون ؟ وكلنا يعرف ويدرك حقيقة ما في دفتره، إن كان صالحاً فليحمد الله، وإن كان غير ذلك فليستغفر لنفسه.

وإذا كان الإنسان مجموع قوىً مؤلفة من العقل والقلب والنفس والجسد، فيجب أن تعمل هذه القوى متألقة مجتمعة، وأسس هذه القوى: حب طاهر يتغلغل في القلب، فكر سامٍ يتحرك به العقل، مبدأ شريف تتشبع به النفس، إحسان في أداء الأقوال وممارسة الأفعال.

ليكن عنوان دفترك اليومي:

1- حباً طاهراً في القلب: ألا تذكر معي أن من أول الآيات التي نزلت قوله تعالى: ﴿وثيابك فطهر﴾ والثياب هي القلب جرياً على عادة العرب في هذا التعبير.

حركة الإنسان لا تنبع إلا من الحب، ولن تكون الحركة سديدة إلا إذا صدرت عن حب طاهر، الحب يعلمك أوصاف المحبوب، الحب يخلقّك بأخلاق المحبوب، يقول الجنيد: "الحب هو دخول صفات المحبوب على البدل من صفات المحب".

لذا كنا مأمورين أن نتخلق بأخلاق الله أي أن نحبه، لذا كنا مأمورين أن نتخلق بأخلاق الحبيب الأعظم محمد يعني أن نحبه فنتخلقه، الحب طاقة تدفع للحركة في طريق المحبوب وعلى خطاه، لا تغفلوا عن قلوبكم، ولتكن نبضاته خفاقة بحب محبوب راقٍ، وهل من موضوع أرقى من الله تعالى، ومن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أهل بيته، ومن الجهاد.. يروي الترمذي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي).

2- فكر سامٍ في العقل: نمرر أوقاتنا من غير تفكر، والفكر حركة العقل، وقد أمرك الإسلام أن تكون هذه الحركة شاسعة واسعة، فارمِ شباكك حيث أردت في بحار التفكر، يقول تعالى: ﴿ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون﴾ ويقول: ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾ وقال أيضاً: ﴿ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالِمين. ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون. ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون﴾. أبحر في هذه المجالات جميعاً وهذا ما يؤسس للعلم وللحركة والتقدم والازدهار والإنتاج، إن إنتاجنا ضعيف لأننا لا نفكر، والفكر لا يكون سامياً إلا إذا اتصف بالتماسك والاتّساق، الإنسان بحاجة إلى علم، وبحاجة إلى حكمة، لتحد من توجهات العلم عندما يكون في غير نفع الإنسان.

3- مبدأ شريف: لا تُقصِّر في رعاية مبدئك والتمسك به، (لو جعلوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته) لاحظ مبدأك فهو المرتكز في كل ما تقوم به هذا المبدأ قال عنه الله تعالى: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾.

4- إحسان في الأداء والممارسة: مبدؤك ينطوي على قوانين ومأمورات وتشريعات وتوجيهات فلتكن ممارستك لها بإحسان، مشكلتنا في ضخامة المعطى المعرفي وهزالة التحويل والتطبيق فمرة متعسف ومرة متسرع ومرة مفصوم ولا نحوله التحويل المنسجم، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان خلقه القرآن، ففي القرآن معطيات معرفية، وكان تطبيقه صلى الله عليه وآله وسلم تاماً لا انزياح فيه، أما انزياحنا عن مبدئنا فإنه يخبر عن خضوع للعادات وانقياد لها.

أسأل الله عز وجل أن تكون قلوبنا مشبعة بحب صادق طاهر، وأن تكون عقولنا متحركة بفكر سامٍ، وأن نسعى لمبدأ شريف نتمسك به، وأن يرزقنا الإحسان في أداء الأقوال والأفعال، نعم من يسأل إلهنا، ونعم النصير، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ: 4/1/2008

التعليقات

شاركنا بتعليق