هل يجوز إنزال الزوجة الميتة فوق زوجها الميت ودفنها معه في قبر واحد، علماً أن بينهما "وفاتيهما" مدة زمنية ؟
الإجـابة
الخميس: 3/7/2008
الحمد الله رب العالمين وأفضل الصلاة وأكمل التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد:
فإن حرمة الإنسان ميتاً كحرمته حياً, وإن من مظاهر هذه الحرمة عدم الاعتداء عليه وعدم نبش قبره إذ ليس هو حفرة يسوغ لنا فتحها دون ضوابط، لذا نص فقهاؤنا على أنه لا يجوز دفن ميت فوق آخر إلا إن بلي الأول.
قال ابن عابدين نقلاً عن الفتح: "ولا يحفر قبر لدفن آخر إلا إن بلي الأول فلم يبق له عظم, إلا أن لا يوجد " أي لا يوجد للميت الثاني قبر يدفن فيه واضطررنا إلى دفنة مع آخر"عندها تضم عظام الأول ويجعل بينهما حاجز من تراب.. الى أن قال: "وما يفعله جهلة الحافرين من نبش القبور التي لم تبل أربابها وإدخال أجانب عليهم فهو من المنكر الظاهر, وليس من الضرورة المبيحة لجمع ميتين فأكثر في قبر واحد قصد دفن الرجل مع قريبه, أو ضيق المحل في تلك المقبرة مع وجود غيرها, فضلاً مع ما فيه من هتك حرمة الميت الأول" مختصراً عن ابن عابدين 2/233 طبعة مصرية.
وقضية البلى تعود الى العرف وطبيعة الأرض التي هو فيها, وقد غلب الظن في بلادنا أن الميت يبلى بعد حوالي خمس عشرة سنة تقريباً, وعلى هذا فليس ثمة حكم خاص لدفن الزوجة مع زوجها, بل الحكم عام لكل الناس على السواء, ولا عبرة لخصوصية الزوجية في الحكم تحريماً أو تحليلاً. والله تعالى أعلم.
التعليقات