آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
يا أهل بلاد الشام أفيقوا ويا أبناء سورية أسعفوها

يا أهل بلاد الشام أفيقوا ويا أبناء سورية أسعفوها

تاريخ الإضافة: 2012/04/04 | عدد المشاهدات: 3204

نشرت جريدة "بلدنا" الصادرة في دمشق بتاريخ الأربعاء 4 نيسان 2012 وضمن صفحة (رأي) مقالاً للدكتور الشيخ محمود عكام بعنوان: "يا أهل بلاد الشام أفيقوا ويا أبناء سورية أسعفوها"، وفيما يلي نص المقال:

يا أهل بلاد الشام أفيقوا

ويا أبناء سورية أسعفوها

 

1- يا أهل بلاد الشام:

هبوا جميعاً لنصرة الخير، والخير يكمن في دينكم الحق فانتصروا له، وأعيدوا إليه رونقه وألقه، ومساره وحقيقته، فدينكم قوامه: عبودية الحق، وإرادة الخير والنفع للخلق، وما ثمة في الدين غير هذا. والعبودية: عرفان وتوحيد ومحبة، وإرادة الخير: احترام وتكريم وبذل وعطاء ومخالقة بخلق حسن.
يا أهل بلاد الشام: مَنْ لم يرَ الله قبل الفعل وبعده وعنده فليس بمسلم، ومَنْ لم يجدِ الله قبل القول وبعده وعنده فليس بمسلم أيضاً، ومن لم يشهد الله قبل الأشياء وعندها وبعدها فليس بمسلم، فهل تفعلون هذا ؟!!
يا أهل بلاد الشام: كونوا على يقين أن المحنة تفرز منحة إذا ما صبرتم وصدقتم وتبتم وأخذتم بالحقائق ويئستم مما في أيدي الخلائق، وأزلتم من بينكم وبين الحقيقة العوائق.
يا أهل بلاد الشام: مَنْ وجد نفسه غِنم، ومن فقد نفسه وأضاعها خسر، ومَنْ عرف نفسه فقد عرف ربه، ومَنْ جهل نفسه فقد ابتعد عن ربه، فاعرفوا مَنْ أنتم، ولا تهونوا، وتأكدوا من هويتكم ولا تستكينوا، واجتهدوا في الطمع بربكم وحاذروا الطمع بالدنيا.
يا أهل بلاد الشام: اللهَ الله في الدماء، احقنوها، واللهَ الله في الأعراض، صونوها، والله الله في الأموال فلا تهدورها، والله الله في الأوطان احموها وابنوها، والله الله في أنفسكم اتقوا الله فيها.
يا أهل بلاد الشام: موتوا عن أنفسكم وشهواتكم، واحيوا بربكم وإيمانكم، وفكِّروا بمآلكم وأن لكم موقفاً بين يدي الله، فماذا أنتم قائلون آنئذ. تحققوا بالمعرفة والإخلاص والعمل الصالح والخلق الحسن تسودوا وتقودوا وإلا... وستذكرون ما أقول لكم.

يا أهل بلاد الشام: سلام عليكم بما نُصحتم ونَصحتم ونِعم عقبى الشام.

2- يا أبناء سورية أسعفوها:

دماؤها تسيل وفي جلِّ بقاعها صياح وعويل ، جبالها صفعت، ووهادها هجرت، ومياهها تعكرت ، وسماؤها حزنت، وأشجارها وهنت، وأزهارها ذبلت ، ازدادت أراملها وتكاثر يتاماها فهل من معتبر ؟!

والاعتبار إسعاف سريع نقوم به جميعاً: نحقن الدماء ونوقف السلاح ونمنع التشريد، ونقضي على الترويع، وإلا فأنا أخشى من غرق المركب بمن فيه وحينها لا معارضة ولا موالاة بل الجميع في الهاوية أعجاز نخل خاوية .‏

فيا أيها المواطنون حكاماً ومحكومين: اتقوا الله في سورية وأبنائها وأطفالها وشيوخها ونسائها وأبريائها، وقدموا مصلحتها على مصالحكم الشخصية الموهومة، وهيئوا من أنفسكم رعاة أمينين وحماة صادقين، ومواطنين على الخير والبر متعاونين .‏

أيها المسؤول – في أي منصب كنت – سورية أغلى منك وأهم منك، وإياك أن تستغلها لأهوائك وأطماعك، فالتاريخ لن يرحم والله سيسخط ويلعن، والأجيال ستنتقم وتنتقم.

أيها المواطن – من أي فئة كنت – حذارِ من فعلة ذات عواقب سيئة، وحذارِ من عناد لا يستند إلى سداد فكر واطمئنان فؤاد، فالعاقبة وخيمة آنئذ عليك، والله يمهل ولا يهمل.

أما أنا فاللهم اشهد، ويا سورية اشهدي أني لا أبتغي إلا مرضاة ربي وخدمة بلدي وإعانة المظلوم، والأخذ بقوة على يد الظالم ونصرة الحق، وخذلان الباطل، وإزالة الفساد ونشر العفة وإشاعة الفضيلة وبسط الأمان، ودوام الاستقرار والازدهار، وسيادة العدالة، وكرامة المواطن، وحرية الوطن.

فاللهم من أراد بسورية خيراً فوفقه إلى كل خير ومن أراد بسورية شراً وضراً فخذه أخذ عزيز مقتدر عاجلاً غير آجل .‏

بقلم

الدكتور محمود عكام

مفتي حلب- مفكر إسلامي

التعليقات

شاركنا بتعليق