آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
كلمة حول المواريث في الشريعة الإسلامية

كلمة حول المواريث في الشريعة الإسلامية

تاريخ الإضافة: 2019/01/02 | عدد المشاهدات: 765

لا لن أدافع ولكنني سأُنصف والأنصاف أُسُّ الإيمان، فالمواريث في الشَّريعة الإسلامية دقيق وعدل وهذه هي النتيجة التي وصلتُ إليها بعد قراءة متأنيَّة لها ولسواها ومُدارسة واعية مع أرباب اختصاص، وتدريسٍ مديدٍ لها في المدارس والكليَّات، واستماعٍ ملؤه الأمانة لمنتقديها هنا وهناك، ولعل جُلَّ الانتقادات تتمَحور حول حصَّة الأنثى وأنها أقل من حصة الذكر، وهذا في رأي الناقدين تجاوزٌ واستهانة بالمرأة التي ما عادت كما كانت قبلاً، فها هي ذي تُشارك وتحكُم وتقضي وتصنع وتقاتل و... وربما تقود السيَّارات الكبيرة والمركبات العريضة... وعلى كلٍّ: فلن أُناقش مدى انطباقِ الادِّعاء على الواقع نسبةً وتناسباً، بمعنى: ما نسبة الوزيرات إلى الوزراء ؟ وما نسبة الحاكمات إلى الحاكمين ؟ وما نسبة السَّائقات إلى السائقين ؟ والسلسلة طويلة. لكنني هنا أقول كلمة أعتقد أنها فصل: فيا أيها الإنسان ذكراً كنت أو أنثى: تصرَّف بمالك وأنت حيٌّ على الشَّكل الذي تريد مُتحمِّلاً مسؤوليةَ أفعالك وتصرفاتك، فإن أنت غادرتَ الحياة فلا شكَّ في أنَّ مَنْ خلقك هو أولى، بل الأولى في النيابة عنك ليتصرف بما لك عطاءً وتوزيعاً، وها هو جَلَّ وعلا وضعَ نظام التَّوزيع (الميراث) وقال لمن خَلَفَ الميت: هيا فوزِّعوا مالَ عبدي المتوفَّى وفقَ نظامي الذي وضعتُه وأنزلتُه ضمنَ آياتِ كتابي (القرآن الكريم)، فأنا أعلمُ بالمحتاج وبالقريب وبالبعيد وبالقاصي وبالدَّاني، سلَّمتم لي أمر مصيره (المتوفى) فسلِّموا لي أمرَ توزيع ماله، ولن ينالَ اللهَ لحومُها ولا دماؤها، فيا أيها المسلمون لا تُعيدوا النَّظر في نظام المواريث الشرعي، بل أعيدوا النظر في تكوينكم المعرفي وفي قدرتكم الفقهية على التطبيق الحكيم الموافق للنظري القويم فلا اجتهاد في موارد النص من حيث معرفة الحكم، ولكن ثمة اجتهاد في مورد النص من حيث تطبيق هذا الحكم. فاللهم فقِّهنا في الدِّين، وعلِّمنا التأويل.

حلب

2/1/2019

د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق