آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الأُخوَّة ركنان

الأُخوَّة ركنان

تاريخ الإضافة: 2019/01/07 | عدد المشاهدات: 788

نعم، إذ نتحدَّث عن الأخوة رابطاً وصِلةً أرادها الله كذلك بين المؤمنين فلا بُدَّ من تحديد دلالتها وهي: ركنان اثنان: الأول: حُبٌّ، والثاني: نُصح. والحُبُّ أوله احترام وآخِره تضحية وافتداء، وأما النُّصح: فمتابعةٌ نابعةٌ عن الحبِّ وإرادة الخير والنجاح والرفعة، ولهذا قال سيدنا محمد بن عبد الله: "لا يُؤمن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه"، وقال: "لا تدخُلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أولا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم، أفشُوا السَّلام بينكم"، وقال: "الدِّين النَّصيحة"، وفي رواية: "إنَّ الدِّين النصيحة، إن الدِّين النَّصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله ؟ قال: لله وكتابه ورسوله وأئمَّة المؤمنين وعامَّتهم"، وفي رواية تُفيدُ الحصر، أي حَصر الدِّين بالنَّصيحة: "إنَّما الدِّين النَّصيحة". وقد جاءَ في رسالة عبَّاد بن عبَّاد الخوَّاص الشَّامي كلامٌ في النَّصيحة رائعٌ نذكر منه: "فليكُن أمركم فيما تُنكرون على إخوانكم نظراً منكم لأنفسكم ونصيحةً منكم لربكم وشفقةً منكم على إخوانكم وأن تكونوا مع ذلك بعيوبِ أنفسكم أعني منكم بعيوب غيركم".

فيا أمتي: لعلك تسألين عن المسلم الذي هو أخٌ لسائر المسلمين فإليكَه: قال صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى صلاتنا واستقبل قِبلتنا وأكلَ ذبيحَتنا فذلك المسلم الذي له ذِمَّة الله وذِمَّة رسوله، فلا تخفِروا الله في ذِمَّته" البخاري. لا نُكفِّره بذنبٍ ولا نُخرجه من الإسلام بعمل؛ فاللهمَّ بحقِّ الحقِّ الذي هُو أنت اجعَل المسلمين مُتحقِّقين بالأخوَّة التي عقدتها بينهم وجعلتَها فيما بينهم وشيجةً ولُحمة ورَحِماً يا ربَّ العالمين.

حلب

7/1/2019

د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق