آخر تحديث: الجمعة 29 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
القناعة: مفهوماً عامَّاً وقيمةً إسلامية

القناعة: مفهوماً عامَّاً وقيمةً إسلامية

تاريخ الإضافة: 2019/03/07 | عدد المشاهدات: 857

أقولُ محترزاً: القناعة ليست استِكانة ولا ضعفاً، لكنها منهاج تربويٌّ يقوم على ضبطِ الرَّغبات والشَّهوات فلا تتحوَّل إلى حاكمة على السُّلوك وموجِّهة له على حساب القيم والفضائل والصبر والرضى، فكم من شهوةٍ لم تُضبَط كانّ حظُّ صاحبها الدَّمار والضَّياع، فإن أردتَ – يا قارئي – توضيحاً أكثر قلتُ: القناعة ضبطٌ والتزامٌ وعدمُ اعتراضٍ في مجال القَسْم الذي ليس إليك، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد أفلح مَن أسلم ورُزِق كفافاً وقنَّعه الله بما آتاه"، وأما القَسْم الذي إليك فكُنْ فيه سَاعياً طامحاً:

إذا غامرتَ في شَرفٍ مَرومٍ            فلا تقنعْ بما دونَ النُّجومِ

فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقيرٍ            كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيمِ

فعلوُّ الهِمَّة في هذا الميدان من شِيمِ الرجال الأبطال العُظماء.

ونعودُ للقناعة لنؤكِّد على قَصْرِها على متاعاتِ الدُّنيا، فـ: "مَنْ أصبحَ آمناً في سِربه، مُعافىً في بَدنه، عنده قوتُ يومه، فكأنَّما حِيزَت له الدُّنيا بحَذافيرها" كما جاءَ عن سيِّد النَّاس محمد صلى الله عليه وسلم. واسمَع إليه يومَ كان يقول: "اللهم اجعلْ رزقَ آلِ محمَّد قوتاً" يعني كَفافاً. ونختم بكلماتٍ وصية أوصى بها الرسولُ صلى الله عليه وسلم أبا هريرة رضي الله عنه: "يا أبا هريرة كُنْ وَرعاً تكُن أعبدَ النَّاس، وكن قنِعاً تكُن أشكرَ الناس، وأحبَّ للناس ما تحبُّ لنفسِك تكُن مؤمناً، وأحسِن جوارَ من جاوركَ تكُن مُسلماً".

حلب المحروسة

7/3/2019

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق