والعلاقة بينهما علاقة جذرٍ وساق، أو علاقة أساس وبناء، فلا إسلامَ مقبول دونَ إيمان، ولا إيمانَ متجليَّاً معتبراً من دون إسلام، وإن شئتَ قُل: العلاقة بينهما كالعلاقة بين الروح والجسد، فالجسد مَجلى ومظهر، والروح حقيقة ومَخبر، ولا غِنى لأحدهما عن الآخر.
وأما الإحسان فما هو إلا إتقانُ أداء وممارسة وتعبير لكليهما، فقوة الإيمان إحسان وحسن أداء أركان الإسلام إحسان، ولن يكون الإتقان إلا إذا استشعر المؤمن المسلم، والمسلم المؤمن مراقبة المولى جلَّ شأنه له: "فإن لم تكن تراه فإنه يراك" كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.
وحين ندعو إلى الصَّحوة فالصَّحوة المنشودة: هي التحقُّق إحسانياً بالإيمان والإسلام، ودلائل التَّحقق الإيماني أخلاق فاضلة: "لا إيمانَ لمن لا أمانة له"، و: "من كانَ يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره"... الخ.
أما دلائل التحقُّق بالإسلام: فإقامةُ الأركان من صلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ وحجٍ بأركانها وشروطها وآدابها على الوجه الأمثل.
فاللهم حقِّقنا بالإسلامِ والإيمان تحقُّقاً إحسانياً، وأذِقنا طعمَ الإيمان بالرِّضى بك رباً وبمحمد نبياً وبالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً منزلاً، يا رب العالمين.
حلب
22/3/2019
محمود عكام
التعليقات