رأيتُه أوَّل ما رأيتُه في جامع سيدنا زكريا بحلب، كان – وحده - يؤدِّي صلاةَ الضُّحى على ما أعتقد، وجاء مَنْ أعلمني بأنَّ هذا الرجل هو الشيخ محمد الحامد فأسرعتُ مسلِّماً عليه ومقبِّلاً يديه. نعم إنَّه الرَّجل العالم العامل شيخ حماة بلا منازع.
هو فقيهٌ وصوفي وعلى خُلقٍ ومتواضع، قرأتُ له: ردُوده ورسالاتُه المتنوِّعة في موضوعاتها، وقرأتُ جُلَّ الذي كُتبَ عنه، فلله درُّك أيها الجليل المهيب، ولقد كان يومُ وفاتِك يوماً مشهوداً حضَره العالِم والأميُّ، والتاجر والصَّانع، والصَّغير والكَبير، والرَّسمي وغير الرَّسمي، لن يغيب عن بالي ذيَّاك المشهد الرهيب الوقور. كما سأذكر – بقوة - رثاءً مني فاضَ على لساني من قلبي وأنا يومَها في الصفِّ العاشر، فقد قلتُ من جملة ما قلت:
لله يعملُ لا يخافُ بلومةٍ من لائمٍ لا والذي خلقَ الوَرَى
يمشِي على الأرضِ البَسيطةِ هادئاً وإذا رأى الإفسادَ صاحَ وكبّرا
ربَّاهُ هذا باطلٌ فعليكَ به لا يُرجئ الجبار عبداً كبَّرا
فيا أهل حماة: أدعوكُم إلى قراءةِ سيرةِ هذا الرَّجل، والاقتداءِ به في أخلاقه الحميدة وسُلوكه الرَّشيد وعطائه النَّافع، وحُبِّه وطنَه وتعلُّقه به، وارتباطِه بأرضه وخدمةِ أبناءِ وطنه، ومعكم أدعُو أهلَ حلب ودمشقَ وسائر المدن والبلدات السُّورية.
يا أيها الحَامِد المحمُود، جزاكَ اللهُ كلَّ خيرٍ عنَّا، وعن بلدِنا وعن ديننا، وأحسنَ إليكَ وأثابَك الفِرودسَ الأعلى إنَّه سميعٌ مُجيب.
محمود عكام
التعليقات