أولاً: الجميع يُحسن التَّشديد، ولكن الفقه الحقيقي رخصة من عالم.
ثانياً: تحريم الحلال كتحليل الحرام، ولا يُدعى التحريم لما أحلَّ الله احتياطاً ولا ورعاً ولا تقوى، وهيهات.
ثالثاً: التشديد منهج يخالف منهج النبوة الدَّاعي إلى التيسير والتبشير والإيغال برفق وعدم المشادَّة، و: (فإنَّ مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً)، ولن يغلب عسر يسرين.
رابعاً: رفع الحرج أصل الدين: (ما جعل عليكم في الدين من حرج)، و: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر).
خامساً: ثمة موقف عملي لسيد الأنام صلى الله عليه وسلم في الحج يرويه البخاري: فقد وقف رسول الله في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقتُ قبل أن أذبح. فقال: اذبح ولا حرج، فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرتُ قبل أن أرمي. فقال: ارمِ ولا حرج. فما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قُدِّم أو أُخِّر إلا قال: "افعل ولا حرج". فاللهم صلِّ على الرحمة المهداة.
سادساً: التَّشديد مجافاة للمهمَّة التي وُكلت إلينا من قِبل مولانا: فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لنا نحن الفقهاء والدُّعاة والموجهون: "فإنما بعثتم ميسِّرين ولم تُبعثوا مُعسِّرين".
سابعاً: بعث رسول الله معاذاً وأبا موسى إلى اليمن وقال لهما: "يسِّرا ولا تُعسِّرا، وبشِّرا ولا تُنفِّرا، وتطاوعا ولا تختلفا". فليُطِع كلٌّ منكما الآخر مبادراً، فهلا يا أيها الشيوخ تطاوعنا واتفقنا، ويسَّرنا ولم نعسِّر.
ثامناً: هو فصل: فما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها.
حلب
6/7/2019
محمود عكام
التعليقات