كلُّهم أبطال وكلهم شجعان وكلهم في الجرأة ميامين، والأدلة على ذلك أحداث يومٍ لم تكن فيه يا هذا معهم، والشاهد حسب زعمهم – آنذاك – صار الآن في عداد الأموات أو مَن غابوا إلى أمد طويل، أو استُضعِف من قبل البطل المدَّعي نتيجة حاجة دفعته لمدِّ يده له، فيا بؤسه. ويتابعون الحديث عن بطولاتهم (الوهمية) المفتعلة، وانقلوا عنه يا أيها القصاصون المأسورون أو الأُسارى، وأراني كلما سمعت واحداً من هؤلاء استوقفتني آية من كتاب الله تقول: (لا تحسبنَّ الذين يَفرحون بما أَتَوا ويُحبُّون أن يُحمَدُوا بما لم يَفعلوا فلا تَحسَبنَّهم بمفازةٍ من العذابِ ولهم عذابٌ أليم). نعم لهم عذاب أليم لأنهم شوَّهوا البطولة والشجاعة والصفات النبيلة ولأنهم قدموا للمجتمع العطشان سراباً وما هو بماء فخدعوا وكذبوا وأساؤوا، ولأنهم حجبوا البطولة الحقيقية والشجاعة الصادقة والجرأة الإنسانية الحرة، نعم لقد عَذَّبوا، وهاهم أولاء سيُعذبون جزاءً وفاقاً. فإلى متى سنبقى هكذا ؟! وإلى متى سنظل ندَّعي ولا برهان لادِّعائنا ؟!! (لله الأمر من قبل ومن بعد).
حلب
6/8/2019
محمود عكام
التعليقات