قرأتُ في يومٍ ما بيتاً من الشِّعر يقول:
مَشيناها خُطىً كُتبت عَلينا ومن كُتِبَت عليه خُطىً مَشاها
فقال لي أحدُهم: تحصيلُ حاصِل. فأجبتُه: قضاءٌ وقدَر، كتبَ القَضاءُ ونفّذ القَدَر، وما كتب بالقلم في اللوح المحفوظ سينفذ لا محالة، فاعمَلوا، وكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلق له، ولا اعتراض ولا امتعاض، بل صبر ومصابرة ومتابعة جادَّة لاتخاذ الأسباب الظاهرة المشروعة على سبيل التكليف والتشريف.
فيا أهل الحسَد والحِقد والشَّنآن: لا أثرَ لحسَدكم وحِقدكم على مَن تحسُدون أو تحقِدون، بل هو تعبٌ يلمُّ بكم وقلق يكتنفكم واضطراب يلفُّكم، ولله دَرُّ الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله، ويا أهل التكبر والتعجرف والاستهزاء والسخرية: ما أنتم فيه من نِعَمٍ ليسَ من صُنعكم، بل خلقُ ربِّكم الحكيم الفعَّال: فما لكم لا تتَّعظون وتمرُّون على حقيقة ما أنتم عليه غافلين.
ويا أربابَ اليأسِ والقُنوطِ، ما قُدِّر يكون، وإنَّه تقديرُ العليم الحكيم اللطيف الخبير الرحمن الرحيم:
وكم لله من لُطفٍ خَفيٍّ يَدِقُّ خَفَاه عن فهمِ الذكيِّ
وكَم أمرٍ تُساءُ به صَباحاً وتأتيكَ المسرَّة في العشيِّ
وأخيراً: ليكن ربُّك ملاذَك في كلِّ أحوالك سروراً أو حزناً، سعادة أم شقاء، فإن أنتَ فعلتَ ذلك فحدِّث عن لذَّة الوصال وروعة الاتصال، فلسان الحال يقول:
ولَيْتَ الذي بيني وبينكَ عامِرٌ وبَيني وبينَ العَالَمين خرابُ
حلب
8/8/2019
محمود عكام
التعليقات