ومن ذا الذي يا ديني يصمد ويصبر ؟! ومن ذا الذي يا أمتي يعمل ويجتهد ويخلص ؟! ومن ذا الذي يا إخوتي يعفو ويغفر ويسامح ويصالح ؟! إنه - في كل ما سلف – الشريف النبيل ذو الخلق الحميد والعقل الرشيد والفهم السديد، وبعبارة أخرى: إنه المؤمن بالله حقاً، والمتحري للعمل الصالح ليكون ديدنه وصفته بل ووصفه الذي لا ينفك عنه. ابحثوا عنه وابتغوه أينما كنتم فنعم الصاحب هو، ونعم الجليس أيضاً هو، ونعم المستشار والمستخار هو، ولا ينحصر البحث عنه في المعابد ولا في المدارس ولا في المعاهد بل هو ممكن الوجود في كل مكان وبقعة وميدان ومجال. ولئن سألتني يا قارئي عن سمته وسيمائه وعلامته فهو ذاك الذي: يرفع راية الحب للآخر ما الذي يحبه لنفسه، الرحمة دثاره، والرفق شعاره، والمعرفة زاده، والخير لا يعرف سواه، والوفاء متقلبه ومثواه.
وأخيراً: ذكرتُ ما ذكرتُ وأنا آمل أن يكون القارئ هو نفسه من أعني وأقصد، فلا يبحث عن هذا الذي وسمت إلا في داخله وبين جنبات جوانحه.
وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
حلب
1/12/2019
محمود عكام
التعليقات