نعم هُما عدوَّاك أيها الإنسان، فهيَّا إلى مقاومتهما ومجابهتهما، فما ثمة ما يُضني الرُّوحَ ويُتعِبُ القلبَ ويُضعِفُ الجسدَ أفظع منهما، على أنَّ اليأسَ إِذ يَشتدُّ فهُو القنوط، وإذا كانَ اليأسُ هو القطعُ بأنَّ المطلوبَ لن يتحقَّق فإنَّ القنوطَ هو القطعُ الأكيد بعد أملٍ انحسَرَ وخاب. فيا أيها الإنسان: لا تَيأس أصلاً ولا تقنَط بعدَ أن أمَّلتَ، ولتكُن ابتداءً صاحبَ أملٍ بالله لتطمئنَّ إلى مستقبلك بمختلفِ نواحيه المادِّية والمعنوية، فالمؤمنُ بربٍّ عظيمٍ كريمٍ رحمنٍ رحيمٍ ودودٍ عَفُوٍّ غفورٍ ليسَ لديه أدنى مساحةٍ تقبلُ اليأسَ ومن باب أولى القنوط. يا ناس، يا هؤلاء: هيهاتَ هيهات أن يتخلَّى ربُّنا عنَّا وقد آمنا به وأطعناه وأحببناه وتولَّيناه، وما كانَ الله ليُضيعَ إيماننا، وقد أودعناهُ عندَه ولديه، ورحمَ اللهُ القائل:
أنا مذنبٌ ُأنا مخطئٌ أنا عاصي هو غافرٌ هو راحمٌ هو عافي
قابلتُهنَّ ثلاثةً بثلاثةٍ ولتغلبَنْ أوصافُه أوصافي
ومَنْ قال:
أُعلِّلُ النَّفسَ بالآمالِ أرقُبها ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأملِ
حلب
14/6/2020
محمود عكام
التعليقات