الأعلى الأحمد: اشتقتُ إلى مناداتك بـ يا أبا علي عبرَ الهاتف أو كِفاحاً لأسمعَ بعدها منكَ أرقى الكلام الممزوج بالحنان والحبِّ والأمان، وها قد مَضَى ثمانونَ يوماً وأنا أَكتُمُ وأُكتِّمُ هذا الشَّوق والاشتياق حتى كِدتُ من تكتُّمي أَنفَجر، لكنَّني لجأتُ إلى المناجاة فعسايَ أُخفِّفُ من مُعاناتي في المناداة، وإذ أُناجيكَ: يا رُوحي وبعضي الأهمّ والأمثل أقول: لقد غدوتَ حديثَ نفسي لأنَّكَ نفسي، وحديثَ قلبي لأنَّك قلبي وحديث الروح لديَّ فأنتَ حقاً رُوحي يا أعزَّ الناس.
أحمدُ أيها الشَّقيق الرَّقيق: بالأمسِ أنهيتُ صلاتي وفي نهايةِ القُعود الأخير قلتُ – كعادتي – : (رَبِّ اغفِرْ لي ولِوالديَّ ربِّ ارحَمهُما كَمَا رَبَّياني صَغيراً)، وبتلقائية وعَفوية وجدانية أتبعتُها فقلتُ: "رَبِّ اغفِر لي ولأخي أحمد، ربِّ ارحمهُ كمَا ربَّاني ورعاني صغيراً وكبيراً".
أيُّها الوليُّ النَّقي الصَّافي: أنا أعيشُ فِعلاً (أحمد ومحمود) وليس ذلك على سبيلِ الانفصام وحاشا، بل هو الاتِّصال والوِصال، ولو قَدرتُ على قولِ الحقيقة بتمامها حين أُسأل عن اسمي وهويتي لقلتُ: (أحمود)، لكنني إذ أقولُ (محمود) فقط فإنَّما هي الصُّورة، أما الحقيقة ففي خلايا حُروفي الحيَّة روحُ حُروفك (يا أحمد).
حلب
16/9/2020
محمود عكام
التعليقات