لأنَّه دين ودين حق، وأحقيَّته جاءت من مَصدريَّته، ومصدريته: السَّماء ونَعني بذلك الحكيم الخبير الخلاق العظيم الذي يَعلَمُ مَنْ خلق وما خلق، ما يُصلح الأول ليكون في أحسن تقويم، وما يُصلح الثاني ليكون مُسخَّراً لما خلق له ضمن أحسن نظام وتنظيم، هذا أولاً، وثانياً: لأنَّه منظومةٌ كاملة متكاملة فليس ثمة شاردة ولا واردة إلا ولها رصيد تأطيرٍ وتنظيمٍ في هذا الدِّين الحنيف، وهذا التنظيم وذاك التأطير يتناسب وإنسانية الإنسان وعبوديته للدَّيَّان، وثالثاً: لأنه يُغني التصوُّر الذي ينشد أخباراً صحيحة عن الأزل وأنباءً موثوقة عن الأبد، عن الخلق قبل أن يكونوا، وعنهم وعن مَصيرهم ومآلهم (كيف وأين وماذا)، ورابعاً: لأنه يُقدِّم منهاجاً واضحاً: (إنَّا أنزلناهُ قُرآناً عربياً) ومع المنهاج معيار: (لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنة) وكلا المنهاج والمعيار مَصُونان من الخطأ والخَطَل، ومُحكَمان أيّما إحكام: (نورٌ وكتاب مبين. يهدي به اللهُ من اتَّبعَ رضوانه سُبُل السَّلام).

حلب

24/11/2020

محمود عكام