آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
"إسرائيل" كِيانٌ غَاصِبٌ وعَدو أثيم

"إسرائيل" كِيانٌ غَاصِبٌ وعَدو أثيم

تاريخ الإضافة: 2022/08/13 | عدد المشاهدات: 486

أمَّا بعد، فيا أيُّها الإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:

منذ أكثر من عشرين عاماً زارني شاب فرنسي مسلم، وبقي هنا أكثر من شهرين وبعد ذلك قال لي: هل تسمح لي أن أبوح بما احتشد في صدري ؟ قلت له: هات وتكلم. قال: من المعروف عندكم وعندنا أن عدوكم وعدونا هو إسرائيل، الصَّهاينة، أولئك الذين احتلوا فلسطين وشردوا أهلها وأخرجوهم. قلت: لا شك في ذلك. قال: لكنني لم ألمح ما يؤكد ذلك من خلال معيشة الناس، ومن خلال أحاديثهم ولقاءاتهم وثقافتهم ومن خلال ... لم أَرَ هذا. الكل مشغول بعداوةٍ بينية، أسمع هذا المسلم المنتسب إلى مذهبٍ ما يذكر المسلم الآخر المنتسب إلى مذهب آخر يذكره بعداوة تكاد تكون أشد من العداوة التي يذكر أحياناً هذا الكيان الغاصب إسرائيل. لم أسمع ولم أر ما يؤكد حرص الناس وسعيهم على تحرير فلسطين، وكأن فلسطين بالنسبة لكم غدت قصة تروى في المجالس على سبيل الحزن تارة، وعلى سبيل التحدي تارة أخرى.

وفعلاً يا إخوتي، منذ أيام وقد عشنا اعتداء هذا الكيان الغاصب الأثيم على غزة، على فلسطين، حاولتُ أن أتذكر كلام ذلك الرجل، فنظرت في الناس فما وجدت أحداً رافعاً يديه بينه وبين نفسه يقول: اللهم انصر إخوتنا في فلسطين، ما سمعت ولا رأيت أحداً عدل عن فعل فرح كان قرر أن يفعله وقال: ألغيت حفلي تضامناً مع أهلنا في فلسطين. هناك ارتقى أكثر من أربعين شهيداً وأكثر من مئات الجرحى ونحن نقول عدونا إسرائيل ونريد أن نحرر فلسطين لكن أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا وهمومنا وكلامنا لا يسعف هذا. على الأقل قل لأولادك: هذا الكيان الغاصب أثيم معتد. الجهاد المشروع في فلسطين وليس في سورية، الجهاد المشروع هناك في غزة، المقاومة الصحيحة الحقيقية هناك في فلسطين، على الأقل أن تقول لأولادك: هؤلاء الذين يُطَبِّعون مع العدو يخالفون الشريعة ويخالفون الدين والإنسانية ويخالفون الشَّرف، على الأقل حدِّث أولادك عن فلسطين، حدثهم عن بيت المقدس، حدثهم عن المسجد الأقصى، حدثهم عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن معراج رسول الله، عن أولى القبلتين، عن ثالث الحرمين، عن محل هجرة إبراهيم عليه السلام، عن الشام المباركة، عن الأرض التي بارك الله فيها وحولها ومعها ومنها، حدثهم عن هؤلاء العتاة الطغاة كيف شردوا أهل فلسطين، شردوا أهل الجولان، شردوا هذه البقع التي تدعونا من أجل أن نجاهد ونقاتل ونقدم لهم العون والمساعدة، وأن نقول لهم ولو بشكل بسيط: نحن معكم، ألغينا الحفل لأننا متضامنون مع المجاهدين الحقيقيين، ولا مجاهدين حقيقيين إلا في فلسطين. فلسطين محتلة من قبل شرذمة تشكل عداوة لله وللتاريخ وللدين وللإسلام وللإنسان ولكل الشرفاء، علموا هذا أولادكم، خصص للمجاهدين في فلسطين دعوة، خصص لهم ركعتين في هدأة الليل، قبل صلاة الفجر، قُم وصَلِّ وليسمع أولادك، وليسمع من حولك، بأن لك قضية، ما قضيتك أيها الإنسان ؟ قضيتنا ، ونحن آثمون إن لم نقم بهذا الذي تحدَّثتُ عنه، نحن آثمون لأن الجهاد يكون فرضاً علينا حينما تُحتَلُّ أرضٌ من أراضينا، وفلسطين أرض من أراضينا، فلسطين (أرض المحشر والمنشر) كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قلتُ لكم: نَظَرٌ إلى فلسطين، نظر إلى بيت المقدس من كُوَّةٍ بعيدة عبادة، فيا أيها المسلمون، يا أيها المتخاذلون، يا أيها المطبعون، يا أيها الهامدون، نحن هامدون أيها الإخوة، ولا تقولوا عن الآخرين بأنهم يستسلمون، نحن نستسلم لأهوائنا وننسى واجبنا حيال مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم, أتدرون يا إخوتي ما تُخطِّط له إسرائيل ؟ ما يخطط له الصهاينة المجرمون وقد وصلوا إلى قسمٍ كبير من هذا الذي خططوا له، وصلوا إلى أن جعلوا العرب يسالمونهم ولا يسالمون إخوانهم، وصلوا إلى أن جعلوا بعض المسلمين يحاورونهم ولا يحارون المسلمين، وصلوا إلى أن جعلوا حتى الفصائل تتعادى فيما بينها أكثر من عداوتها إسرائيل، وصلوا إلى أن حازوا جنسيات عربية لم يكن ليحلم بها عربي، حازوا جنسيات عربية.

هناك نقص وتقصير في التعامل مع قضية فلسطين التي هي قضيتنا، المسجد الأقصى يستصرخكم، وقبة الصخرة تستصرخكم، ولا أقلَّ من أن توجهوا لها دعوة في الليل أو في النهار، في خلواتكم وفي صلواتكم، أثناء صيامكم، وعليكم أن تحجُبوا عداوة بعضكم عن بعضكم، وأن تجعلوا كل هذه العداوة لعدو قال الله عنه بأنه عدو، والتاريخ القديم والحديث قال عنه بأنه عدو، وكل المنصفين في العالم يتحدثون عن العدو الأثيم، عن الصهيونية المجرمة الخطيرة التي كما صرَّح كثيرٌ من كبرائهم في أكثر من مناسبة: نحن نسعى ليكون العرب والمسلمون خدم لنا، يأتمورن بأمرنا ويسيرون على الذي الطريق نوجههم، وما خلقهم على شكل الآدمي إلا من أجل أن يكونوا لائقين لخدمتنا، أتدرون لم خُلِقتم أيها المسلمون على هيئة الآدمية في نظرهم ؟ أنتم خلقتم على هيئة الآدمية في نظرهم ليسَ لأنكم مُكرَّمون، ولكن لتكونوا لائقين لخدمتهم، يريد خدماً على شكل الآدمية حتى يكون هؤلاء الخدم يليقون بخدمة الصهاينة المجرمين.

فيا أيها الناس: هلا، لن أقول استيقظنا، فأنا أطلبُ شيئاً من الاستيقاظ، هلا تجاوزنا عداوات فيما بيننا لنجعل هذه العداوة تنصبُّ على ما الله أمرنا أن نعاديه، لأنهم في الأصل كانوا أعداءً لنا، هم الذين ابتدؤوا وباشروا وبادروا بالاعتداء، أخرجونا من ديارنا، أرادوا أن يحشرونا تحت خيام سوداء أرادونا أن نكون أذلاء، أرادونا أن نتعاطى معهم كما يتعاطى الأجير الحقير مع سيده، وللأسف الشديد هذا ما حصل في بعض البلدان وأسأل الله أن يَرُدَّ الجميع إلى دينهم وإلى إنسانيتهم رداً جميلاً.

أيها المسلمون: ألا هل بلغت ؟! اللهم اشهد، تذكَّروا هذا وإلا فالوباء والوبال سيأتينا كما أتى إخواننا، أشكركم أيها الشهداء في فلسطين، أشكر جهودكم، هؤلاء الشهداء الذين ارتقوا في أرض فلسطين وهم يدافعون عن بيت المقدس، عن الأقصى، أقول لهم: نعمَّ ما فعلتموه، أسأل الله أن تكونوا شهداء، وأنتم فعلاً شهداء عند ربكم ترزقون، وفقنا يا رب من أجل أن نكون إخوة فيما بيننا، وأن نكون موحدين أمام عدو يتربص بنا الدوائر، كن معنا ولا تكن علينا، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.

أُلقِيت في جامع "السيِّدة نفيسة عليها السلام" بحلب الجديدة بتاريخ 12/8/2022

لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا

https://fb.watch/eTJh5yMMQr/

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

https://www.facebook.com/akkamorg/

ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.

https://t.me/akkamorg

التعليقات

شاركنا بتعليق