قالوا لي : من أصدقاؤك ؟ قلت لهم : أرباب الصدق .
والصدق أجمل ما يتصف به الإنسان، بل هل رأيت رائعة سجلت، أو عَظَمة كتبت ، إلا ومخزون الصدق يمدها، وتربته تنميها وتحفظها .
لقد وهم قومي فحسبوا الصدق نافلة ، أو ظنوه بعضا زائدا ، ولو ردوا عما نهوا عنه من الوهم لوجدوه أسَّ الرجال، وروح الحياة، وحقيقة الإنسان، وإكسير الوجود بشكل عام .
فمن لي ؟! إ ن لم يكن الرجل - والكون هنا عام - ولا أستبدل به أحدا ، وهل يُصادَق من لا يتحلى بصفة المشتق ، إذا عُمل على هذا الأساس .
ولا أريد إذ أنفي الرجولة أن أتحدث عن " ولد " فالولد عندي لا يقابل " الرجل " وإنما المقابل ضائع تائه، متقلب متلون، وقد يكون باطلا أيضا .
عشت تجربة مع من يقابل الرجال، فتمنيت ألا أكون - والكون هنا عام أيضا - وكنت إبانها أقرن التطبيق بالعلم، فأيقنت وذقت ، وعدت متيقنا بأن لا سبيل لشيء من الاطمئنان أو الاستقرار المنشودين في عالم الحق إلا بصداقة الرجال .
ناديت نفسي، وأردت بالنداء رفع صوتي : مع الرجال كوني، وكفاك ، فالحق رضيهم سكاناً وعماراً لبيوته الخاصة المباشرة ( لمسجد أ سس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ).
ولا يجرمنك، أيتها المرأة، ذ كر الرجال، لأن ذلك لا يخرجك منهم، فأنت، بالصفات التي أ نشدها فيهم أختهم، وحيَّا الله الرجال وأخواتهم، وأما من عداهم فـ : ( سلام قولاً من رب رحيم ) .
9/9/1996
التعليقات