"دِرَاسَةٌ في أُصُولِ المُحاجَّة"
للباحث: عبد الرَّحمن محمَّد جمال الحوت
أ.د. محمود عكَّام
*- مقدِّمة ( نظرةٌ عامَّةٌ على الأُطروحة ) :
تشيعُ في الدِّراسات اللُّغويَّة المعاصرةِ فكرةٌ أشبَهَت القاعدةَ مفادُها: ( إنَّنا نتكلَّم عامَّةً بقصدِ التأثير )، وساوقَتْها في الشُّيوع فكرةٌ أخرى تقول: ( إنَّ اختيارَ المفردات وترتيبَها في صِيَغِ الكلام يمنحان اللُّغة َفعلاً تأثيرياً )، وانبثَقت من بعدُ نظرياتٌ لغويَّةٌ حاولَت بمجموعها أن تؤصِّل لنظريَّةِ ( الفعل اللُّغويِّ )، وتناسلَت منها بعدَ ذلك رؤًى ونظريَّاتٌ عديدةٌ، كان من أهمِّها ( نظريةُ الحِجَاج ) .
ولا ريبَ في أنَّ ( الحِجَاجَ ) لفظٌ قديمٌ وحادثٌ في آن، إنْ في لفظِه أوفي دلالتِه، غير أنَّ دلالتَه المعاصرةَ قد حُمِّلَت جملةً مهمَّةً من الإضافات الدِّلاليةِ أضفَت على المصطلح أبعاداً لغويَّةً وفكريَّةً أيضاً، ومن هنا تجيء أطروحةُ الطَّالب الباحث ( عبد الرَّحمن الحوت ) محاولةً جادةً لاختبار تلك النظريَّة، نظريَّةِ الحِجاج، على مساحةِ الكلام الإلهيِّ المَسطورِ في القرآن الكريم، سعياً إلى التماسِ أصولِ الحِجاج في هذا الخطابِ الإلهيِّ، وتبيُّنِ أساليبهِ اللُّغويَّةِ وغاياتِه الفكريَّة والعَقَدية:
1- أمَّا الأساليبُ اللُّغوية: فلِأنَّ لغةَ القرآن تحملُ في مفرداتها وتراكيبها كثيراً من الرَّوابط والعوامل الحِجاجيَّة التي تمنحُ نظريَّةَ الحِجاج في القرآن طابعاً لغوياً خاصَّاً وفريداً، إضافةً إلى ما اختصَّ به الخطابُ القرآنيُّ من أسبابٍ للنُّزول، وسياقٍ وسباقٍ ولحاقٍ، وتناسبٍ بين الآيِ والسُّور، ونَحوِ ذلكَ ممَّا يمكن أن يصبَّ في صَوغِ المعالم الأسلوبيَّة للحِجاج في القرآن الكريم .
2- وأمَّا الغاياتُ الفكريَّة والعَقديَّة: فلِأنَّ الحِجاجَ في القرآن مُنطوٍ ضمناً أو صراحةً على جملةٍ من المبادئِ الحِجاجيَّة، تشكِّل بمجموعها أصولَ العقيدة الإسلاميَّة والقضايا التي دعا إليها القرآنُ الكريم لتكون قاسماً فكريَّاً مشتركاً بين النَّاس، يُبصِّرهم طرقَ الإصلاح والهداية، في منهجٍ رفيق خِلْوٍ من شائبةِ العنفِ والإكراه .
وفي سبيلِ ذلك كلِّه، حاول الباحثُ أن يعيد ضبطَ مصطلح ( الحِجاج ) في دلالته الغربيَّة بما يتناسبُ ومضمونَه القرآنيَّ، ولغتَه القرآنيَّة أيضاً، وقد وُفِّق إلى ذلك في مواطنَ عديدة، منها:
- أولاً: أفادَ من إيجابيَّات نظريَّة الحِجاج في مدلولها الغربيِّ، ومازَجَها بدلالاتِ الحِجاج في القرآن الكريم، بما يُظهر فرادةَ البيان القرآنيِّ في هذا المجال: كتشخيصِ أنواع المخاطِب والمخاطَب، وإظهارِ صفاتِ كلٍّ على حِدَة. وذلك في الفصل الثَّاني من الرِّسالَة: ( أركان الحِجاج القرآنيِّ ) .
- ثانياً: سعَى إلى التَّفريق بين البرهنةِ في المنطق الصُّوري وبين الحِجاج في المنطق القرآنيِّ من حيثُ غايةُ كلٍّ منهما، إذ كانت غايةُ الأولِ منصبَّةً على الإلزام والإفحام ليسَ غير، أمَّا غايةُ الآخر فكانَت بقصدِ الإقناع والحصولِ على استجابة المتلقِّي، عريةً عن العنف والإكراه وما أشبَه، كما في (ص 8 و59) .
- ثالثاً: لأهمِّية الغاية الحِجاجيَّة، أَولى الباحثُ هذه النقطةَ مزيدَ عناية، فأفردَ لها مَطلَباً خاصَّاً باعتبارها الرُّكنَ الأخطرَ في باب الحِجاج، والحاكمَ لطبيعةِ سائر أركان الحِجاج، والمائزَ الأوضح للحِجاج من غيره منَ الألفاظ ذاتِ الصِّلة (ص69)، وهو ما كان في (المطلب الثَّالث من الفصل الثَّاني ص127)، وإنْ كان هذا المطلبُ المهمُّ يحتملُ من الباحث مزيدَ تأصيلٍ وضبطٍ وتفصيل .
- رابعاً: عُني الباحثُ بفكرة ( الحِجاج بالمُقتضَى ) بنَحوٍ خاصٍّ، فتتبَّع مظانَّ ورودِها في آي القرآن الكريم، ليقرأَ في ضَوئها أهمَّ الأصول العَقديَّة التي أراد القرآنُ ترسيخَها في أذهان البشر، من طريق المُسلَّماتِ العقليَّةِ القائمةِ عندَهم في صورةٍ بدَهيَّة تقتضي الإذعانَ لتلكَ الأصولِ والإيمانَ بها .
*- تقييمُ البحث:
بعدَ النَّظرة العامَّة على الأُطروحةِ وأهمِّ أفكارها، نَدلِفُ إلى تقييمِ البحثِ في جانبَيْه؛ الشكليِّ والعلميِّ:
*- الجانب الأوَّل: الجانب الشَّكليُّ:
- أولاً: النَّحوُ والإملاء:
رغمَ السَّلامة الغالبة على لغةِ البحث، فإنَّها جاءت مقصِّرةً في جنْبِ (علامات التَّرقيم)، إذ أُهملَ إعمالُ الفاصلةِ والنقطتَين وإشارة الاستفهام وغيرها من العلاماتِ في مواضعَ كثيرةٍ، منها: ص 10، 13، 20، 34، 44، 45، 50، 64، 74، 96، 100، 104، 108، وغيرها.
ولم تخلُ الرِّسالةُ كذلك من بعضِ الأخطاء النَّحويَّة في الصَّفحاتِ الآتية: ص 6، 29، 49، 68، 72، 73، 79، 93، 94، 98، 100، 111، 115، 121، 126، 127، 129 .
- ثانياً: الأسلوبُ:
امتازَ أسلوبُ الباحث في عمومهِ بالوضوح وسلامةِ العبارة، ويُحمدُ له إلحاقُ مشجَّرات بيانيَّة بمباحثِ الرِّسالة، فهيَ تمنحُ القارئَ عاملاً معيناً على بناء تصوُّرٍ شموليٍّ لكلِّ مبحثٍ بعد الفراغ من تفاصيله وتشعُّباته، وإن كان يؤخذُ على هذه المشجَّرات قصورُها عن أداءِ وظيفتها البيانيَّة إذ جاءَت في أشكالٍ انحنائية ملتوية، ورسوماتٍ متداخِلة، ولَو أنَّها جاءت في طِرازٍ هندسيٍّ مبنيٍّ على التَّمييز وعدمِ التَّداخل لكانَ أفضلَ وأوضح .
ويُحمَد للباحث أيضاً أنه ذيَّلَ أكثرَ المباحثِ بخلاصاتٍ وجيزةٍ تحكي زبدةَ كلِّ مبحثٍ وأهمَّ تقريراته، وقد ضمَّن بعضَ مباحثهِ أيضاً عدداً من الجداول البيانيَّة والإحصائيَّة، مشيراً إلى دقَّته في استقراءِ المُفرداتِ المفتاحيَّةِ للرِّسالَة، كما في (ص 78، 80، 95)، و(ص171) وفيها الجدولُ الأهمُّ في رسالتِه .
- ثالثاً: التنضيدُ والطِّباعة:
تخيَّرَ الباحثُ لتنضيدِ رسالته خطَّاً واضحاً في حجمٍ مقروء، مايزَ فيه بين العناوين الأصليَّة والفرعيَّة، وباينَ بينَ متْن البحث وهوامشِه، على أنَّه لم يَسلَمْ من مزالقِ الأخطاء المطبعيَّة في الصَّفحات الآتية: 53، 71، 87، 91، 96، 98، 106، 113، 126، 130، 145، 165، 172، 173 .
- رابعاً: الحواشي والتَّراجمُ:
في هذا الصَّدد، التزمَ الباحثُ في رسالتِه بأمورٍ منها:
1- ترتيبٌ سليمٌ للحواشي.
2- إحالاتٌ إلى المصادر والمراجع التي استقى منها مادَّةَ بحثِه، وإن كنا نأخذُ عليه اعتمادَه في الفصل الثَّالث (الحِجاجُ القرآنيُّ في قضايا الاعتقاد ) على مراجعَ وسيطةٍ ( ككُتبِ العقَّاد وحوَّى وأبي زهرة )، وكان الأجدر به في بحثٍ أكاديميٍّ أن يؤصِّل لمباحثهِ من مصادر أصليَّة، ذكرَ الباحثُ منها عدداً قليلاً جدَّاً.
- عزوٌ للأحاديث الواردةِ في متن البحث إلى مصادرها من كتب السنَّة، وتخريجُها في فهرسِ الأحاديث.
- نسبةٌ للأشعار إلى قائليها خلا بيتاً للعبَّاس بن مرداس في (ص105) لم ينسِبْهُ في البحث ونبَّه عليهِ في الفهرس، وبيتاً للمتنبي كذلك في (ص79)، وبيتاً لامرِئ القيس أخطأ في إثباتِ مكان ورودِه من الرِّسالة؛ فكتب في فهرس الأشعار (ص45) والصَّحيح (ص23 )، وكذا بيتاً للأعشَى والمخبَّل السَّعدي حيثُ كتبَ (ص21) والصَّحيح (ص19) .
- ترجمةٌ للأعلام المذكورين في الرِّسالة، على أنَّها اتَّصفَت بالإيجاز الشَّديد لترجمةِ كثيرٍ من الأعلام، فضلاً عن إغفال ترجمةِ بعضٍ منهم، مثل: ابن أبي الإصبع المصري (الوارد في متن الرِّسالة ص47)، ومثلُه ابنُ المعتزِّ (ص48)، و (أوستين) و(سورل) في (ص62)، و(بنفنيست) في (ص110)، والسَّكَّاكي (الواردُ في متن الرِّسالة ص111)، أسوةً بالرمَّاني (ص124).
- خامساً: الفهارسُ:
تذيَّلَ البحثُ بطائفةٍ من الفهارس أتَتْ على مُجمَلِ جوانبهِ العلميَّة، وكانََ أهمُّها الفهرسَ الببيليوغرافي للكتب التراثيَّة المتَّصلةِ بموضوع البحث، تلاها فهرسُ الآيات والأحاديث، ثمَّ فهرسُ الأشعار، فالأعلام، فالمصطلحات، وفهرسُ الجداول البيانيَّة، وفهرسُ المصادر والمراجع المتنوِّعة في عدَّة ميادين، وآخرُها فهرسُ الموضوعات .
*- الجانبُ الثاني: الجانب العلميُّ:
- أولاً: عنوانُ البحث:
في رؤيةٍ عامةٍ، يصحُّ القولُ بأنَّ عنوانَ البحث كانَ منطبقاً على مادَّته وفحواه، إذ انضبطَ الباحثُ ببيانِ أصولِ المحاجَّة، أي أركانها، بغضِّ النَّظر عن شروطها وآدابها، التزاماً منه بعنوان البحث، وإنْ كنَّا نرى من الأَولى أن يُستبدلَ بلفظِ ( المحاجَّة ) في العنوان لفظُ ( الحِجاج )، لما في ( المحاجَّة ) من معنًى لا يصبُّ في الغاية الإصلاحيَّة والإقناعيَّة للحِجاج القرآنيِّ، وهو ما تنبَّهَ إليه الباحثُ نفسُه في (ص38). وبدليل أنَّه اختارَ لفظَ ( الحِجاج ) في العنوان الرَّئيس وفي كثيرٍ من المباحث الأصليَّة للرِّسالة ( انظر مثلاً ص68 )، وعلى هذا، كان بالإمكان اختزالُ عنوان الرِّسالة وتعديلُه ليكون: ( أصول أو أركان الحِجاج في القرآن؛ دراسةٌ تأصيليَّة تطبيقيَّة ) أو ( أصول الحِجاج في القرآن، الحِجاجُ في قضايا الاعتقادِ نموذجاً ) .
- ثانياً: خطَّة البحث:
جاءَت على العموم منسوقةً في ترتيبٍ منطقيٍّ يفضي أوَّلُه إلى آخره، ويتفرَّع آخرُه عن أوَّلِه، وجاءت كذلك مستوفيةً لعناصر البحثِ والإشكال في مثل هذا الموضوع.
فعرضَت بدايةً لتعريف الحِجاج، ورَصدَت تاريخَه الاصطلاحيَّ، ومازَتْهُ منَ المصطلحات المُشاكِلة، من مثل: الجدل والمناظرة والمناقشة والحوار والاستدلال.
وعرضَتْ بعد ذلك لأصولِ الحِجاج القرآنيِّ التي جاءت بمنزلةِ الأركان، فكان منها: المخاطِب والمخاطَب والخِطاب وغايةُ الخِطاب؛ ولكن كان على الباحث أن يبيِّن سببَ عدولهِ عن اشتقاقِ عناوين مباحثِه من لفظة (الحِجاج) التي عنونَ بها رسالتَه إلى اشتقاقِها من لفظة (الخِطاب) .
وعزَّزَ الباحثُ بعد ذلك خطَّتَه بفصلٍ ثالثٍ جاء على سبيلِ التَّطبيق والامتحان لتلك الأصول التي تقدَّمَ تقريرُها نظريَّاً، فكان ذلك في ( قضايا الاعتقاد ) التي يَمُتُّ إليها اختصاصُ الباحثِ بالصِّلةِ الرَّئيسَة، إذ عرضَ لها في أبوابها الكبرى: ( الله، والرَّسول، واليوم الآخر )، على أنَّه قد عرَض بإيجازٍ أيضاً لما تستَتْبِعُه تلك الأبوابُ من أمورٍ رئيسة أيضاً: كالإيمان بالقضاء والقدر الدَّاخل في دائرة الإيمان بالله وفاعليَّته المطلَقة، والإيمان بالملائكة والكتُبِ اللَّاحقِ ببابِ الإيمان بالرُّسل، وكذا الإيمان بالبعث المقترن بالإيمان باليوم الآخر ( انظر ص137 ) .
- ثالثاً: منهجُ البحث:
والمهمُّ في منهج البحثِ عموماً أن يجيء متناسباً وطبيعةَ البحث ومادَّتَه، وقد تخيَّرَ الباحثُ في أطروحتِه هذه أداةً منهجيَّة مناسبة، قوامُها الاستقراء المُفضِي إلى استبانةِ ملامح الحِجاج في القرآن الكريم بشكلٍ موضوعيٍّ، دون اتكاءٍ على نتائجَ مبيَّتة.
ولم يخلُ البحثُ كذلك من تحليلٍ لبعضِ الأفكار أَفضَى إلى إعادةِ تركيبها بما يناسبُ خطَّةَ البحث وغرضَه. غيرَ أنَّ بعضَ المباحثِ الفرعيَّة قد خلَت من منهج الاستقراءِ، وقامَت على منهج التَّمثيلِ والنَّمذجَة، مخالفةً بذلك منهجَ البحثِ العامِّ، وقَد يُعتذَرُ للباحثِ هاهُنا بأنَّ الاستقراءَ في تلك المباحثِ الفرعيَّة والتوسُّعَ في تفصيلها وتبويبها ربَّما أنشأَ رسالةً مستقلَّة، كما في مبحث ( مقاصدِ الخطاب القرآنيِّ ) من الفصل الثاني (ص111) فما بعدَها، ومبحث ( مقاصد أسلوب الخطاب القرآنيِّ ص116 فما بعدَها ) .
- رابعاً: شخصيَّةُ الباحث:
نجا الباحثُ في كثيرٍ من المواطن من آفة السَّطحية والسَّرد، وظهرَتْ ملكاتُه التفكيريَّة في عدَّة مواطن، منها: اعتمادُه على تعريفه الخاصِّ لمصطلح الحِجاج ( ص22 )، حيثُ مالَ فيه إلى التكثيف والإيجاز، ومَيزُه بين مصطلحَي ( المحاجَّة ) و( التَّحاجّ ) في (ص36)، إضافةً إلى الجوانب التي أنبَهْنا إليها في مقدِّمةِ التَّقرير .
- خامساً: إضافاتُ البحثِ على الدِّراسات السَّابقة:
لا تُنكَرُ إفادةُ الباحث بشكلٍ جليٍّ من دراسةِ العالمِ التونسيِّ (الدُّكتور عبد الله صولة) في كتابه المطبوعِ سنةَ (1997م) بعنوان: (الحِجاج في القرآن من خلال أهمِّ خصائصه الأسلوبيَّة)، على أنَّ هذه الإفادةَ لم تأتِ على سبيلِ الاقتباس الجامدِ السَّاذَج، بل انبنَت على مبدأ المحاكاة الواعيةِ لتلك الدِّراسة، والإضافةِ الرَّئيسة والواضحةِ عليها، فيما احتاجَ إليه البحثُ من رؤى وأفكارٍ ومباحثَ، ولاسيَّما في مبحث ( غاية الحِجاج ) الذي أظهر نظريَّةَ الحِجاج في ثوبٍ جديد غير الذي نشأَتْ فيه إبَّانَ ظهورِها ( ص69 ) .
وهذا يعني أنَّ الباحثَ قد قدَّم جديداً ذا فائدةٍ علميَّة في باب الحِجاج على الخصوص، وفي باب الدِّراسات العَقَديَّة والقرآنيَّة على العموم. وفي هذا الصَّدد نأخذُ على الباحث اقتصارَه في فقرة ( الدِّراسات السَّابقة ) على ذكرِ دراسة الدُّكتور (عبد الله صولة)، علماً بأنه ثمَّة دراساتٌ أخرى في هذا الميدان تعالجُ الموضوعَ ذاته أو جانباً منه، وإنْ من زوايا مختلفة، وقد ذكر الباحثُ جملةً منها في فهرس مراجعه .
- سادساً: نتائجُ البحث:
أخيراً: صاغَ الباحثُ ما انتهَى إليهِ من نتائجَ في قوالبَ قواعديَّة وخلاصاتٍ مكثَّفة، بيَّن في عمومها انطباقَ مفهومِ الحِجاج وأُصولِه ـ من حيثُ قيامُه على الإقناع، وبناءِ الحُججِ المعقولة، ونبذِ التعسُّف والإكراه ـ على مواضيع الحِجاج الاعتقاديَّة وأساليبهِا القرآنيَّة، وبذا تكونُ الأُطروحةُ قد أفضَتْ إلى غايتها التي خطَّطَ لها الباحثُ قَبْلاً في توفيقٍ ونَجاح .
ولهذا كلِّه، وتأسيساً على ما تقدَّم، فإنِّي أوافقُ على منحِ الطَّالبِ الباحث ( عبد الرَّحمن محمَّد جمال الحوت ) درجةَ ( الماجستير ) بتقدير ( امتياز )، وعلامةٍ قدرُها ( 90 ) من (100).
وأسألُ اللهَ لجامعةِ الجنانِ عامَّةً، ولكلِّيةِ الآدابِ والعلومِ الإنسانيَّة فيها خاصَّةً، دوامَ التَّألُّق، وللقائمينَ عليها اطِّرادَ التَّفوُّق، وللباحثينَ في رحابِها ازديادَ العطاءِ القائمِ على موضوعيَّةٍ في الطَّرح، وإبداعٍ في النَّتيجةِ والغايَة.
واللهُ الموفِّق
أ.د. محمود عكَّام
مُفتي حلَب
أُستاذ في كلِّيتَي التَّربيةِ والحقوقِ/جامعة حلَب
التعليقات