آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
مطالبنا من الحكومة ومن المسؤولين

مطالبنا من الحكومة ومن المسؤولين

تاريخ الإضافة: 2012/02/17 | عدد المشاهدات: 4022

 

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون:

رحم الله شهداءنا وحمى أوطاننا من كل مكروه ومن كل غدرٍ ومكر.

أيها الإخوة:

لعلكم سمعتم بل وأظن بل اعتقد أنكم سمعتم في الدستور الجديد الذي سيكون الاستفتاء عليه بعد أسبوع أو عشرة أيام، أنا لا أريد الحديث عن الدستور ولا عن القانون، لكنني أتوجه من خلال نفسي ومن خلالكم أنتم نتوجه إلى الدولة وإلى الحكومة وإلى رجالات الدولة وإلى كافة المسؤولين لنقول لهم: نحن نريد أن تتحققوا بالصفات التالية، ولا أريد أن أطيل عليكم أنتم أيها الإخوة المصلون وإنما أريد أن ألخص مطالبنا من الدولة، نريد من الدولة من رجالاتها من الحكومة أن تتحق بالأمور التالية:

أولاً: العلم والمعرفة، (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، العلم والمعرفة بشكل عام والعلم والمعرفة المتعلقة بمجال مسؤولياتك أيها المسؤول، لا نريد لوزير الصناعة ألا يكون عالماً بالصناعة، ولا لوزير الزراعة ألا يكون عالماً بالزراعة وهكذا دواليك، نريد من نريد من رجالات الدولة أن يتحققوا بالعلم بشكل عام وبالعلم المناسب لمسؤلياتهم وأن يتحققوا أيضاً بمعرفة بلادهم وحاجاتها بمعرفة سورية وحاجات أبنائها في هذا الميدان الذي يشغلونه والذي يرأسون مسؤوليته. هذا أولاً.

ثانياً: نريد من رجالات الدولة ومن الدولة التحقق بالعدل، وأن يُعطى كل ذي حق حقه من غير نقصان (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) ويقول صلى الله عليه وآله وسلم كما في سنن ابن ماجه: (كيف يقدِّس الله أمة لا يُؤخذ من ضعيفهم لشديدهم) العدل العدل، نريد أن نُحكم بالعدل ونريد للعدل أن يكون منبثاً في ثنايا كل مسؤولياتكم يا رجال الدولة، نريد العدل العدل، لأن العدل أساس الملك، ولأن العدل أساس الحضارة، ولأن العدل ما لا بدَّ منه من أجل أن يكون الإنسان إنساناً، هذا هو الأمر الثاني.

ثالثاً: الأمان والأمن، نريد أماناً اقتصادياً وأماناً اجتماعياً، وأماناً سياسياً وأماناً شخصياً، نريد أن تزرع الدولة من خلال رجالها ومسؤوليها الأمن في ربوع بلادنا فلا حضارة من غير أمان، لا نريد لهم أن يتصرفوا بعنف ولا نريد لهم أن يتصرفوا بغير رفق ولا نريد لهم أن يتوجهوا تجاه الناس بالترويع (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر – كما جاء في السنن عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم – فلا يروّع مسلماً) لا نريد دماءً تسيل ولا نريد أن يُراق الدم على هذه الأرض الطيبة، نريد من رجالات الدولة أن تحقن الدماء ولا تسفك الدماء وأن تكون على سهر تام لرعاية مصالح وأمن هذا المجتمع الذي نعيش فيه، المسؤولية كبيرة لكنكم وضعتم نفسكم فيها فتحملوها واشتغلوا وإذا كنتم صادقين فالله معكم وسيعينكم، نريد حقن الدماء، نريد ألا يسفك دم، (لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار) كما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما روى الترمذي.

رابعاً: نريد من المسؤولين إتاحة الحريات، نريد حرية التعبير، نريد حرية الفكر، نريد حرية العمل، نريد حرية العقيدة، نريد أن تتاح الحريات لكل أبناء مجتمعنا الذي نعيش فيه، عبِّر ما دام التعبير سلمياً، عبّر كيفما شئت بشكل مفرد او بشكل جماعي، والمهم أن تعبّر عن شيء يجول في داخلك بأمانة وعن حاجة راسخة في داخلك بوفاء، عبّر وبشكل سلمي وعلى الدولة أن تؤمّن وأن تتيح وأن تستوعب وأن تفتح المجال لكل حرية تنطلق من إنسانية، حرية من إنسانية يجب أن تتاح، حرية فكر، وقد قرأنا الكثير في تاريخنا عن مثل هذه الحريات، والكلمة المشهورة المعروفة تلك التي كانت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم وقف أحد أبناء الشعب فقال له اتق الله. فقام بعض الناس يريدون منعه، فقال لهم الكلمة الرائعة المشهورة والتي نتمنى على كل المسؤولين أن يقولوها وعلى كل المدرسين وعلى كل من يشغل أي مساحة من المسؤولية، "لا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعها".

أخيراً: بعد الحرية نريد الفضيلة، نريد أن تتحقق الفضيلة (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) ينهى عن الفحشاء لا نريد مجتمعاً فيه فحش، ولا نريد مجتمعاً فيه عهر، ولا نريد مجتمعاً فيه نفاق، ولا نريد مجتمعاً فيه رشوة، ولا نريد مجتمعاً فيه مداهنات على حساب الدين والحق، نريد النزاهة ونريد العفة من المسؤولين من أجل أن يتحققوا فيها، نريد نزاهة وعفة وطهر، نريد من هؤلاء جميعاً أن يكونوا كذلك.

أيها الإخوة: حتى لا يكثر الكلام ولا نضيّع هذا الذي أردت أن يكون محفوظاً في أذهاننا، العلم والمعرفة، العدل – تحققوا أيها المسؤولون أيتها الحكومة أيتها الدولة تحققوا بهذا (ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلا يعدل فيهم إلا أكبه الله في النار يوم القيامة) نريد أن يتحقق أولئك بالعلم والمعرفة بالعدل بالأمان يبثونه للناس ونريد أن يتحققوا بإتاحة الحريات، بإتاحة حرية التعبير والفكر ونريدهم أن يتحققوا بالفضيلة وأن يسعوا إلى نشرها.

هذا مرادنا، وكل هذا الذي نقول نقوله من خلال كلمة صادقة ونشهد الله على أننا نبتغي بالبلد خيراً، ونريد للشباب الخير ونريد لكل المواطنين الخير، ونريد لسورية ان تكون أنموذجاً يُحتذى في ميدان الخُلق والعطاء والعلم والعدل والحريات والفضيلة، نريد لبلادنا كل خير فمن أراد لبلادنا الخير فاللهم وفقه ومن أراد لبلادنا الشر وللمواطنين الشر فاللهم خذه أخذ عزيز مقتدر، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ 17/2/2012

التعليقات

شاركنا بتعليق