آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
هي الأيام ونحن أصحابها

هي الأيام ونحن أصحابها

تاريخ الإضافة: 2016/11/27 | عدد المشاهدات: 1637
New Page 2

قرأتُ وأنا صغير عبارةً هي حكمةٌ وقد عُلِّقت على أعلى الجدار في دكَّانٍ صغيرة في منطقة ما من حلب القديمة تقول هذه الحكمة: "الأيام صحائف آجالكم، فخلِّدوها بأحسن أعمالكم". نعم، عمرُك أيها الإنسان عبارة عن صفحاتٍ في سجل، فقلِّب هذه الصفحات التي مضت، وتذكَّر ما كنتَ قد كتبته فيها من أعمال وأقوال وأحوال، وإني على يقين أنك ستقف أمام بعض الصَّفحات معجباً مسروراً، فاحمد الله واشكره، واجتهد في أن يكون أغلب السجل هكذا، فإن وصلت غلى صفحاتٍ تخجل من قراءتها فضلاً عن ذكرها فاستغفر الله وأسرع، وقبل المغادرة اكتب اعتذاراً فعساه يمحو ما في الصَّفحة أعلاه، والاعتذار توبة، والتوبة ندم إيجابي وعزمٌ على عدم العود، وردُّ المظالم إلى أربابها إن كان الأمر يتعلق بالعباد أعراضاً أو أموالاً أو دماء؛ وثمة ما يدعو إلى ذلك أيضاً وهو أنك لا تدري عدد الأوراق والصفحات التي بقيت في السجل ولا يمكنك أن تدري، "فإن أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وإن أمسيتَ فلا تنتظر الصباح" كما ورد عن سيد الحكماء محمد صلى الله عليه وسلم. وها أنت ذا أمام صفحة هي يومك الراهن فهيا إلى قلم الإخلاص لتكتب به أشرف الأعمال وأصلحها على أسطر السَّاعات المغتنمة ليلاً أو نهاراً: (قم الليل إلا قليلاً. نصفه أو انقص منه قليلاً. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً.... إن لك في النهار سبحاً طويلاً). حلب 27 صفر 1438 27 تشرين2 2016 د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق