فالصِّيام امتناعٌ عن المفطِّرات الحسِّية المادية من طعام وشراب ومعاشرة، أما الصَّوم فامتناع عن المفطرات المعنوية من فحشٍ وكذب ونميمة وغيبة وشهادة زور، وغاية الصيام تحقُّقٌ بالصوم، وإلا فلا قيمة للصيام، وكم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش لأنه لم يحقق الصوم الذي يعني امتناعاً وإمساكاً عن كل ما يغضب الله ويسيء إلى عباد الله، ولهذا أقول: مَن سألني عن الصِّيام كنت معه ميسِّراً فقدَّمت له الرخصة وأيسرَ ما قاله الفقهاء في مسألته التي يسأل عنها. فإذا ما سألني عن الصَّوم شدَّدتُ عليه وقلت له بوضوح: إن اغتبتَ فقد أفطرت، وإن شتمتَ فقد أفطرت، وإن كذبتَ فقد أفطرت، وإن زعجتَ جيرانك فقد أفطرت وهكذا... ولا هوادة هنا، لأن الأزمة أزمة صوم، وليست أزمة صيام، فمن يصوم صياماً عددهم جدُّ وفير، أما الذين يصومون صوماً فلا يكادون يبينون، فاللهم وفق أمتي للسَّير على هدي نبيِّهم العظيم خُلُقاً، والمبعوث متمِّماً لمكارم الأخلاق، وكل صوم يا أيها الإخوة وأنت بألف قبول.
حلب
12 رمضان 1438
7 / 6 / 2017
محمود عكام
التعليقات