قال لي بملء فمه: أنا ملحِدٌ ولديَّ أسئلة وفيرة فهل ستُجيب ؟ قلتُ له: قل: لديَّ أسئلة كثيرة فحسب، ولا تقُل إني مُلحد. لأنَّ ما يهمني أسئلتك ما دمتَ تودُّ طرحَها عليَّ أما موقفك من الله إنكاراً أو إثباتاً فلا يهمُّني أنا، لكنني – وبإذنٍ منك – أشمُّ من كلامك ومن إخبارك عن نفسك رائحة مواجهة وعناد واستفزاز، وكأنَّك تقول ما تقول وتتحدَّى فماذا عساني أواجهك ؟ فاطمئنَّ يا هذا، بل كُن ما شئت أن تكون فلن أقلق ولن أضطرب حِيالَ أيَّ وصف تصِفُ به نفسك، ومهمَّتي معك مهمَّة إنسانية: تسألني مُستشكلاً فأُجيب جادَّاً مقتنعاً، وإذ لا أملك لسؤالك جواباً فكُن واثقاً مني ومن صراحتي وسأجيب بأن لا أدري.
يا أيها السَّائل: حوارُنا جسر ارتباطنا، والتزامنا بأدبيَّات الحوار وإنسانيتَّه دليلُ امتيازنا عن سائر المخلوقات إيجابياً، وليكُن شعارنا الذي نطبِّقه: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) هذا فيما يخصُّ السَّائلين: فابحثوا يا هؤلاء عن أهل العلم الصَّحيح في الشَّأن الذي تسألون عنه، أما المجيبون: فنقولُ لهم: (ولا تقفُ ما ليسَ لك به علمٌ إنَّ السَّمع والبصرَ والفؤاد كلُّ أولئك كانَ عنه مسؤولاً).
وأخيراً: أيها المدَّعي الإلحاد: استفتِ قلبَك وإن أفتاك المفتون.
حلب
9/8/2018
محمود عكام
التعليقات