آخر تحديث: الجمعة 26 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
توصياتٌ للدَّارسين والمدرِّسين

توصياتٌ للدَّارسين والمدرِّسين

تاريخ الإضافة: 2021/09/03 | عدد المشاهدات: 834

 

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون، وأرجو أن نكونَ من المحسنين:

بعد يومين ستفتتح المدارس أبوابها، وبعد فترةٍكذلك الجامعاتُ ستستقبل طلابها، ومنذ يومين زارني عددٌ من الطلاب مع أساتيذهم، فقلتُ لهم: تعالَوا نتواصى كما أمرنا ربُّنا عَزَّ وجَلَّ حين قال: (والعصرِ. إنَّ الإنسانَ لفي خُسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصَّبر) تعالوا نتواصى نحن التلاميذ والطلاب والأساتيذ والمسؤول عن التَّوجيه والموجَّه، نتواصى، وها أنذا أعددتُ توصياتٍ من أجل أن تكون مُنطلَقاً لنا ومساراً نحنُ الذين نَدرُس ونحن الذين نُدرِّس، ولا سيما أننا تحدَّثنا في الأسبوعين الفائتين عن التعلُّم بإحسان وعن التَّعليم بتزكية، قلتُ لهم: ها أنذا قد وضعتُ توصياتٍ أَقرَؤها عليكم فدُونكموها، فإن اتَّفقنا - وأعتقد أننا سنتفق - فلنجعلها برنامجاً وورقةَ عمل، وأحببتُ أن تكون خُطبتي اليومَ هذه التَّوصيات التي سجلتها لتكونَ وَرقة عمل للمدرِّسين والمدرَّسين، للمعلِّمين والمعَلَّمين، للموجِّهين والموجَّهين، للذين يُديرون وللذين يُشرفون. قلت:

التوصية الأولى: علينا أن نعتقدَ بأن مُنطلَقَ عِلمنا وثقافتنا كلامُ الله وكتابُ الله: فيه نبأُ ما قبلنا، وخَبَر ما بعدنا، وحُكم ما بيننا، وهو الكتابُ الفَصل ليسَ بالهزل، من تَرَكَه من جبارٍ قَصَمه الله. نعتقدُ أنَّ أصلَ علمنا وثقافتنا كتابُ الله فلننطلق منه: (اقرأ باسم ربك الذي خلق). ضَعُوا هذا في أذهانكم.

التوصية الثانية: ندعو إلى تَطبيعِ الطلاب والتلاميذ مع الدِّين الحنيف اعتقاداً وأخلاقاً وسُلوكاً وعَملاً وحالاً، من لم يكن مسلماً، ومن لم يكن صاحبَ دينٍ حنيف فهو شاذٌّ، والطَّبيعي أن تكونَ مُسلماً مُنقاداً للهِ عَزَّ وجَلَّ، لأنَّ الدِّين الإسلامي هو الفطرة التي فَطَرَ اللهُ النَّاسَ عليها.

التوصية الثالثة: ندعُو المدرِّسين والأساتيذ والمعلمين والموجِّهين والقائمين على الإدارات إلى النَّهل من مَعينِ الدِّين الحنيف في أمثلتهم. أيها الأستاذ يا من تُدرِّس الفيزياء والكيمياء واللغةَ العَربية والجغرافية والتاريخ: إيتِ بأمثلةٍ من هذا الدِّين الحنيف، من قرآنِ ربِّنا وسُنَّة نبيِّنا حتى يعلمَ الطلاب والمجتمع بأننا ننتمي انتماءً مُخلصاً وفياً لهذا الدين الحنيف.

التوصية الرابعة: نعلِّم طلابنا على اختلافِ مستوياتهم أن الجِدَّ في الدِّراسةِ أساس، وأَنَّ الإتقانَ في التَّحضيرِ لا بُدَّ منه، وأنَّ التفوقَ في الدِّراسة من متطلبات ديننا الحنيف. فيا شبابنا ويا طلابنا: لا نريدُ لهواً ولا نُريد تَسَيُّباً ولا نُريد إعراضاً ولا نُريدُ كَسَلاً، وإنما نريد جِدَّاً واجتهاداً وتفوُّقاً وسَعياً حثيثاً.

التوصية الخامسة: ندعو المدرسين إلى إعطاءِ دروسهم حقَّها تحضيراً وأداءً فذلك أمانة، وإهماله خيانة، لا يُقرُّها ديننا الحنيف. ندعُو المدرسين إلى إعطاءِ الدُّروسِ حقَّها سواءٌ أكنتَ تُدرِّس في مدرسةٍ عامَّة أو خاصَّة ولا نريدُ لطلابنا أن يَتسرَّبوا من العامة إلى الخاصة لأن أساتيذهم ومدرسوهم يُتقنون التدريس في الخاص، أما في العامِّ فليسُوا بمدرِّسين وإنما يَعُدُّون الوقتَ عَدَّاً من أجلِ أن يَذبحُوه ذَبحاً.

التوصية السادسة: ندعو الطلابَ والطالبات إلى الالتزامِ بالدِّين الحنيف من غَضِّ البَصر - يا طلابنا ويا شبابنا ويا أبناءَنا - من غضِّ البَصَر ومراعاةِ الرِّفق والتحلِّي بالحَياء و: (الحياءُ لا يأتي إلا بخير). يا أبناءنا ويا طلابنا وأنا أراكم صباحَ مَساء أمامَ المدارسِ والمعاهد، أراكُم لا تَرْقُبونَ في هذا الدِّينِ إِلاً ولا ذِمَّة، لا تَتَّبعونَ خُلُقَ الحَياء، ولا تَتَّبعون الأخلاقَ التي دَعَا إليها سيدكم وسيدنا وسيد الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم، فهيا إلى التخلق بهذا.

التوصية السابعة: نريدُ العلاقةَ بين المعلِّم والتِّلميذ، وبين الموجِّه والموجَّه علاقةَ عطفٍ من الكبير على الصَّغير، وعلاقةَ توقيرٍ من الصَّغير للكبير. كَمْ من مُعلِّمٍ يشتكي ومُدرِّس يشكو طلابَه لأنَّ طلابه لا يحترمونه، وكم من طُلابٍ يَشكُون مُعلِّميهم لأن مُعلِّميهم ما تعوَّدُوا إلا القسوةَ التي لا مُبرِّرَ لها: (ليسَ منا من لا يَرحم صَغيرنا، ويُوِّقر كَبيرنا، ويَعرِف لعالمنا حقَّه).

التوصية الثامنة: نُشجِّعُ الأبحاثَ والدِّراسات العلميةَ الجادَّة ليظهَرَ أثرُ ذلكَ في التَّطورِ العامِّ لوَطننا الغالي فـ: (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضَّعيف) كما قال سيِّدُ الأنام عليه الصَّلاة والسَّلام، ونُكَرِّمُ المبدعين والمتميِّزينَ في كل العلوم على تَنَوُّعِها.

التوصية التاسعة: نُنادي الجميعَ بهذه المؤسَّسات إلى الارتباطِ باللهِ جَلَّ شأنُه ارتباطَ إيمان، وارتباط يَقين: (احفظِ اللهَ يحفظك، احفظِ اللهَ تجِدْهُ تُجاهك، إذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله، واعلم أَنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعَتْ على أَنْ ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوكَ إلا بشيءٍ قَدْ كتبهُ اللهُ لَك).

التوصية العاشرة: نُطالبُ وبقوةٍ بمعاقبةِ ومكافحةِ كُلِّ مُخرِّبٍ ومُفسِد ومُضلِّل ومُستَهتِر، نُطالبَ المسؤولَ بقمعِ ومُحاسَبةِ المفسدين والمخرِّبين والمستهترين والذين يضُرُّون هذاَ البلدَ في أقدَسِ مُؤسَّساته، وهي المؤسَّساتُ التَّعليمية، ونقولُ كَلمتنا الصَّارخة حِياله: لا نهابُ إلا الله، ولا نخافُ إلا الله، وندعُو الجميعَ، نحن نريدُ أن نسعَى إلى بناءِ وَطَنٍ نَظِيفٍ في ظِلِّ دِينٍ حَنيف.

هذه تَوصياتٌ لم نجعلها عديدة كثيرة، اقتصَرنا بها على ما يُمكن أن يَرسخَ في الذِّهن ليكونَ مُنطَلَقاً وليكونَ ورقةَ عمل، َّفاللهم بحقِّ مُحمَّد، بحقِّ المعلِّم الذي عَلَّم، فجزاهُ الله عنَّا كُلَّ خير، وجَزَى سيدنا مُحمَّداً المعلِّم عن أمته خيرَ ما يَجزي نبيَّاً عن أمته التي تتطلَّعُ إلى التَّقدم والتَّطور في ظِلِّ دينٍ يدعونا إلى الإيمانِ بالله وإلى الإيمانِ برسول الله وإلى الإيمانِ بالقرآن الكريم، نِعمَ من يُسأل ربنا ونِعمَ النَّصير إلهنا، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السلام بحلب الجديدة بتاريخ 2/9/2021

لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا

https://fb.watch/7Oe_luwIZm /

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

https://www.facebook.com/akkamorg/

ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.

https://t.me/akkamorg

التعليقات

شاركنا بتعليق