آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
براهين الرضا بمحمد نبياً ورسولاً

براهين الرضا بمحمد نبياً ورسولاً

تاريخ الإضافة: 2022/09/16 | عدد المشاهدات: 526

أمَّا بعد، فيا أيُّها الإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:

ما أجملَ الحديث عن الجنَّة، وما أروعَ الكلام حين يكون من أجل دخول الجنة، فما بالنا في غفلةٍ عن هذا المطلَب، هل منكم من يفكر في يومه وفي ليله وفي نهاره بالجنة وأنَّها المأوى له إن شاء الله، هكذا يطلب من الله. هل يُفكِّر الواحد منا في هذا النعيم المقيم، حين تصلي فأنت تصلي من أجل أن يرضى الله عنك، فإذا رضيَ الله عنك أدخلك الله الجنة ونجَّاك من النار، فهل تخطر الجنة على بالك ؟ في الأسبوع القائت تحدَّثنا عن سُبُل دخول الجنة، وأنتَ في غفلةٍ عنها مع العلم أنَّك تدعي أنك تسألُ الله دائماً الفردوس الأعلى وتسأله أن يُدخلك الجنة. تحدَّثنا في الأسبوع الماضي عن سبيلٍ من سُبل دخول الجنة: (من رَضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً فقد وَجَبت له الجنة) وقلنا أيضاً: (من قال في صباح كل يوم: رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً فأنا الزعيم لآخذنَّ بيده حتى أُدخله الجنة). ولعلي أسألكم - وما أريد منكم جواباً - هل حافظتم في الأسبوع الفائت على هذا الذي قلت ؟ فهل قلتم في كل صباح: رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، هل حافظتم على هذا ؟! والحفاظ على هذا يُدخلكم الجنة بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا أريد أن أسيء الظنَّ ولكن دعوني من أجل أن أقول لكم: نحن في غفلة، شئتم أم أبيتم، والغفلة أضحَت أقربَ إلى السُّبات، نحن في غيبوبة بالنسبة لما ينفعنا في ديننا وأخرانا أما ما يعودُ علينا بالمصلحة العاجلة في دنيانا فنحن في يقظة، علماً أنَّ الآخرة هي الأساس (وإن الدار الآخرة لهي الحَيَوان لو كانوا يعلمون) عِلماً أنَّ الدِّين هو الأساس وأن الدُّنيا خادمة للدِّين وليسَ العكس، لماذا نحن في غفلة ؟ قولوا في كل صباح والزموها والتزموها، فليقُل كلٌّ منكم في صباحه: رضيت بالله رباً، وعلموها أولادكم وعلموها نساءكم، وعلموها أجيالكم، وعلموها طلابكم، وعلموها أنفسكم ومَن حولكم، ومن أفواهكم ندينكم، أنت تقول بأنك تريد الجنة، وأنت تقول بأنك تُقدِّم دينك على دُنياك، وأنتَ الذي تقول: تسعى لآخرتك لأنَّ الآخرة هي الأساس فلماذا تُخالف أفعالُك أقوالَك، ولماذا تخالف أحوالُك كلامَك، لماذا نحن هنا على هذا المنبر وفي كل المنابر، لسنا من أجل أن نتحدَّث حتى يتمتَّع المستمع ثم ينصرف وكأنَّ شيئاً لم يكن، إنها مسؤولية علينا وعليكم، وأنا أحدثكم عن هذه المسؤولية وأقول: ألا هل بلَّغت اللهمَّ فاشهد، من شاء منكم فليقل وليرض، ومن شاء فليترك، ألا هل بلغت اللهم اشهد. نسعى لدنيا وأما الآخرة فنحن حيالها من أولئك المعوقين، لا نسعى ولا نمشي ولا نركض ولا نفعل ولا .... الى آخر ما يمكن أن يكون من حركة، قُل رضيتُ برسول الله نبياً ورسولاً، قل ذلك صباح كل يوم، ومن أجل أن تُدلِّل على رضاك بمحمد نبياً ورسولاً، هنالك أدلة وبراهين، والأدلة هي:

أولاً: الإيمان بالرسول: (آمنَ الرَّسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله)، (يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتابِ الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل) دلائل الرضا بالرسول نبياً ورسولاً الإيمان به.

ثانياً: الانقياد والاتباع: (قل إن كنتم تُحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)، (فلا وربك لا يؤمنون حتى يُحكِّموك فيما شَجَر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حَرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)، يأتينا الإنسان مُستفتياً عن أمرٍ ما وكأنه ينتظر أن تكون الفتوى حسب هواه، فإن وافَقَت هواه رَضي، وإن خالفت هواه عدَل، نقول له: (فلا وربِّك لا يُؤمنون حتى يحُكِّموك فيما شَجَر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويُسلِّموا تسليماً) دعونا نتصارح (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: الحب، وقد قلت لكم في الأسبوع الفائت: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) انتظروا العذاب، يقول صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من والده وولده ومن الناس أجمعين).

رابعاً: أن تحبَّ آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودَّة في القربى)، (أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأحبوني بحب الله، وأحبوا آل بيتي بحبي) هذه الدلائل تثبت أنك رضيت بمحمد نبياً ورسولاً، وإلا فادِّعاؤك يمكن أن يكون غير مقبول، على كل: لا أريدك أن تكون متحققاً من أول يوم، ولكن قل: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، ولو لم تتحقق لكن شريطة أن تنوي التحقق، شريطة أن تقع في داخلك نية التحقق بهذه البراهين الأربعة التي ذكرناها.

أيها الإخوة: أعتقد أننا نمنا بما فيه الكفاية، وأننا استغرقنا في نوم عميق لا ثواب لنا فيه، بل فيه الضياع، فهلا استيقظنا على أساسيات ديننا، هلا استيقظنا لنتحقق بما نقول في صلاتنا، أنت تقول في صلاتك (إيَّاك نعبد وإياك نستعين) فهل أنتَ فعلاً تعبد الله في كل حركاتك وسكناتك وتعتمد على الله وتتوكل على الله ؟! هذا ما أرجوه . ليست خُطبة الجمعة من أجل متعة الأذن ولكنها من أجل تحريك العقل والفؤاد والقلب، ومن أجل أن يدخل الإنسان إلى المسجد ليخرج وقد اكتسب ما يدفعه لتحسين سلوكه وتحسين أدائه الأخلاقي والسلوكي، وتحسين أخلاقه، فاللهمَّ اجعل الكلام الذي نسمعه ونقوله حُجَّة لنا لا علينا يا رب العالمين، نِعْمَ مَن يُسأل ربنا، ونعم النصير إلهنا، أقولُ هذا القول وأستغفر الله.

أُلقِيت في جامع "السيِّدة نفيسة عليها السلام" بحلب الجديدة بتاريخ 16/9/2022

لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا

https://fb.watch/fAhJCXGnY3/

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

https://www.facebook.com/akkamorg/

ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.

https://t.me/akkamorg

التعليقات

شاركنا بتعليق