آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
الوحدة الإسلامية فريضة شرعية

الوحدة الإسلامية فريضة شرعية

تاريخ الإضافة: 2023/04/28 | عدد المشاهدات: 378

أمَّا بعد، أيها الإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:

قال لي شاب: نحن قرأنا عن الوَحدة العربية وعن ضَرورتها، فهَل هنالك وَحدةٌ إسلامية تتحدَّثون عنها، وهل الوحدة الإسلامية أمر مطلوب، أم قضية من القضايا النَّافلة الثانوية ? قلت له: الوحدة الإسلامية قضية ضَرورية وقضية أساسية وأمر مطلوب وفرضٌ على الأمة الإسلامية جمعاء، لكن ماذا تعني الوحدة الإسلامية يا إخوتي ? وهي فريضة شرعية، الوحدة الإسلامية تعني: التحقُّق بالأخوة التي جعلها الله رابطةً بيننا، الله قال: (إنما المؤمنون إخوة)، الوحدة الإسلامية أن تتحقق أنت مع غيرك من المسلمين بهذه الأخوة، فهي وحدة أخوة، هذا أولاً.

ثانياً: هي وحدةُ عهدٍ، معاهدة بين المسلمين، الوحدة الإسلامية يعني أن تتذكر أن بينك وبين سائر المسلمين عهداً، فلا تَخُنه، هذا العهد عَبَّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وكونوا عباد الله إخواناً)، كُونوا فعل أمر، (وكونوا عباد الله إخواناً) ما معنى أن نكون إخوانا أو إخوة ? شرحها النبي فقال: (وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلِمه ولا يَخذُله ولا يَحقِره، بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم، كُلُّ المسلم على المسلم حرامٌ: دَمُه ومَالُه وعِرضه) هذا المقياس، فهل المسلمون اليوم في وَحدة ?! أعتقد أن المسلمين اليوم لا علاقة لهم بشيءٍ اسمه الوحدة، فليس بينهم سَعيٌ للتَّحقق بالأخوة، وليس بينهم وَحدةُ عَهد ومُعاهدة على صِيانة الدم والعِرض والمال، هناك في السودان وهنا في سورية، وهناك في أمكنة أخرى في ليبيا، وهناك في السعودية، وهناك وهناك في تركيا، كل المسلمين - إلا من رحم الله - يعتدي على كل المسلمين، وكل المسلمين يستبيحون دم كل المسلمين، وكل المسلمين يَنتهكون أعراض كل المسلمين، فأين الوحدة التي أمروا بها ؟! (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه). الوحدة الإسلامية أن تشعر أنت بأنك فرد في جماعة، وأن دمك مَصون وأن دمهم مصون، وأن عِرضك مَصون، وأن عرضهم مصون. هنالك وحدة على افتراس المسلمين، هنالك وحدة من قبل أعداء المسلمين ضد المسلمين، أتدرون من الذي يُعين أعداء المسلمين على تشتيت المسلمين وعلى انتهاك أعراض المسلمين وعلى تفريق المسلمين ?! الذي يعين أعداء المسلمين أنتم، لأن الجار غير مُتَّحِدٍ مع جاره، لأن الجار يُؤذي جاره، لأن الذي يقف في المسجد يؤذي الذي بجانبه، لأن الشريك يؤذي شريكه، لأن الزوجة تؤذي زوجها، لأن الزوج يؤذي زوجته، لأن الولد يَعقُّ أباه، ولأن الأب لا يلتفت إلى تربية ولده، أتريدون يا إخوتي عِزاً لا يُقدَّم له ثمن ?! أتريدون أن يُقال عنا بأننا مُتحدون، ولكن الحال يُكذِّب ذلك؟! الوحدة الإسلامية فرضٌ، وحدة الأُخوّة، وحدة العهد، أن تعاهد ربك على أن تكون مع المسلم أخاً كما أمرك النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام: (وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم) أنت أخ لهذا الذي بجانبك، ولم يَكتَفِ النبيُّ عليه الصَّلاة والسلام بقوله: (المسلم أخو المسلم) بيَّن ما يجبُ عليكَ تجاه أخيك من حق الأخوة: (لا يظلمه، لا يخذله، لا يحقره، كل المسلم على المسلم حَرام: دَمُه ومَالُه وعِرضُه) الوحدة الإسلامية فرض، أو ما سمعتم قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تَفرَّقوا واذكُروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألَّفَ بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً) هل ينطبقُ هذا علينا اليوم ?! إذ كنتم أعداءً، أم أننا اليوم إذ كنتم أصدقاء في زمن الصحابة فأصبحتم اليوم أعداء، هذا يُعادي هذا وهو مسلم، وذاك مسلم، والدولة الفلانية تعادي الدولة الفلانية الأخرى، والدولتان مسلمتان كما تَدَّعيان، (فأصبحتم بنعمته إخواناً) دليل على أن نعمة الإسلام مرفوعة منا، وليس هناك من نِعمة إسلامياً، من نعمة الإسلام تشتغل دورها وتأخذ دورها لأننا أصبحنا أعداءً بعد أن كُنَّا أحباباً في زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقبله كانوا أعداءً فأصبحوا إخواناً ثم أصبحنا أعداءً، ونحن كثيرون لكننا - كما قال قائدنا وحبيبنا محمد – (ولكِنَّكُم غُثاءُ كغُثاء السيل) الوحدة الإسلامية بالمعنى الذي ذكرت فرضٌ، (إن الله يحب الذين يُقاتلون في سبيله صَفَّاً كأنَّهم بُنيان مَرصوص)، مَحبوب الله الوحدة الإسلامية، وحدة القلوب، وحدة العهود، وحدة المصير، وحدة الاجتماع في مواجهة عدو - كما قلت لكم في الأسابيع السابقة - جهادنا ضد الصهيونية المجرمة الأثيمة البغيضة، وليس ضد بعضنا، أيها المسلمون، يا أيها الشباب، يا أيها المتَّخذون لمواقف مختلفة، أنتم هنا، هذا يتخذ موقفاً تجاه أخيه المسلم لأنه لم يوافقه في كُليَّاته ولا في جُزئياته التفكيرية، وبالتالي يجعل منه عدواً لدوداً له، الوحدة الإسلامية فرض ومحبوب اللهِ منا، وهي رحمة. قال أمير المؤمنين عَليٌّ رضي الله عنه وأرضاه: "عليكم بالجماعة، فإنها رحمة، وإياكم والفرقة فإنها شَقاء" لا تسألوا عن سبب الشقاء الذي نعيشه، سببه الوحيد أننا أصبحنا أيدي سبأ، لا يضمن الواحد منا أخاه، ولا يتعاون مع أخيه، ويعيش كأنه في زنزانة متجولة لا يَهمه مَن كان بجانبه، (يوم يفر المرء من أخيه) في هذه الأيام وليس في الآخرة، (يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه) ويقول نفسي نفسي، ولهذا شَاعَت أمثالٌ كثيرة: "اعتمد على جَيبك، اعتمد على مالك" .... الخ، ولم يقل أحد منا للآخرين: اعتمد على إخوانك، اعتمد على أصدقائك، (هو الذي أيَّدك بنصره وبالمؤمنين)، يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما أكرهه في الجماعة أحبُّ اليَّ مما أحبه في الفرقة" ادعُوا أيها الإخوة في صَلواتكم، قولوا: اللهم ألِّف بين المسلمين، اللهم اجمع كلمة المسلمين، اللهم اجعلهم صَفَّاً واحداً مواجهة في فساد قلوبهم، وفي مواجهة أعداء الله الصَّهاينة المجرمين ومَن يدور في فلكهم، هؤلاء هم أعداءنا وهؤلاء هم الذين يُجاهَدون مِن قِبلنا، فيا ربِّ وَحِّد صفوفنا، واجمع شملنا ولم شعثنا بحق محمد وآل محمد، أقولُ هذا القول وأستغفِرُ الله.

ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السلام بحلب الجديدة بتاريخ 28/4/2023

لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا

facebook.com/watch/?v=633745974752292

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

https://www.facebook.com/akkamorg  /

ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.

https://t.me/akkamorg

 

 

 

التعليقات

شاركنا بتعليق