الـسـؤال
أود الاستفسار عن فتوى متعلقة بعلاقتي مع والدتي . فهي سيدة كبيرة و هي بلا أدنى شك راضية عني و لكن المشكلة هي كالتالي أرجو منكم قراءتها و أن طال شرحها :
والدتي عندها هوس ووسواس في تنظيف المنزل إلى حد لا يطاق ، إلى حد لو أننا أمضينا كل أيام الأسبوع بلا توقف لما أرضينا رغبتها بالشكل التام و لطلبت المزيد . وبحكم عمرها وحالتها الصحية فهي تستدعيني يومياً لأقوم بالواجبات المنزلية المتعلقة بالتنظيف من مسح و غسل و . الخ ، علماً أن وضع البيت في الحقيقة لا تستدعي بذل كل هذا العناء ، فلا يكون قد مرَّ على المنزل يوماً واحداً بدون تنظيف حتى نعيد الدور والقصة من أولها ( كالتي نقضت غزلها ) ولكن لإرضائها أقضي ساعات طويلة معها ، ولكن هذا الأمر أتعبني وأرهقني واستنفذ عافيتي وصحتي لأن لي أيضاً زوج وأولاد ومنزل أقوم على تدبير أمورهم ورعايتهم والاعتناء بهم . الواقع أنها لا تقتنع بأية نصيحة نسديها إليها فسرعان ما تنفعل و تقول أنا لم اطلب منكم الحضور إلي لمساعدتي اذهبوا إلى بيوتكم واعتنوا بها ، ثم تقوم بنفسها لتتابع المشوار مما يسبب لها المرض حيث إن عندها عدة أمراض مثل القلب و المناقير الرقبية و غيرها. لقد يئسنا من إقناعها تماما و لم نترك وسيلة إلا و جربناها معها. ولو أننا نعلم أن هناك من الحجة الدامغة الشرعية من أحاديث أو آيات تتحدث عن تحريم استنزاف وإتلاف العافية والصحة والوقت والجهد بلا طائل لتحدثنا لها بذلك فلعل الحكم الشرعي يكون له أثرا في ذلك لكن للأسف بنظرها أن ما تفعله ليس إلا الضروري الضروري وليس مضيعة للوقت أو الصحة , فأنّى لنا أن نتكلم عن ذلك!!) على أية حال نود منكم سيدي أن تنصحنا ما هو التصرف والحل الأمثل وكيف السبيل إلى معالجة أمر كهذا . هل يجوز عصيانها أو التهرب منها أو المراوغة عليها لنتجنب إهدار الصحة والوقت في وسواس وهوس واضحين أجمع عليه كل الإخوة في المنزل ؟ أرجو إفادتنا بكل حديث أو آية أو قول مأثور نضعه أمامها والأفضل من ذلك أن تعلم أن تحريم ذلك صدر عن شيخ عالم وبموجب فتوى شرعية لها سندها الشرعي المحكم فهي عادة تلتزم بالأمور الشرعية عسى أن يخفف هذا من وسواسها . بانتظار ردكم القيم .
الإجـابة
إن كان الأمر كما تصفين فأنا أتوجه إلى والدتك أولاً لأقول لها : فلتتجه إلى نظافة القلب أكثر من اتجاهنا إلى نظافة الأشياء .
وأيضاً أنصحها بأن تيسر ولا تعسر ، فإنما بعثتم ميسرين كما قال محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وثالثاً : أيتها السيدة الأم الفاضلة : فلنُعِن أولادنا على برنا من خلال تكليفهم ما يطيقون ، وضمن حدود العرف والمعقول .
وبعدها أتوجه إليك أيتها السائلة ولأخواتك وإخوتك قائلاً : فلتتسع صدورنا لآبائنا وأمهاتنا ولا سيما إذا وصلوا سن الشيخوخة ، ولا نقل لهما أف ، ولنتحمل منهما أكثر مما نتحمله من غيرهما , ولنكن حذرين جداً من الوقوع في عصيانهما . وعلى كل : استعملوا معها الكلمة الطيبة والتورية النافعة ، واتقوا الله فيها ما استطعتم .