آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

فـــتــــاوى



  الـسـؤال
أولاُ أود أن أهنئ سيادتكم بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله تعالى علينا وعليكم بالخير والبركة . أنا طالب دكتوراه في فرنسا، ولا أملك أية منحة ، وضعي المادي مقبول ، أردت أن أجد عملاً لكي أعمل على تحسين دخلي في أوقات الفراغ ، و قد عملت في توزيع الجرائد والدعايات المجانية لدى شركة إعلان ، و كان الدخل مقبولاً، و لكن هذه المجلات تحتوي بداخلها فيما تحوي على صور للخمر أو دعايات للمشروبات والمأكولات المختلفة بما فيها لحم الخنزير كما تحتوي على الكثير من إعلانات الألبسة و الألعاب ... الخ . وسؤالي هو : هل يجوز أن أعمل في توزيع الجرائد إذا كانت تحتوي على دعايات لما حرم الله سبحانه و تعالى . أرجو من سيادتكم التكرم بالرد بالسرعة الممكنة لأنهم أعطوني مهلة قصيرة للرد على العمل الآخر ، وأنا لا أدري أيهما محرم وأيهما لا، فإن كان بالأمر التباس ، أنا على استعداد لترك العملان والله الرازق . شكراً لرعايتك لجميع أبناء الأمة الإسلامية ، ونحن إذ نتوجه إليك بالأسئلة ، فهذا لدرايتنا التامة بحسن تفكيركم و فتاواكم التي تجتهدون بها لما يرضي الله و رسوله . والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته .


  الإجـابة
لا أرى مانعاً شرعياً من عملك في توزيع الجرائد والمجلات حتى ولو كانت تحتوي على الذي ذكرت من دعايات متنوعة ، لأنك يا أخي لا تقوم أنت بتوزيع الخمر أو لحم الخنزير ، وإنما تقوم أنت بتوزيع الجريدة أو المجلة على من اشترى الجريدة للجريدة ، والمجلة للمجلة ، وقد أشتري أنا شخصياً هذه المجلة لأطلع على ما فيها من دعايات لأمور حلال أو على ما فيها من أخبار أو أنباء أو ..... بارك الله بك وبدينك .
  الـسـؤال
إنني طالب علم في فرنسا خرجت وأسرتي لبضعة سنوات لهذا الهدف . وجدت عملاً بعد دوامي الجامعي في إحدى محلات الوجبات السريعة التي لا تقدم الكحول . عملي يتلخص في تحضير الصندويش.لكن المشكلة في أن ثلاثة أنواع من الصندويش يدخل في تكوينها لحم الخنزير. خشيت أن يدخل إلى مالي الحرام . أولاً : هل تحضيري لهذا الصندويش حرام مع العلم بأنني اطلب العمل الشريف حتى أدخر ما أستطيعه في هذا الوقت المتبقي لي في هذه البلاد لأشتري منزلاً في بلدي ولأوفر حياة كريمة لزوجتي ولأطفالي الثلاث وخاصة أثناء تأديتي للخدمة العسكرية. لن أقول لكم أنه بدون هذا العمل لن أستطيع شراء المنزل أو الحياة الكريمة لكن ما أريده هو استغلال وقتي وقوتي في شيء يوفر لنا المزيد من الاستقرار. وإذا كان هذا حرام ألا توجد فتوى تبيح لي العمل مع إخراج جزء من المال للفقراء حيث إن العمل بالخنزير لا يشكل 5 % من عملي . أرشدونا أفادكم الله مع الشكر المقدم لكم .


  الإجـابة
عملك هذا ما دمت في دولة غير إسلامية جائز ، فأنت تحضِّر الصندويش وفيه لحم خنزير لغير المسلمين ، والخنزير عندهم حلال أكله . وهَبْ أنك تسكن مع مسيحي في تلك الدولة ، وقعدتما على طاولة الطعام فتناول هو طعامه ( لحم خنزير ) وتناولت أنت طعامك الحلال فأين المحظور ، ثم هَبْ أنه طلب منك أن تناوله صحنه أو صندويشته التي تحوي لحم خنزير فناولته إياها ، فأين أيضاً المحظور ؟! المهم في الأمر يا أخي أن المحرم هو تناول لحم الخنزير وأكله . وعلى كل : أسأل الله لك الحفظ من المعاصي والآثام وكذلك لنا جميعاً . كما أ}كد بأنك في نهاية الأمر مضطر ومن اضطر فلا إثم عليه كما قال تعالى : ( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم ) .
  الـسـؤال
جهة مُخدّمة مشهورة بأنها لا تعطي الموظفين فيها عند انتهاء خدماتهم ( بالاستقالة أو الفصل أو انتهاء العقد) حقوقهم التي تكفلها قوانين العمل السارية بل تكتفي بإعطائهم تذاكر رجوع لبلادهم ولا شيء آخر حتى الذين تجاوزت سنوات خدمتهم العشر سنوات. كما تتحين كل فرصة للتنكر لحقوق الموظف كما نص عليها العقد بين الموظف وهذه الجهة. 1. ما حكم ممارستها هذه ؟ 2. هل يحق للموظف ( إن استطاع ) أن يأخذ حقه بيده من مال هذه الجهة المُخدمة ( إن تأكد أن هذا فعلاً حقه بموجب قوانين العمل وبعد استشارة سلطات العمل ) ؟ وجزيتم خيراً .


  الإجـابة
إن كنت قد تعاقدت مع الشركة المذكورة على أن لا تعويض عند انتهاء العمل ، فيجب الالتزام بما تعاقدت به ، فالمسلمون - كما قال صلى الله عليه وآله وسلم - عند شروطهم ، وقد قال تعالى أيضاً : ( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) . ولكن إذا أخلّت الشركة بما تعاقدت به معك ونكثت عهدها معك ، وعقودها معك ، عندها يجوز لك إن امتنعت الشركة وأصرت على عدم إعطائك حقك أن تأخذ حقك بوسيلة أخرى وبيدك . والله أعلم .
  الـسـؤال
لدي أخت دائما عندما أنصحها تغضب بسرعة ولا تقبل أي نصائح مني أو من الآخرين وكثيرة البكاء وهي أصغر مني


  الإجـابة
أنصحك يا أخي بالرفق معها ، فالرفق ما وضع في شيء إلا زانه ، ولا رفع من شيء إلا شانه كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد قال تعالى : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) ، كما أنصحك بأن لا يكون توجيهك مباشراً ، فالحُرّ كما قيل تكفيه الإشارة . وأسأل الله لها ولك ولنا الخير والهداية .
  الـسـؤال
فضيلة الدكتور : قمت ببعض الأعمال الاستثمارية وقد طالبني أصحاب الأموال وليس عندي القدرة على إرجاع الأموال وطرقت باب الكثيرين على سبيل القرض الحسن دون جدوى فهل يجوز لي القرض من البنك بالطريقة المناسبة علماً أني أخاف من اهتزاز ثقة الناس في ، وبرأيي سيؤثر ذلك على زوجتي وأولادي وعائلتي علماً بأني لا أملك ما أبيعه وأرد الأموال .


  الإجـابة
هنالك قاعدة شرعية تقول : الضرورات تبيح المحظورات . وهذه القاعدة مصدرها قول الله عز وجل : ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ) وبناء عليه : فأنت تقدّر فيما إذا كنت مضطراً أم لا ، على أنني ومن خلال ما ذكرت لي ، أراك مضطراً فقضية الملاحقة من قبل الدائنين ولا سيما في بلادنا أقسى من ملاحقة الله عز وجل ، والعلاقات مع الناس قائمة على المشاححة ، والعلاقات مع الله قائمة على المصالحة .
  الـسـؤال
دخل أخي في تجارة مع بعض الأشخاص ولكنهم قاموا بالنصب عليه ولم يكن يملك ما يثبت به حقوقه فخرج مديناً بأكثر من خمسون ألف جنيهاً مصرياً لجهات مختلفة حيث قمت مع إخواني بسداد ما استطعنا من هذا المبلغ بحيث أصبح الدين لنا عليه تجنباً لدخوله في مشاكل مع الجهات الدائنة. وكنت قد قمت بإعطائه مبلغ ستة عشر ألف جنيه على سبيل السلفة مساعدة له للسداد وذلك منذ أكثر من عام وما زال أخى متعثراً فى سداد ما عليه للآخرين ولا أدرى هل سيستطيع سداد ما لى أم لا. فهل أخرج زكاة عن هذا المال ؟ هل يجوز إعطاء أخي هذا جزءاً من زكاة مالي باعتباره من الغارمين ؟ وجزاكم الله كل خير .


  الإجـابة
بالنسبة للمال موضوع الدين ، فلا يلزم الدائن بدفع زكاته إلا بعد أن يقبضه ، ويمكنه اعتماد مذهب مالك رحمه الله الذي يقول بوجوب دفع زكاة المال المدين لآخر سنة . وثانياً : يجوز أن تعطي الزكاة لأخيك ، فهو غارم ، وفقير ومسكين .
  الـسـؤال
احتجت مبلغ من المال فطلب من أحد أصدقائي هذا المبلغ وأبدى استعداده ، ثم ذكر أنه سوف يحضره من بطاقة سامبا . فهل يجوز أخذ المبلغ ؟ علماً بأن هذه البطاقة تأخذ مبلغ 2.5% .


  الإجـابة
إذا كنت مضطراً فليس ثمة بأس ، وقد قال تعالى : ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ) .
  الـسـؤال
ما حكم بيع الذهب بالتقسيط ؟


  الإجـابة
يجوز بيع الذهب بالتقسيط ، على أنه سلعة ولا سيما إذا كان مصوغاً أو حلياً . وقد أجاز هذا عدد غير قليل من الفقهاء كما ذكر صاحب بداية المجتهد ونهاية المقتصد .
  الـسـؤال
فضيلة الشيخ العلامة محمود عكام . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أنا العبد لله المواطن السوري : محمد أمين برازي . أعمل سائقاً لدى إحدى الجهات في محافظة حماة أسأل عن حل بشأن مشكلتي والتي هي حادث سير نجم عنه وفاة شخص قمت بدهسه عن غير قصد أثناء أداء عملي وهذا كما تعلم فضيلتك يترتب عليه صيام 60 يوم متتالية كون بأن مهنتي سائق وما يترتب عليها من مشقة سفر داخل القطر العربي السوري مع العلم بأنني سليم جسد يا وقادر على الصيام . هل يجوز لي دفع كفارة ؟ وما قدرها ؟ وإذا كان لا يجوز ولا قدر الله مرضت خلال صيامي واضطررت للإفطار هل أعود للصيام من الأول أم أكمل ما صمته .


  الإجـابة
لا بد من صيام ستين يوماً ما دمت قادراً وذا جسم سليم ، وما عليك إلا أن تصوم ، فإن وجدت أنك غير قادر أو غدا الأمر شاقاً عسيراً لا تستطيعه ، فادفع عندها بدلاً عن الصيام مبلغاً قدره حوالي / 150 / ليرة سورية عن كل يوم ، أي ما يعادل قيمة وجبتين من الطعام لكل يوم . وإذا صمت فاضطررت للإفطار اضطراراً كمرض أو مشقة سفر فلا تعد للصيام من الأول وإنما تعود لتتابع من حيث وقفت . دمت في عناية الله ، والله معك .
  الـسـؤال
سماحة الدكتور العكام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استتماماً لحديث سابق عن البروفيسور محمد أركون ، ما هو رأيكم الواضح وتقييمكم لهذه الرسالة التي تناولها أحد المهمتين بقضايا المسلمين ، وتلاها في خطبة الجمعة، وهل ما جاء في هذا الخطاب هو صورة دقيقة لمعالم الحكم ؟ والخطاب هو: " إنّ قيمة التعاطي مع هذه المناسبات الإسلامية هي بمقدار ما يملك هذا التعاطي من قدرة على "التواصل" مع حركة الواقع المعاصر , وحينما أقول " التواصل " لا أعني اللهث والانجرار والاستسلام لكل مفروضات هذا الواقع بكل ما تحمله من تفاهات وضلالات وانمساخات ، البعض يحاول أن يفهم " المعاصرة " أو " العصرنة " بمقدار ما يتم " التواؤم " و" التجانس " مع حركة العصر، ولو بالانخلاع عن ضرورات " الانتماء " و" الهوية " و" الذات " . كما يحاول البعض أن يخضع الإسلام إلى تفسيرات يسميها تفسيرات عصرية . ففي الساحة الثقافية والاجتماعية والسّياسية المعاصرة تنشط محاولات جادة تزعم لنفسها أنّها تعيد قراءة الإسلام بعقلية معاصرة وبنظرة حداثية، متهمة القراءات الأخرى بأنّها قراءات ماضوية متخلفة . إنّ المشروعات الثقافية المناهضة للإسلام اتخذت منحيين : الأول : مصادمة الفكر الإسلامي بشكل مباشر أو تغييبه . الثاني : إجهاض الفكر الإسلامي من داخله . وفي سياق التغييب للفكر الإسلامي نقرأ هذا المقطع من دراسة لأحد الباحثين : ( في سنة 1989 صدر عن ( المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ) التابعة لجامعة الدول العربية ما أسمته ( الخطة الشاملة للثقافة العربية ) وقد تكونت لجنة متخصصة لإنجاز هذا العمل اختارها الوزراء العرب بأنفسهم وقد قامت اللجنة بتوجيه الدعوة إلى أكثر من ستمائة باحث ومفكر عربي لكي يشاركوا في وضع ( استراتيجية الثقافة العربية ) وليس بين هؤلاء مفكر مسلم واحد .. ) . [نقلاً عن الظفيري في دراسة له بعنوان : الأبعاد الخفيه لأختيار عواصم الثقافة العربية] . ولعل بعض المحاولات المكثفة التي تتحرك في الساحة الثقافية لتسليط الأضواء على رموز فكرية معروفة أمثال " محمد أركون " و" علي حرب " و" حسن حنفي " و" الجابري " و" عبد الكريم سروش " هي تصب في اتجاه المنحى الثاني . قلت قبل قليل أنّ الملتقى الذي ضم أكثر من ستمائة باحث ومفكر، لم يشارك فيه عالم مسلم واحد, نعم حينما تناول الملتقى موضوع " الفكر الإسلامي " تحدث باسم الإسلام اثنان من الباحثين هما : أ. الدكتور محمد أركون وله كتابات في الطعن في القرآن . ب. الدكتور حسن حنفي والذي اكتشف بعد دراسات معمقة أنّ القرآن الكريم كان علمانياً قبل أن يحوّله المسلمون إلى الوجهة الديني . وهكذا يتضح لنا حجم المؤامرة على الإسلام في داخل المشروعات الثقافية العربية . ويبدو أنّ المشروع الثقافي المناهض للإسلام اكتشف أنّ الصياغات الصدامية المباشرة قد أصبحت عاجزة عن أن تحقق أهداف المشروع، ولذلك وجد نفسه في حاجة إلى صياغات أخرى تحمل الصبغة الإسلامية" ولكنها تعمل على إجهاض الإسلام من الداخل . فالمشروع المناهض للإسلام في هذه المرحلة يتحرك في عدة مسارات ، ومن خلال عدة صياغات : - الصياغات العلمانية المكشوفة . - الصياغات العلمانية المبطّنة . - الصياغات التخديرية والتمييعية التي تعتمد "الإجهاض الأخلاقي" أداة لتحقيق أهداف المشروع . وهنا يتضح لنا ما نعنيه من ضرورة أن نملك القدرة على "التواصل" مع حركة الواقع المعاصر، وأن نعطي لاحتفالاتنا بهذه المناسبات الإسلامية "حضورها الفاعل" في صياغة حركة الواقع المعاصر في اتجاه الأصالة الإيمانية، والانتماء الإسلامي . أمّا إذا تحوّلت هذه الاحتفالات إلى " غيبوبة " في التاريخ ، وإلى " استرخاء " في أحضان الماضي، وإلى " تهويمات عاطفية " غير واعية ، فإنّنا بذلك نكون قد صادرنا قيمة الذكرى، وجمّدنا دورها الفاعل في حركة الواقع الثقافي والاجتماعي والسّياسي .


  الإجـابة
لا أشك في أن هنالك حملات فكرية وثقافية ضد الإسلام ، ولا أشك في أنه هذه الحملات تجهد في استغلال بعض المفكرين أو بعض مقولات بعض المفكرين لدعمها ، وقد يكون محمد أركون أو بعض مقولاته واحداً من هؤلاء . هذا كله احتمال فيما يخص محمد أركون ، ولكننا يا أخي لماذا نشتغل كثيراً من أجل الوصول إلى حكم بالمروق على فلان ، وحكم بالكفر على فلان ؟! ولماذا لا نشتغل كثيراً في الإجابة على الأسئلة التي تطرح علينا بغض النظر عمن طرحها وعن نيته فيما إذا كانت سيئة أو غير سيئة . أنا أحمد وأشكر من يدفعنا لتعميق دراستنا لإسلامنا ، ووضع إشكاليات عن ديننا أمامنا لنجيب عليها بتفكير وفهم وفقه . وأظن أنه قد كفانا أحكاماً على الآخرين ، وقد آن الأوان للعمل على تفصيل البراهين والأدلة ، وتقديم الإسلام تقديماً مفصَّلاً جاداً ، ولا تنتظرن من عدو لفكرك تعاوناً معك . كما لا أريد فرزاً للكتَّاب والمفكرين يغدو حكماً مبرماً نورثه مَنْ بعدنا ، لأن مَنْ بعدنا ستتوفر له فرص الاطلاع على مَنْ حكمنا عليه بالمروق وبالخروج من الإسلام ، وربما وجد إبَّان اطلاعه أن حكمنا كان غير صحيح ، فسيقلق عندها ويضطر إلى أن يسحب هذه المسحة على كل حلقات التاريخ السابق .
                       
fattawy