الـسـؤال
ذكرتم في سيرتكم الشخصية البروفيسور محمد أركون في مجمل حديثكم، وسؤالي لكم ـ وخاصة أنكم عايشتم أركون عن قرب ـ ما هو تقييمكم الإسلامي لتوجهات الرجل، وخاصة أنّ جماعة من غير المتخصصين يضعون كتبه في خانة الكتب المضللة ؟
الإجـابة
بالنسبة للكاتب محمد أركون : فإني أراه رجلاً مسلماً وكاتباً جاداً ومحرِّضاً ذكياً للعقل العربي المعاصر من أجل إعادة النظر في بنيته الأصلية والراهنة . هو رجل - يا أخي - لا يتقيد بقيود الفقهاء ولا بمصطلحاتهم ، كما أنه لا يتقيد أيضاً بضوابط علماء الكلام ولا بلغتهم ، لكنه يجتهد في تطبيق آليات فهمية نشأت في الغرب على النصوص الإسلامية كالألسنية والإناسية والبنيوية و.... و ... لأن هذه الآليات - حسب رأيه - أنتجت إذ طبقت على نصوص دينية غير إسلامية ، وغير دينية معرفة مفيدة وفلسفة نافعة كان لها أثرها في عالم الغرب ، فلِمَ لا نطبقها على نصوصنا ..
خلاصة الأمر - يا سائلي - السيد أركون يُقرأ من قبل المختصين بقضايا الفكر ، ويُستفاد من كتاباته . وقد حدثني أكثر من مرة مصارحاً إياي بأنه مسلم مؤمن يحب الدين الحنيف ، لكنه يبحث عن سبل إعادة مجده الذي كان عليه في القرون الستة الأولى ولا يتم هذا إلا إذا حررنا الخطاب من تبعية للفقهاء المتزمتين والمسلمين المتعصبين وعلماء الدين المتطرفين ، وهذا يستلزم ثمناً على المفكر الحر أن يدفعه ، والنتيجة لمن وعى لا لمن ادّعى .