آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

فـــتــــاوى



  الـسـؤال
كيف يكون الاغتسال من الجنابة لمسلم أحد أرجله مضمدة بالجبس بسبب كسر ما أو خلع أو فكش ؟


  الإجـابة
الاغتسال من الجنابة : لمن كانت أرجله مضمدة بالجبس : هو أن يغسل البدن كله ما عدا الرجل الرجل المضمدة . وبعبارة أخرى يغسل ما يستطيع غسله وما لا يستطيع غسله لعذر مرضي أو سواه فلا يغسله ، والله عز وجل يقول : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم " .
  الـسـؤال
أنا طالب موفد من قبل الدولة إلى بلد أجنبي لأجل الدراسة و أحاول أن اقتصد من المال من اجل شراء منزل لي في بلدي عند العودة فهل علي من زكاة في المال الذي أقتصده علماً أن المال الذي اقتصدته حتى الآن يكفي لشراء منزل متواضع لولا أن ساعدني والدي مادياً بشراء منزل جيد قربه وأنا مدين له بقسم من المال الذي دفعه والباقي جعله هبة لي , إضافة إلى أن المنزل المشترى غير مكسي بعد و غير مؤثث وأسال الله أن يعينني على توفير المبلغ اللازم لذلك.بقي لي من الإيفاد 8ا شهر, وأنا متزوج وعندي طفل..سيدي حاولت أن أطلعكم على وضعي بالتفصيل و ليس هدفي التهرب من الزكاة .


  الإجـابة
الأخ السائل الفاضل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . إن المال من حيث الأصل إذا بلغ نصاباً أي قيمة 85 غرام الذهب وحال عليه الحول وجبت فيه الزكاة شريطة أن يكون فاضلاً عن الحوائج الأصلية والديون . فإذا كان المدَّخر معك مستغرقاً بالدين الذي عليك لوالدك ، أي إذا كان الدين بحجم المدّخر أو أكثر فلا زكاة ، أما إذا كان الدين أقل فما عليك إلا أن تخرج زكاة عما بقي لك بعد إخراج الدين شريطة أن يكون المتبقي نصاباً ، فإن كان أقل من النصاب فلا تجب فيه عليك الزكاة . والله أعلم .
  الـسـؤال
الدكتور الفاضل : هل يجوز التلفيق في المذاهب ، ولماذا ؟ ولكم جزيل الشكر


  الإجـابة
الأخ الفاضل : إليك الجواب عما سألت : التلفيق هو في اللغة : ضم الأشياء والأمور والملاءمة بينهما لتكون شيئاً واحداً . والتلفيق في التقليد هو : أخذ جميع الأحكام والوسائل والمقدمات المتعلقة بمسألة واحدة من مذاهب مختلفة ، مما يسمى تلفيقاً للحكم . فهل يجوز أم لا ؟ لأنه قد يوقع المقلِّد - في آن واحد - في أمر يعتبر باطلاً على المذهب الأول وصحيحاً على المذهب الآخر . كمن مسح بعض شعيرات من رأسه في الوضوء ( وهذا مجزئ على المذهب الشافعي ، وغير مجزئ عند الحنفية والمالكية ) ، ثم لمس امرأة دون شهوة أخذاً بمذهب مالك والحنفي الذين يرون أن هذا لا ينقض الوضوء ، مع أنه طبقاً للمذهب الشافعي ينقض الوضوء . فإذا صلى الله عليه وآله وسلم مع هذا فإن صلاته تبطل ، لأن تقليد مذهب الغير يشترط فيه أن لا يكون موقعاً في أمر يجمع على إبطاله الإمام الذي كان على مذهبه والإمام الذي انتقل إليه . جاء في حاشية العطار : " التلفيق إن كان في جزئيات المسائل جائز ، وإن كان في أجزاء الحكم الواحد فهو المقصود بالمنع ". ما يشترطه المانعون لتحقيق التلفيق الممنوع : لا بد لتحقق التلفيق من أن يجتمع في النازلة الواحدة العمل بالقولين معاً حادثة واحدة ، كمن توضأ متبعاً في وضوئه ونواقضه آراء بعض الأئمة في بعضها وآراء الآخرين في بعضها الآخر ، ويصلي بذلك . أو أن يعمل في النازلة الواحد بأحد القولين ، مع بقاء أثر القول الثاني ، كما إذا باشرت البالغة العاقلة أمر زواجها بنفسها طبقاً للمذهب الحنفي ، ثم طلق الزوج هذه الزوجة بلفظ من الألفاظ التي تجعل الطلاق بائناً طبقاً للمذهب الحنفي ، لكنه قلد الشافعي في هذا واعتبر الطلاق بهذه الألفاظ من قبيل الطلاق الرجعي وراجعها . موقف المذاهب من التلفيق : أما الحنفية فقد نقل ابن عابدين في رسائله عن ابن نجيم المصري القول بالجواز ، بينما منعه الكثير من فقهاء الحنفية ، ومنهم ابن عابدين في رد المحتار ، بل إن منهم من ادعى الإجماع على ذلك ، وكذا المالكية والشافعية فتفيد كتبهم الاتجاه إلى المنع . يقول الدسوقي في حاشيته : " في التلفيق في العبادة الواحدة من مذهبين طريقتان : المنع وهو طريقة المصاورة ، والجواز وهو طريقة المغاربة، ورجحت " . ما نراه في التلفيق وتتبع الرخص : الذي ننتهي إليه أن العامّي الذي لا يعرف قدراً من العلوم المؤدية للاجتهاد يلزمه في كل مسألة بما أفتاه مفتيه ، إذ التمذهب بمذهب إنما يكون لمن له نوع نظر واستدلال ، وهذا لا إدراك له بتتبع الرخصة . لكن من عنده دراية بالفقه ، وله نوع نظر واستدلال وقدرة على الترجيح في مسائل الفقه ، فهو الذي يستطيع تتبع الرخص وتفهم أدلتها ، وهذا بالنسبة للأفراد قد يفتح أمامهم باب الاستهانة والتهرب من التكاليف ، ومع هذا فإنه كثيراً ما تشدَّد الناس على أنفسهم ، وخاصة في العبادات ، والوازع الديني غالباً ما يكون مانعاً من استعمال الرخص . وأما بالنسبة للجماعة فإذا لوحظ عند سن القوانين المأخوذة من الفقه الإسلامي إباحة تتبع الرخص ليُيَسِّر ذلك للمقننين اختيار الحكم الملائم للعصر والبيئة من مجموع المذاهب الفقهية ، لكان هذا أفضل من أن نضيق عليهم ، وما أُمرنا أن نتعبد الله على مذهب واحد ، والرخص قال بها مجتهدون ولها أدلتها ، فلا خوف إذن من تتبعها ، بل هناك مصلحة وخير . وقد سلك السلف الصالح ذلك ، ودرج عليه المسلمون منذ عصر الرسالة ، كما سلكها من جاءوا بعدهم ، ولم يتنكب عنها أهل التخريج والترجيح من كل مذهب . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
  الـسـؤال
إذا وضعت المرأة طلاء الأظافر ( المناكير ) على يديها وكانت على طهارة ( وضوء ) ، ثم أرادت أن تتوضأ بعد فترة هل يكفي غسل الطلاء دون الأظافر ، أم لا بد من إزالة الطلاء ليصيب الماء الأظافر . ولكم الشكر


  الإجـابة
الوضوء الثاني وضوء جديد بكامله ، فيشترط فيه إتمام الوضوء بشروطه وأركانه كاملة ، ولا يستصحب فيه طهارة عضو قد تم غسله سابقاً ( يستثنى من ذلك ما ورد فيه نص كالمسح على الخفين ) . ومن شروط صحة الوضوء المتفق عليها عند جمهور الفقهاء عموم البشرة بالماء الطهور ، وإزالة ما يمنع وصول الماء إلى العضو ، فلا بد من غسل العضو كاملاً وعدم ترك أي جزء منه ولو كان مقدار مغرز إبرة ، فيتوجب بذلك إزالة طلاء الأظافر عند النساء حين الوضوء ، والدليل على ما سبق قوله صلى الله عليه وآله وسلم للقيط بن صَبرة كما في الحديث الذي أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد وغيرهم : " أسبغ الوضوء ، وخلل بين الأصابع " . والمراد بالإسباغ : تعميم وإيصال الماء إلى كامل العضو الواجب غسله . لكن إذا تعذرت الإزالة ، أو كان في تحقيقها صعوبة ومشقة ، صح الوضوء بلا إزالة . فالمشقة تجلب التيسير وعُدَّ الطلاء جزءاً من العضو المغسول ما دام قد شقَّ فصله .
  الـسـؤال
ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استأذن عليه رجل فقال : ائذنوا له فبئس أخو العشيرة . فلما دخل الرجل عليه ألان له الكلام ، ولما سئل عن سبب إلانته الكلام لهذا الرجل أجابهم بقوله : " إن شر الناس عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه " أولاً : هل هذا حديث صحيح ؟ ثانياً : هل من المعقول أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم كلاماً ثم يفعل غير ما يقول ، ثم ألا تعتبر كلمة بئس أخو العشيرة من الغيبة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ثالثاً : إن صح هذا الحديث فهو يعطينا مبرراً لأن نقول كلاماً كثيراً ليناً في حق أشخاص بحضرتهم ، ثم في حال غيابهم نقول عنهم بئس أخو العشيرة أو غير ذلك . أرجو التوضيح ، وجزاكم الله خيراً .


  الإجـابة
أولاً : هذا الحديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود أبو داود وأحمد وغيرهم بألفاظ متقاربة ، وعبارة ( بئس أخو العشيرة ) من صيغ الذم المعروفة في العربية ، فالذم فيها واضح . ثانياً : المقصود من إلانة قوله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كلمه بالأدب المعهود منه صلى الله عليه وآله وسلم وتألفه بشئ من الدنيا مع لين الكلام ، وليس المراد أنه مدحه فذلك فخالف بذلك سابق قوله فيه ، فإنه لم يُذكر أنه أثنى عليه أو مدحه . ويدل على ذلك رواية أخرى للحديث عند البخاري وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعائشة رضي الله عنها التي سألته عن سبب إلانته القول له : " يا عائشة متى عهدتني فاحشاً ؟ ! يا عائشة إن الله لا يحب الفاحش المتفحش " . وأما هذا الرجل فقد ذكر شراح الحديث أن اسمه عيينة بن حصن ، وأنه لم يكن قد أسلم حينئذ وإن كان قد أظهر إسلامه ، فأراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يبين حاله ليعرفه الناس ولا يغتر به من لا يعرف حاله ، ولقد كان من هذا الرجل في حياة النبي وبعده ما يدل على ضعف إيمانه ، وقد ارتد مع المرتدين وجئ به أسيراً إلى أبي بكر رضي الله عنه . فوصفُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو من أعلام ومعجزات النبوة ، وقد ظهر كما وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنما ألان له القول تألفاً له ولأمثاله على الإسلام . ثالثاً : لا تدخل أمثال هذه الحالات في دائرة الغيبة المحرمة التي هي ( ذكرك أخاك المسلم بما يكره ) ، وقد قال ابن حجر في فتح الباري : " قال العلماء : تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعاً حيث يتعين طريقاً إلى الوصول إليه " . وقد استثنى العلماء من الغيبة المحرمة أحوالاً ستة هي : 1- التظلّم ( كأن يقول للقاضي ظلمني فلان ) 2- الاستفتاء . 3- الاستعانة بذكره لتغيير منكر أمام من له قدرة على ذلك . 4- التحذير للمسلمين من الاغترار ( وهو ما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله ) وكجرح الرواة والشهود ، وجواب الاستشارة في نكاح أو عقد من العقود ، وهذا من باب النصيحة لا الغيبة . 5- ذكر من جاهر بالفسق بما يجاهر به ، فليس لفاسق أو فاجر مجاهر غيبة ، ولا يجوز ذكره بما لا يجاهر به . 6- التعريف بالشخص بما فيه من عيب : كالأعور والأعمش والأعرج ، ويكون المراد هو الوصف لا الانتقاص . وجمعها بعضهم بقوله : الذم ليـس بغيبة في سـتة متـظلم ومعرّف ومحـذر ولمظهر فسقاً ومستفتٍ ومن طلب الإعانة في إزالة منكر
  الـسـؤال
وجهت جمعية العلماء المسلمين في إندونيسيا إلي فضيلة الدكتور الشيخ محمود عكام سؤالاً عن أهلية المرأة للولاية العامة من منظور إسلامي .


  الإجـابة
لا بد من الإشارة أولا ً إلى أن الإسلام دعا إلى التساوي في الحقوق والواجبات بين كل الناس ذكورا ً وإناثاً، وهذا لا يعني التماثل والتطابق وإنما يقصد منه رعاية الكفاءات وتقديرها وإعطاؤها حقها بغض النظر عن مصدرها . وعلى سبيل المثال : حق العالم ليس هو ذاته حق الجاهل ، وحق الغني لا يمكن أن يكون نفسه حق الفقير وقد كان هذا الحق للعالم أو الغني بناء ً على ( صفة ) كفائية أو اقتدارية معينة والقضية في ( أمر الرعاية ) محسومة لصالح الأكفأ في امتلاك مقومات ساحة ومجال وميدان هذه الرعاية والناس سواء أمام هذا . هب أن الزوج الفقير ، والزوجة غنية فمن الذي يرعى مسؤولا ً أمر الإنفاق ؟ ومن الذي يتولى راغباً زمام الإنفاق ؟ ! الجواب : الزوجة الغنية . وينسحب هذا على كل خلية اجتماعية صغيرة أو كبيرة ، وهذا ما تفرزه الآية الكريمة : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ) التوبة / 71 . ويبقى السؤال الأكبر ما تعلّق في الولاية العامة وهل هذه - أي الولاية العامة - خلية من جملة الخلايا التي أشرنا إليها آنفا ً أم أنها خارجة عن ذلك بقطعية سندية ودلالية معا ً ؟ أما الجواب : فينصب أولا ً على نفي القطعية السندية والدلالية الداعية إلى إخراج هذه المساحة أو تلك الخلية كما أسميناها عن نظيراتها من سائر الخلايا الاجتماعية والسياسية . فللمرأة حق التصرف اقتصادا ً واجتماعا ًوسياسة وبحسب امتلاكها للكفاءة المطلوبة لكل مجال كالرجل لا فرق بينهما في ذلك . وللمرأة (الولاية) إذا امتلكت مقوماتها كما هو الأمر بالنسبة للرجل ولا يمكن أبدا ً أن تفقد صفة (الأنوثة) أحقية المرأة بالولاية هنا : الولاية بشكل عام حتى إذا ما وصفناها بـ (العامة) وصار المراد منها : (( الرئاسة العامة )) قلنا ورددنا ما قلناه آنفا ً . وإلا فماذا يعني حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل : " إنما النساء شقائق الرجال " رواه الإمام أحمد والترمذي . وماذا يعني حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم القائل أيضا ً : " ناس من أمتي عرضوا علي غزاةً في سبيل الله ، يركبون ثبج البحر ملوكا ً على الأسرة " فقالت أم حرام : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها . رواه البخاري ومسلم . نعم ادع الله أن يجعلني منهم وهم الموصوفون بالملوك على الأسرة فدعا لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وأما ما احتج به من قبل المعارضين وهو حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " برواياته الكثيرة المختلفة فانه لا يدخل في عداد قطعي السند والدلالة على الإطلاق أولاً, ثم إنه واقعة حال حسب رأي بعضهم وواقعة الحال ليست دليلاً في البحث . وما أظن أن قوله تعالى : ( إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة ) النمل 34 ، يصلح دليلا ً لرفض تسمية الحاكم ملكا ًفي إسلامنا أو لنسف اعتبار ( الملكية ) صيغة من صيغ الإسلام السياسة المقبولة إذا قامت على العدل والشورى ومرجعية القرآن الكريم والسنة الشريفة . ولم نر في القرآن الكريم بعد ذكره وسرده قصة بلقيس الملكة تعليقا ً يفيد الإنكار على كونها ملكة أو حاكمة أو رئيسة ولو كان الأمر ممنوعا ًومرفوضا ًشرعاً لأشير إلى ذلك سيما وأن القرآن الكريم هو الكتاب الأعظم في اغتنام الفرص والتعليق المناسب واتباع القصص المحكية بالعبر المطلوبة . إنها كلمة لا تشكل فتوى وإنما هي مشروع بحث جاد في تلك القضية الهامة جداً . سنعيد النظر كرة أخرى بوثائق أكثر ومفاهيم أوفى إلى أن نصل إلى ما يقربنا من مُرادات الله الحق أكثر واعتقادنا أولاً وآخرا ً أنَّ ما كان من الله حقاً هو الحق وبقدر ما تقترب الأحكام من الحق المطلوب بقدر ما تكتسب مقبولية إنسانية واعتبارا ً ربانيا ً مرضيا ً. فاللهم كن لنا في كل حال .
  الـسـؤال
أنا أعيش حاليا في إنجلترا وأود أن استفسر عن بعض المواضيع . أولاً : بالنسبة إلى تناول الوجبات السريعة من المطاعم أمثال برجر كنج كنتاكي ... الخ أنا أعلم انه يباح لنا تناول طعام أهل الكتاب لكن هذه اللحوم غير مذبوحة على الطريقة الإسلامية . فهل يجوز لنا تناول هذه الأطعمة. أيضاً تناول البط في المطاعم الصينية وهم ليسوا من أهل الكتاب والبط كما أعرف يصطاد بالبندقية غالباً . ثانيا : هل يجوز شراء بيوت عن طريق الرهن بالبنوك كما أفتى الشيخ القرضاوي ؟


  الإجـابة
بالنسبة للحوم التي يذبحها أهل الكتاب : يجوز شرعاًُ تناولها إذا كانت من الحيوانات الجائز أكلها في شريعتنا الإسلامية ، ولا يشترط ذبحها على الطريقة الإسلامية من قِبَل أهل الكتاب حتى تحلّ . فالله عز وجل قال : ( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ) والمقصود بالطعام في الآية ما يذبح . على أننا ننصح ومن باب الاحتياط والتقوى الابتعاد عنها حفاظاً على الصحة ، فما لم يُذبح ، والمخنوق والمصعوق ، له ضرر صحي على الأجساد . أما بالنسبة للبط الصيني : فإن كان بطاً برياً ، والصيد هو الطريقة الوحيدة التي يتحصل بها ، فيجوز أكله مصطاداً بالبندقية أو بأي وسيلة أخرى . أما إذا كان أليفاً أو حيواناً مدجناً فسبيل حلِّه وجواز أكل لحمه الذبح فقط ولا يجوز أكله إذ يصطاد ، وعندها فهو في حكم الموقوذ والنطيح ، وهذان محرمان في شريعتنا الإسلامية . أما شراء البيوت عن طريق الرهن بالبنوك : فما عرفت تفصيلها ، وبالتالي لا أستطيع إصدار حكم عليها . لكنني أرى أن تأخذ بفتوى الشيخ القرضاوي إن كان قد أفتى في هذا الشأن ، فالشيخ القرضاوي موثوق العلم والدين .
  الـسـؤال
هل كان الإمام جعفر الصادق قائداً سياسياً في زمانه ، وهل كان على وفاق أو تضاد مع القيادة السياسية في زمانه ، وهل اعتقل الإمام من قبل القيادة السياسية في زمانه؟


  الإجـابة
كان الإمام الصادق محل تطلع كثير من الفئات ليكون الخليفة القائم بأمر الأمة ، إلا أنه ابتعد عن الاستجابة لهذه الدعوات ، لمجموعة من الأسباب ، منها المحافظة على مصالح المسلمين ، والخشية على بقية آل البيت رضوان الله عليهم من بطش الحكام ، والتركيز على نشر العلوم والمعارف . غير أنه ابتعاد الإمام الصادق عن السياسة في الفعل والممارسة ، لم يكن ليبعده عنها تماماً ، فقد نقلت عنه مجموعة من الأقوال والآراء المتعلقة بالشأن السياسي في عصره ، خاصة وأنه عايش مجموعة من الأحداث الهامة ، منها ثورة عمه زيد بن علي رضي الله عنه سنة 122 هـ في عهد هشام بن عبد الملك ، وسقوط الدولة الأموية سنة 132 هـ ، وثورة ابن عمه محمد النفس الزكية ، بن عبد الله بن الحسن المثنى ، على أبي جعفر المنصور سنة 145 هـ . كانت علاقة الإمام الصادق مع حكام عصره مشوبة بالحذر من كلا الطرفين ، يخشاهم على أهل بيته ونفسه ، وعلى ما فرّغ له نفسه من نشر العلوم والمعارف ، ويخشونه على كراسيهم وسلطتهم . لذا فقد استدعي عدة مرات إلى عاصمة الدولة ، في عهد أبي جعفر المنصور خاصة ، للتحقيق معه في قضايا تتعلق بالتحضير لثورة على الدولة ، وكان يعود في كل مرة إلى المدينة المنورة منصوراً . لم يتعرض الإمام الصادق للاعتقال ، مع أنه لم ينج منه كبار آل البيت في زمانه ، ومنهم عبد الله بن الحسن المثنى ، الذي مات في سجن أبي جعفر المنصور سنة 145 هـ ، ويعود الفضل في ذلك إلى ما كان يتمتع به الإمام الصادق من مكانة كبيرة لدى معظم المسلمين ، على اختلاف نزعاتهم ، وإلى وعي وحكمة الإمام الصادق في التعامل مع حكام عصره ، وخشية هؤلاء مما قد يجلبه مثل هذا الاعتقال عليهم من ويلات . والله أعلم .
  الـسـؤال
كيف تكون الوصية الشرعية ؟


  الإجـابة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما حق امرئٍ مسلم له شئ يريد أن يوصي فيه ، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده " رواه الأربعة ومالك وأحمد عن ابن عمر . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من مات على وصية مات على تُقىً وشهادة ، ومات مغفوراً له ) رواه ابن ماجه عن جابر . أنا الموقع أدناه الفقير إلى الغني الحميد : ................................................ هذه وصيتي ، أرجو من الله تعالى قبولها ، وممن أوصيته تنفيذها ، لقوله تعالى : ( فمن بدَّله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدِّلونه إن الله سميع عليم ) . وأشهد على ذلك ربي عز وجل ، وأسأل مَن بعدي أن يلتزموا شرعَ الله الحكيم ، في كل تصرفاتهم وسلوكهم ، تجاه موتي ورحيلي إلى الدار الآخرة . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتفرد بالبقاء ، والصلاة والسلام على سيد الأنام خير الأنبياء ، وعلى آله أولي الولاء ، ورضي الله عن الأصحاب السعداء ، وبعد : فـ ( كل نفس ذائقة الموت ) و ( كل من عليها فانٍ . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) . يا رب ، ها أنا بين يديدك ، خلقتني من عدم ، وأمتني بعد إذ أحييتني ، فالحمد لك على الخلق ، والشكر لك على الإسلام في حياتي ، والفضل منك إذ توفيتني لا أشرك بك شيئاً. أيها الوارثون منِّي وعني : وصيتي لكم قبل الآخرين أن تُحسنوا إلى أنفسكم بالثبات على دينكم ، وأن تتقوا ربكم في سركم وجهركم ، وأن تذكروا نهايتكم فتعملوا خيراً تدّخرونه عند ربكم ، فالإسلامَ الإسلامَ ، والقرآنَ القرآن ، والنبيَّ النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ، تمسكوا بالإسلام ، والتزموا القرآن ، واتخذوا النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة في جميع الأقوال والأفعال والأحوال . واذكروا العهد الذي بيننا ، وصلةً تجمعنا ، فارقبوها في عمل صالح ، وحصِّنوها بدعوات لي خالصة ، وأرجو الله أن أكون فرطاً لكم إلى مقام أمين . احفظوا فيما بينكم أُخوتكم التي كُلِّفنا برعايتها ، واسعوا للتآلف مع المسلمين كافة ، واجتنبوا كل ما يسئ إلى ديننا ، ووحدة كلمتنا . لا تتركوا الصلاة ، ولا تعدلوا عن الصيام ، ولا تقصوا في أداء الزكاة ، وحجوا إن استطعتم ، وكونوا عباد الله إخواناً ، واهجروا كل غيٍّ ، واسلكوا سبيل الرشاد ، وقولوا : اللهم إنا نستهديك لأرشد أمرنا ، ونسألك علماً ينفعنا . ليست وصيتي من أجل مادة فانية فحسب ، لكنها من أجل الإيمان والعمل الصالح ، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ، فما أسلفت فيه القول أهم مما أذكره ذمة مادية بما لي وعليَّ ، ديناً ووديعة ووصية . أما الدَّين فما لي : اسم المدين المبلغ رقماً المبلغ كتابة .................... .................... .................... .................... .................... .................... .................... .................... .................... وما عليَّ : اسم الدائن المبلغ رقماً المبلغ كتابة .................... .................... .................... .................... .................... .................... .................... .................... .................... وأما الودائع ، فقد أودعت عند : ................................................................................................................ ................................................................................................................ ................................................................................................................ وأعهد إلى : ................................................................................................................ ................................................................................................................ ................................................................................................................ يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كل نجوى ، يا منتهى كل شكوى ، يا كريم الصفح يا عظيم المنِّ ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها ، يا ربنا ، يا غاية رغبتنا ، أسألك ألا تشوي خلقنا بالنار . حررت الوصية في : / / 142 هـ ، الموافق : / / 200 م . الوصي الناظر الموصي الشاهد الأول الشاهد الثاني ( وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين )
  الـسـؤال
إذا كانت الفردوس هي أعلى مرتية في الجنة ، فما هي المراتب الأخرى و ما هي مسمياتها ؟


  الإجـابة
بخصوص درجات الجنة : لا شك أن في الجنة منازل ودرجات ، وقد جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إن للجنة مئة درجة ، ولو أن العالَمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم " . وإن أعلى هذه الدرجات ( الفردوس ) كما ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر الأنهار". والفردوس : اسم يقال على جميع الجنة ويقال على أفضلها وأعلاها كأنه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنان. ولا توجد تسميات معينة لكل درجة في الجنة ، ولكن ورد في القرآن الكريم ذكر الجنة بشكل عام بعدة أسماء وهي : 1- الفردوس 2- الجنة 3- دار السلام 4- دار الخلد 5- دار المُقامة 6- جنة المأوى 7- جنات عدن 8- دار الحيوان ( بمعنى الحياة ) 9- مقام أمين 10- جنات النعيم 11- مقعد صدق 12- قدم صدق ولا يفوتنا أن أعلى وأشرف منزلة وأسمى درجة في الجنة هي التي يَحلّ فيها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهي ( الوسيلة ) ، كما ورد في صحيح الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليَّ ، فإنه من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ً، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة - وفي رواية عند الإمام أحمد : فإنها أعلى درجة في الجنة - لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلّت عليه شفاعتي " . والله أعلم .
                       
fattawy