الـسـؤال
نسمع كثيراً عن السحر والكتابة، فهل من المعقول أن يقوم أحد بهذا الأمر ويكتب لأحد بأن لا يتزوج ؟
وأنا أعلم أن هناك قريبة لي أتاها من الخاطبين الكثر ودائماً يتعسر الموضوع لأسباب تافهة.
الإجـابة
السحر أصله التمويه والتخاييل، وهو أن يفعل الساحر أشياء فيخيل للمسحور أنها بخلاف ما هي به.
واختلف هل له حقيقة أم لا ؟
فقد ذهب أهل السنة إلى أن السحر ثابت وله حقيقة، واستدلوا بما جاء في القرآن الكريم بقوله تعالى: (يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) البقرة. ولو لم يكن له حقيقة لما أمكن تعليمه، وقوله تعالى في قصة سحرة فرعون: (وجاؤوا بسحر عظيم) وكذلك ما جاء في سورة الفلق.
وقد ذهب الفقهاء إلى أن الساحر المسلم إذا سحر بنفسه بكلام فهو كفر وإثم عظيم وهو قول أحمد وأبو حنيفة والشافعي وأبو ثور.
وذهب عامة المعتزلة وأبو إسحاق الاسترابادي من أصحاب الشافعي إلى أن السحر لا حقيقة له وإنما هو إيهام وضرب من الخفة والشعوذة، ودليلهم قوله تعالى: (يُخيَّل إليه من سحرهم أنها تسعى) ولم يقل تسعى على الحقيقة، ولكن قال: (يخيل إليه) ، وقد أجاب أهل السنة عن ذلك بأنه لا ينكر أن يكون التخييل وغيره من جملة السحر.
والخلاصة: أن السحر حقيقة لها وجود بنص القرآن وخاصة تأثيره على التفريق بين الأزواج كما وردت بهذا الآية، لكن لا يصح أن نردَّ كل أمر لا يستقيم في حياتنا إلى السحر لأن ذلك يورث الاضطراب في نفس الإنسان وفي حياته، بل يجب على الإنسان أن يتخذ الأسباب المعقولة في ذلك ويستعيذ بالله من شر كل ذي شر، "اعقل وتوكل".