الـسـؤال
ما حكم زيارة القبور ? وهل الأمر مقصور على الرجال ?
الإجـابة
زيارة القبور مستحبة للرجال, لما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها, فإنها تذكركم بالآخرة) أخرجه مسلم وأحمد.
وأما النساء فقد رخص الإمام مالك وبعض الأحناف وأحمد في رواية عنه وعدد كبير من العلماء في زيارة النساء للقبور, لما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: كيف أقول عند زيارة القبور ? فقال : (قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين, ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين, وإنا إن شاء الله بكم لاحقون). وروي أيضاً أن عبد الله بن أبي مليكة قال لعائشة رضي الله عنها وقد أقبلت ذات يوم من المقابر: يا أم المؤمنين من أين أقبلت ? قالت: من قبر أخي عبد الرحمن. فقال لها: أليس كان نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن زيارة القبور ? قالت: نعم. كان نهى عن زيارة القبور ثم أمر بزيارتها. أخرجه الحاكم والبيهقي.
والزيارة من أجل التذكير بالآخرة, وهو أمر يشترك فيه الرجال والنساء, وليس الرجال بأحوج منهن إلى هذا. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول أيضاً عند زيارة القبور: (السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم, أنتم سلفنا ونحن بالأثر) أخرجه الترمذي.
قال ابن القيم: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يزور القبور للدعاء لأهلها والترحم عليهم والاستغفار لهم.