آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

فـــتــــاوى



  الـسـؤال
هل الحديث التالي صحيح: "ما جمع مال من حلال قط إلا رسخ رسوخ الجبال" ؟


  الإجـابة
هذا الذي ذكرتِ ليس بحديث نبوي. والله يتولاك.
  الـسـؤال
اتفق المسلمون أن القرآن نزل منجماً، ولكننا نفهم من قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أنه نزل دفعة واحدة. فما الفرق بين الإنزال "جملة واحدة" والتنزيل، وهل يمكن القول أن القرآن نزل كاملاً على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأنه كان يخرج الآيات تنجيماً إلى الناس بأمر من الله ؟


  الإجـابة
أنزل الله القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا، ومن ثم أُنزل منجماً على مدار ثلاث وعشرين سنة على الرسول صلى الله عليه وسلم على حسب المقتضى من الأحداث والوقائع. وما نزل جملةً واحدة إلى السماء الدنيا إلا ليبيِّن الله لنا أنه يعلم ما كان وما سيكون علماً تفصيلياً مطلقاً، ولو أنزله مُنجَّماً مِن عنده لخُيِّل لبعض الناس أن الله علم الحادثة التي اقتضت نزول هذه الآية عندما حدثت، وأنزل تلك الآية حين وقعت تلك الحادثة.
  الـسـؤال
فضيلة شيخنا: يقول الله تعالى: (لا نفرق بين أحد من رسله)، فما السرّ في أن نخصص إبراهيم عليه السلام بالذكر في التشهد دون غيره ؟ وشكراً لكم.


  الإجـابة
الأحد 4/7/2010 اعلم أيها السائل الكريم أن من خصائص هذه الأمة أنها تؤمن بجميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، قال تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله)، أي لا نفرق بين أحد منهم في الإيمان بأنهم رسلٌ من عند الله، ولذلك تشهد هذه الأمة على سائر الأمم السابقة بأن رسلهم قد بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة، كما قال تعالى: (وتكونوا شهداء على الناس). وتخصيص إبراهيم عليه السلام بالذكر في التشهد ليس من باب التفريق بين الرسل في الإيمان بهم كما لا يخفى، وإنما لأنه عليه السلام خصّه الله بمزيدٍ من الفضائل والمناقب، فهو خليل الله، وأبٌ لكثير من الرسل والأنبياء، فمن ذريته إسماعيل أبو العرب وإسحاق أبو داود وعيسى وسليمان ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى... وأن الله استجاب دعاءه في قوله: (واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين) فلا يذكره أهل الملل جميعاً إلا بالجميل، وأمر الله تعالى نبيه محمداً صلى اله عليه وسلم أن يقول لقومه: (إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً) ولم يتوافر كل هذا لغيره من الأنبياء عليهم السلام، وقد قال صاحب "الدر": وخص إبراهيم عليه السلام بالذكر في التشهد لأنه سمّانا المسلمين كما أخبر الله تعالى عنه: (هو سماكم المسلمين من قبل)، وأيضاً هو دعاء من المسلمين لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم أن يتخذه خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، واستجاب الله الدعاء فاتخذ محمداً خليلاً كما في حديث الصحيحين: "ولكن صاحبكم خليل الرحمن"، أي هكذا يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وأخيرا أليس إبراهيم هو أبو الأنبياء فهاهم المسلمون يصلون على محمد وعلى أبيه صلوات الله عليهم أجمعين. ونسأل الله جل وعلا أن يثبت إيماننا برسله وبكتبه وباليوم الآخر في صدورنا وقلوبنا.
  الـسـؤال
ما حكم من صدم بسيارته كلباً أو طيراً أو قطة وقتله سواء عن عمد أو دون عمد، وهل عليه كفارة، وما هي الكفارة ؟


  الإجـابة
أما الصدم خطأً فلا يترتب عليه شيء، أما تعمد صدم أي حيوان فهو غير جائز لأنه إزهاق روح بغير حق.
  الـسـؤال
أضطر أحياناً لزيارة عمي لصلة الرحم، ولكني أعلم أن جزء من أموال عمي حرام، وأضطر أثناء الزيارة لشرب القهوة والشاي وأكل بعض المأكولات، فهل هي حرام بالنسبة لي، وهل أقطع زيارتي له ؟


  الإجـابة
زُر عمك، وما دمت تعلم أن أغلب أمواله من الحرام فانوِ أثناء تناولك الشراب أو الطعام عنده أن يكون ما تناولته من الجزء الذي ليس حراماً حسب علمك. والله يتولاك .
  الـسـؤال
هل يجوز صلاة الفجر عند الأذان الأول، وهل يجوز الصلاة في غرفة فيها صور ؟


  الإجـابة
الأذان الأول للإعلام بقرب الفجر، أما الصلاة فلا تصح إلا بعد الأذان الثاني، وهذا ما تعارفنا عليه في بلادنا، إذ الأصل أن الأذان للإعلام فإذا ما حل الفجر حان وقت صلاته سواء أذن له أم لا. ولا إشكال في الصلاة في غرفة فيها صور لأن الحديث الوارد بعدم دخول الملائكة بيتاً فيه صور إذا كانت هذه الصور تعظم وتقدس، وإلا فلا.
  الـسـؤال
عمري سبعة عشر عاماً، وقد لاحظت منذ فترة في نفسي ميلاً للشباب أكثر من البنات، وقد وقعت في الفاحشة أكثر من مرة، فماذا أفعل، وأنا الآن أصلي وأصوم وأقرأ القرآن وأستغفر الله، لكن هذا الميل لا يذهب من بالي أبداً.


  الإجـابة
أنصحك أن تعرض حالتك على طبيب مختص لتحديد تفاصيلها بشكل أدق، واستغفر ربك على ما فعلت، وربك يغفر الذنوب جميعاً، كما أنصحك بقراءة سير العظماء في تاريخنا حتى تملأ ذاكرتك بهم وبأمثالهم، ومن ثم سترفض الذاكرة تصورات غريبة ونابية ما دامت قد أضحت مأوى الكبار.
  الـسـؤال
نحن نعلم أن الإسلام لا يدعو للخضوع أو الذل، فكيف نوفق ونربط بين "الطموح" و"الرضا"، وكيف أسعى لتطوير نفسي، وفي نفس الوقت أرضى بما قسمه الله، مع العلم أننا مأمورون إذا سألنا الله الجنة أن نسأله الفردوس الأعلى.


  الإجـابة
الطموح تَطلُّعٌ مشروع إلى مجد مشروع في مسار الإنسان الذي يسَّره الله له، وبعبارة أخرى: تطلع للوصول إلى الأفضل والأصلح في مسارك العملي الحياتي، الدنيوي والأخروي، ومع التطلع عمل مناسب لهذا التطلع . والرضا: يعني قناعة بالنتيجة بعد إذ تبذل وتسعى وتعمل وتجد وتشتغل، فإن سخطت على النتيجة فتكون حينئذ من النادمين. والله أعلم.
  الـسـؤال
أريد لو تكرمتم أجوبة على الأسئلة التالية: - قال تعالى: (وَأذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)، ما الحكمة من عطف كلمة (رسولُه) على كلمة (بريءٌ) وعدم عطفها على لفظ الجلالة (الله) ؟ - قال تعالى: (وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلاً)، وقال أيضاً: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)، فهل إضافة كلمة (مقتاً) في الآية الأولى تعادل إضافة القرابة (زوجة الأب)، في حين أن الآية الثانية مطلقة على كل زانٍ ؟ - قال تعالى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فما الحكمة في ورود (العزيز الحكيم) بعد (إن تغفر لهم)، ولم تكن مثلاً فإنك أنت الغفور الرحيم ؟ - قال تعالى: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)، فما الحكمة من ورود كلمة (قلوبكما) مع أن الخطاب للمثنى ولم تكن مثلاً صغى قلباكما ؟ - قال تعالى: (مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ)، وفي آية أخرى: (مَا هَذَا بَشَرًا)، ونجد في هاتين الآيتين أن (ما) عملت عمل ليس، فمتى تعمل ما عمل ليس ؟ وجزاكم الله كل خير، ونفع بكم العباد و البلاد.


  الإجـابة
1- قوله سبحانه (ورسولُه) بالضم عطف على الضمير المستكن في بريء، والتقدير (بريء هو ورسوله)، والأوجَه منه: أن يكون مبتدأ وخبره محذوف. هذا لتصحيح فهمكم بأنها معطوفة على بريء. وقراءة الرفع هي قراءة الجماعة. وقرأ يعقوب برواية زيد (ورسولَه) بالنصب وهي قراءة الحسن، لكنها ليست متواترة. فالوارد الذهني لك له أصلٌ مقروء به، لكنه ليس بدرجة التواتر ويوافق المعنى اللغوي تماماً. 2- قوله تعالى: (إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً) تعليل للنهي وبيان لكون المنهي عنه في غاية القبح. لذا كان يسمى هذا النكاح في الجاهلية "نكاح المقت"، ويسمى المولد منه: "مقتي" كما ذكر ذلك المفسرون. ونقل الآلوسي عن الإمام الرازي : "مراتب القبح ثلاث: القبح العقلي، والقبح الشرعي، والقبح العادي. وقد وصف الله سبحانه وتعالى هذا النكاح بكل ذلك فقوله سبحانه: (فاحشة) إشارة إلى مرتبة قبحه العقلي، وقوله تعالى: (ومقتاً) إشارة إلى مرتبة قبحه الشرعي، وقوله عز وجل: (وساء سبيلاً) إشارة إلى مرتبة قبحه العادي. وما اجتمع به هذه المراتب فقد بلغ أقصى مراتب القبح". 3- قوله سبحانه: (وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم): لأن السّياق يقتضي ذلك فالمعنى، والله أعلم، إن تعذبهم لم يلحقك بتعذيبهم اعتراض لأنك المالك المطلق، ولا اعتراض على المالك المطلق فيما يفعله بملكه، وإن تغفر لهم ما كان منهم لا يلحقك عجز بذلك ولا استقباح، فإنك القوي القادر على جميع المقدورات التي من جملتها الثواب والعقاب، الحكيم الذي لا يريد ولا يفعل إلا ما فيه حكمة. وليس في قوله سبحانه: (وإن تغفر لهم) تعريض بسؤال المغفرة، وإنما هو لإظهار قدرته سبحانه وحكمته، ولذا قال: (العزيز الحكيم) دون "الغفور الرحيم" مع اقتضاء ظاهرهما. 4- قوله: (فقد صغت قلوبكما) الجمع في (قلوبكما) دون التثنية لكراهة اجتماع تثنيتين مع ظهور المراد وكل ما ليس في البدن منه إلا عضو واحد فإن تثنيته تكون بلفظ الجمع كما تكون بالتثنية الأصلية. 5- أهل اللغة قالوا : "وما" الحرفية حين تكون نافية وتدخل على الجملة الاسمية يُعملها الحجازيون والتّهاميون والنجديون عمل ليس، وأهملها التميميون فتبقى نافية، وبعدها الجملة الاسمية: مبتدأ وخبر مرفوع. وتعمل "ما" عند الحجازيين عمل ليس بأربعة شروط: أ‌- أن يكون اسمها وخبرها مؤخر. ب‌- أن لا يقترن الاسم بـ إن الزائدة. ت‌- أن لا يقترن الخبر بـ إلا . ث‌- أن لا يليها معمول الخبر وليس ظرفاً ولا جاراً ومجروراً. فإذا استوفت هذه الشروط الأربعة عملت سواء أكان اسمها وخبرها نكرتين أو معرفتين أو كان الاسم معرفة والخبر نكرة. ولكل ذلك أمثلة في القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر.
  الـسـؤال
أنا شاب وصوتي جميل، بدأت بحفظ القرآن وأريد أن أتم حفظه وأقوم بتجويده، ولكن نفسي تحدثني أن أقرأه أمام أهلي وأما الناس ليمدحوني على صوتي الجميل وقراءتي الجيدة. فهل أنا مؤاخذ بذلك ؟


  الإجـابة
لا يقطعنك الشيطان عن استكمال حفظ القرآن الكريم بتلك الخديعة الواهية، فقد نص العلماء أن من بدأ بعملٍ مخلصاً لله عز وجل لا يُؤثر في إخلاصه وسوسة الشيطان له، وقد استمع النبي عليه الصلاة والسلام إلى قراءة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ثم قال: "لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود". فقال أبو موسى: لو كنت أعلم أنك تستمع إلى قراءتي لحبرت القرآن تحبيراً .
                       
fattawy