الـسـؤال
نزل في حق سيدنا أبي بكر الصديق الكثير من الآيات القرآنية المباركة وقد كان إماماً للمسلمين في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما كان مريضاً في أيامه الأخيرة ، والسيدة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء الجنة ، وكلنا يعلم مقدر حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لها ، والإمام على كرم الله وجهه زينة شباب الإسلام ورمز الشجاعة والحكمة .
وقد قرأت في كتب الشيعة عن خلافٍ وقع بين السيدة فاطمة وسيدنا أبي بكر بسبب رفضه توريثها عن أبيها ، فهجرته فاطمة حتى ماتت ، وأن سيدنا على زوجها خاصم أبا بكر ولم يبايعه إلا بعد وفاة فاطمة . وإني أكذب في رأيي الشخصي هذه الوقائع ولا أصدقها . أرجو إفادتي عن صواب هذه الأحداث ؟
الإجـابة
يا أخي الكريم : إنهم بشر ويجري عليهم ما يجري على البشر من الاختلاف فيما بينهم ، فما بالك وهم يختلفون حول دلالات بعض الأحاديث الشريفة فذاك مشروع وطبيعي ، والمهم يا أخي أن لا نقوّمهم من خلال هذه التصرفات فقط ، بل علينا أن ننظر إلى سيرهم العظيمة في مجملها وفي أغلبها وفي سائر ما صدر عنهم من خير عظيم في عملهم وقولهم .. طبيعي أن يختلف سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر في قضية المرتدين وأن يتأجّج بينهم الاختلاف ، وطبيعي أن يختلف سيدنا الإمام علي مع سيدنا أبي بكر في قضية ميراث الأنبياء وقضية ( فدك ) ولكنهم في النهاية أمة مشهود لهم بالخيرية المثلى ، نتكلم فيما كانوا فيه يختلفون ولكننا لا نتخذ حيالهم إلا المواقف الطيبة الخيرة ، و ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون ) .