الـسـؤال
شخص تخرج واشتغل فى مصلحة تابعة للدولة وعمره عشرون سنة وعند بدايته فى العمل وجد العاملين ينهبون ويسرقون مواد من مخازن المصلحة ، فسلك نفس الطريق ولكن الفرق أنه كان يأخذ أغلب هذه المواد بإذنٍ من مسؤول المخزن أو المستودع أو رئيس المصلحة وباع هذه الأشياء وانتفع بثمنها لان راتبه لا يكفيه ، واختلطت الأموال مع بعضها ، منها من عمله وراتبه وعمله فى المساء ، ومنها من المواد التى أخذها من المصلحة وبنى منها بيتاً واشترى سيارة وصرف الباقى على معيشته ، ومازال لديه بعض من المال يعيش منه هو وأسرته وبعض المواد التى نهبها أو أخذها من المصلحة فى السابق ، علماً أن لديه مرتبات اشتغل بها للدولة سنة 1990 لمدة ستة أشهرأو أكثر ولم تسدد له إلى الآن . أصيب هذا الشخص إصابة بالغة أثناء أخذه بعض المواد فى مقر عمله وما زال يعانى من أثر هذه الإصابة إلى الآن ، وقد تاب هذا الشخص ولاحظته بأنه مهموم دائماً . فعند سؤالي المتكرر له عن سبب همه وتغيره مؤخراً حكى لي هذه القصة وطلب منى مساعدته فوعدته بأن أسال له أهل العلم إن أمكننى ذلك .
ملاحظة : عند أخذه للمواد وبيعها لم يكن عالماً بالحكم الشرعى فى نهب المال العام . وعند أخذه للمواد كان لا يصلى وبعدها كان متقطع الصلاة. فهل له من توبة ؟ وما مصير المال الذى صرفه وأكله هو وأسرته علماً بأن دخله محدود ولا يمكنه من رد هذه المبالغ وهي مبالغ كبيرة ؟
الإجـابة
إن باب التوبه مفتوح لكل من أراد دخوله ، وإن الله سبحانه يقبل توبة العبد مالم يغرغر ، والتوبة هي نَدَم على ما كان من أخطاء وغفلات ، وعزم على عدم العودة إليها ، ثم إن كانت هناك حقوق للآخرين فيجب حتماً رد الحقوق لأهلها حتى تكون التوبة صادقة مقبولة عند الله سبحانه . هذا الإنسان يجب أن يرد كل ما يستطيع بعد أن يعمل حساباً تقريبياً ، وكلما فضل معه ما يزيد على حاجته وحاجة عياله الضرورية يرده أيضاً الى الجهات العامة ، وفقك الله .