الـسـؤال
الأستاذ الدكتور محمود عكام بارك الله فيكم . وبعد : فإننا ندرس في كتب العقيدة الكثير عن الفرق الضالة وغير الضالة ( الملل والنحل ) والسؤال جزاكم الله خيراً هو : هل انقرضت هذه الفرق ، وإذا كان كذلك فلم نضيع الوقت في دراستها في كتب العقيدة ؟ فلنرحلها إلى كتب التاريخ ، سيما وأن الإمام أحمد يقول فيما ينسب إليه : لا تلق الشبهة ثم ترد عليها فإنك تساهم بنشرها . أما إذا كانت هذه الفرق باقية كالمرجئة والخوارج والمعتزلة وغيرها فلم لا ننسبها إلى معتنقيها وندعو إلى الحوار معهم ؟
الإجـابة
دراستك الفرق يعني إطلاعاً على حركة الاعتقاد ما كان منه صحيحاً وصائباً وما كان منه غير ذلك " فالفرق " تشخيص للمبادىء والأعتقادات ، وإني لأحض على معرفة ذلك سواء منها ما انقرض أو من بقي ، فما انقرض منها يؤكد لي عدم صحتها وما بقي منها يدفعني لمناقشتها وحوارها فأفيد من منهج تفكيرها وأحاورها وفقه ، وهكذا . ومن لم يعرف غيره فلن يتمكن من معرفة نفسه ، ولربما كان في اطلاعنا عليها مجال لرفع ظلم ألم بها فننصفها ونعدل معها . وأخيراً فأنا أرى أن يكون الاطلاع على الفرق خاصة بالمختصين في هذا الميدان وأن لا يكون للعامة فيشتتهم ويبعثرهم ويفرقهم .