الـسـؤال
ما هو رأيك بعمرو خالد وببرنامجه صناع الحياة الذي ألهب الوطن العربي ؟
الإجـابة
لا أستطيع أن أبدي رأيي بشكل كامل في عمرو خالد ولا في سواه من أولئك الذين يظهرون على شاشات الفضائيات وخاصة فضائية " اقرأ " لأنني لم أتعرف عليهم بشكل يسمح لي بالحكم عليهم غير أنني استمعت إليهم أحياناً ، ومرات ، فلم أجد فيهم من خلال هذه المرات إلا سَطحيةً ومبالغة وتقصيصاً وعناوين عريضة كبيرة ، بمعنى آخر : لم أرَ لديهم التأصيل العلمي ولا التوثيق ولا التحقيق ، وكأني بهم في عالم الدعوة والدعاة كالفنانين الجدد أصحاب الصَّرعات بالنسبة للفنانين الجادين المتمكنين ، ولعل العصر في بعض ساحاته عصر " الصَّرعَات " ولا سيما في الإعلام وهؤلاء صَرعَةٌ من جملة الصَّرعات لا أكثر ولا أقل . لقد استمعت إلى هؤلاء ونَظَرْتُهم فرأيت في كلامهم عجباً وفي استنباطهم عجباً وتهويلاً يَطَالُ بعض الأمور البسيطة وكأنها – أي الأمور البسيطة – هي أمُّ المشاكل والأزمات في عالمنا . ولعلَّكَ تأثَّرتَ يا أخي بتهويلاتهم فقلت في سؤالك : ألهَبَ الوطن العربي فأين الإلهاب وأين الإثارات وأين الآثار ؟ أتريد أيها الشاب نصيحة ؟ إن التلفاز بشكل عام لا يُعَلِّم ولا يُثَقِّف - واسمعها مني - ولكنه يُسَلِّي ويُقدِّم معلوماتٍ إخبارية تحتاج إلى تمحيص وتدقيق ، فَجُلُّها كذب ، وما أحوج شبابنا الراغبين بالتعلم الجادّ إلى جلسة بين يَدَي عالِمٍ متمكن يتلقون منه العلوم المتنوعة المتعددة ليضعوها صحيحة صائبة في خدمة القرآن الكريم ليتعرفوا على مُرَادَاتِ الله منا ، وفي خدمة السنة الشريفة للتعرف على تبيان الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم للقرآن الكريم وعلى مُرادات رسول الله منا أيضاً . وَدَعْكَ يا أخي من صُنَّاعِ الحياة إلا من صانعها المطلق ، فارتبط به بعلم وإيمان وحب فَسَتَنْجُ - واللهِ - والله يتولاك .