الـسـؤال
عانيت في مراهقتي من عائلتي ، فقد كانت أمي جداً قاسية ودائماً تحرض أبي علي ويضربني من غير سؤال وتسبب لي في رسوبي والإحساس بالنقص ، بعدها زوجوني من رجل متزوج سيء السمعة وعصبي لدرجة الجنون ، فكان يضربني بشدة رغم عدم عصياني له وصغري وجمالي ، وكان يعايرني بأن أهلي لا يحبوني ، وكان يفضل زوجته الأخرى علي ، وكثيراً ما يسافر معها ، فصرت أكلم الشباب ووقعت في الزنا كثيراً مع هذا وذاك ، وقد طلبت الطلاق من قبل وهو لا يريد ، ولا أهلي يريدون ، وبعدها بفترة طلقت ومن ثم تزوجت برجل يكبرني كثيراً ولكن طيب الأخلاق وحنون ، فعرفت الحياة المستقرة النظيفة معه ، وبدأت ألوم نفسي على ما كان مني ، وبكيت بكاء مريراً وهزني الندم وأنا تائبة راجعة إلى الله رجاء مغفرته ، والتزمت بجميع العبادات ، ولكن الخوف لا زال مسيطراً على قلبي ولا أستطيع النوم ، ولا تجف لي دمعة خوفاً من الله وعقابه ، فلقد أسرفت في المعاصي ، ووالله أنا غير مصدقة ما كان مني ، فهل يغفر الله لي زلاتي أم لا بد من أن يعاقبني على كل تلك المعاصي ، وسؤالي الثاني : أنني أحب زوجي الحالي حباً لا يوصف ، فهل يجمعني الله به في الجنة إذا دخلتها ؟
الإجـابة
تدبري هذه الآية فهي الدواء الشافي لوضعك وحالتك ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) وتدبري أيضاً قوله سبحانه : ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً ) . وعن علي رضي الله عنه قال حدثني أبو بكر - وصدق أبو بكر - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ، ثم قرأ هذه الآية ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ) .
هذا الندم منك بعد الإقلاع عن الذنوب تلك مع معاهدة الله على عدم العود دليل صدق التوبة المقبولة إن شاء الله ، أما عن زوجك الأخير فاسألي الله سبحانه وتعالى أن يكرمك وإياه بدخول الجنة وأن يجمعكما ولا تنسي أن تذكريه بحسن الخلق فهو شرط أساسي لذلك - عن أنس رضي الله عنه قال : قالت أم حبيبة رضي الله عنها : يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أم للآخر ؟ قال تخير ، أحسنهما خلقاً كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة ، يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " .