آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

فـــتــــاوى



  الـسـؤال
أريد الزواج من فتاة ولكن والدتي بعد أن تقدمنا لطلب يد البنت من أهلها وبعد يومين تذكرت والدتي أنها أرضعت يوماً ما هذه الفتاة ولكن عندها شك إذا كانت هذه البنت أتمت الرضعة أم لا وهذه الرضعة كانت مرة واحدة . الرجاء أن تفيدوني في هذا الموضوع وان تعطوني رأي المذاهب المختلفة في هذا الحكم وإذا كنت تابعا للمذهب الشافعي فما الحكم في ذلك .وجزاكم الله عنا كل الخير .


  الإجـابة
ما دامت رغبتك في بيان الحكم حسب المذاهب فإليك البيان مختصراً : هنالك مذهبان في الرضاع المحرّم : - مذهب الحنفية والمالكية : يعتبر الرضاع محرِّماً مهما كان يسيراً لأن الحليب قد اختلط بالمعدة والدم فأصبح هذا الرضيع جزءاً من المرضعة وأخذ حكم التحريم : " يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب " على إطلاقه . - مذهب الشافعية والحنابلة : يعتبر الرضاع محرِّماً إن كان خمس رضعات مشبعات . وأنا أنصحك أن تفتش عن امرأة أخرى ، فإنك تجد إن شاء الله ما ترغب من المواصفات وهو أحوط لدينك .
  الـسـؤال
ما حكم أشخاص أخفوا وصية والدهم المتوفى عن أخيهم الذي يعيش خارج الوطن فلم يقرؤوه إياها لا شفاهة ولا نصاً . وهل من حقه أن يطالبهم بالوصية المكتوبة خاصة أن هذه المطالبة قد تؤدي لخلافات كثيرة .لكم مني جزيل الشكر .


  الإجـابة
الوصية يجب تنفيذها ، والمسؤول عن ذلك هو الوصي الذي حدده الموصي قبل وفاته . فعليه أن يراقب الله سبحانه وأن ينفذها حسب شروط الموصي لأن الوصية إجمالاً صدقة من الله للعبد في ثلث أمواله بعد موته يتصرف فيه حسبما يشاء . وهذا الوصي عليه أن يراقب قول الله سبحانه : ( فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم . فمن خاف من موصٍ جنفاً أو إثماً فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم ) البقرة : 182. فإن كان في الإخفاء حكمة ، ولم تكن هناك متعلقات لهذا الشخص فلا بأس في ذلك .
  الـسـؤال
كيف تناول القرآن الكريم انفعال الغضب ، وكيف يمكن الحد منه ؟


  الإجـابة
يتميّز القرآن الكريم في تعامله مع الانفعالات الإنسانية عامة ومن بينها الغضب بالواقعية ، وبالضبط والتوجيه . أما الواقعية فهو اعترافه بها وتسليمه بوجودها ( ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح ) الأعراف : 154 ، ( وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه ) الأنبياء : 87 . وأما الضبط والتوجيه : فهو دعوة القرآن الكريم لتوظيف هذه الانفعالات بما يحفظ على الإنسان إنسانيته ، بل وربما يعمقها فيه ، وهذا التوجيه يتضمن تعديل مسار الانفعال من محض الاعتداء إلى خالص العدل أولاً ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) البقرة : 194 . والإيغال في مسيرة ضبط الانفعال للوصول إلى مرتبة الإحسان ثانياً : ( وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ، والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش و إذا ما غضبوا هم يغفرون ) الشورى : 35 - 37 . ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) آل عمران : 134 يتم هذا الضبط والتوجيه ضمن جوٍّ عام من الإعداد النفسي والسلوكي ، مقرونٍ بالوازع الإيماني والخُلقي ، ومدعّم بالمثال الإنساني الأنموذج المجسِّد لتعاليم القرآن وأهدافه ومقاصده ، الذي قال واصفه : " لا تغضبه الدنيا وما كان لها ، فإذا تُعرِّض للحق لم يعرفه أحد ، ولم يقم لغضبه شئٌ حتى ينتصر له ، لا يغضب لنفسه ، ولا ينتصر لها " أخرجه الترمذي ، عن هند بن أبي هالة .
  الـسـؤال
ما هو المقصد والغاية من تغيير الوضعية في حالة الغضب من قيام وجلوس ( حسب الحديث النبوي الشريف ) ؟


  الإجـابة
من المقرر في علم النفس أن الغضب حالة عاطفية تتميز باستثارة حشوية - نسبة إلى الأحشاء - تستدعي تفريغاً حركياً مباشراً ، وهذا ما نشاهده عندما يغضب شخص لعدم فتح الباب فيركله بقدمه أو يضربه بيده ، وهذه العاطفة تولّد دافعاً للعداء يقترن بها غالباً ، ويترجم على شكل سلوكٍ عدائي - غالباً ما يكون حركياً - موجَّه نحو مصدر الغضب مسخّر لخدمة هذه العاطفة ، ومحقق لإرواء هذا الدافع . ومن هنا كان طلب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بتغيير وضعية الغضبان من قيام إلى جلوس ، وبدعوته إلى الوضوء نوعاً راقياً من أنواع التفريغ الحركي ، والتنفيس الراقي للطاقة الفعّالة في عاطفة الغضب . وقد قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : " إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم تتوقد ، ألم تروا إلى حمرة عينيه ، وانتفاخ أوداجه ، فإذا وجد أحدكم ذلك فليجلس ، أو قال فليلصق بالأرض " أخرجه أحمد والترمذي . وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : " فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " أخرجه أبو داود .
  الـسـؤال
أنا رجل متزوج و لي طفلان و زوجتي حامل الآن في شهرها الثاني و قد أخبرنا الطبيب أن الجنين سيولد به عيوب خلقية بسبب بعض الأدوية التي كانت زوجتي تتعاطاها وهي لا تعلم أنها حامل . و قد تأكد الطبيب من ذلك بعد عمل الأشعة والفحوصات الطبية و تأكد منها أن الجنين - إذا استمر - سيولد مشوها . هل يجوز إنزال الجنين أم لا ؟


  الإجـابة
إذا كان الجنين قبل أسبوعه السابع ، فجائز إنزاله وإسقاطه اتفاقاً ، وإذا كان قبل نهاية الشهر الرابع فقد جوّز بعض الفقهاء إنزاله وإسقاطه ، وأما إذا كان الحمل قد تجاوز هذا فينظر في الأمر ، فإن كان التشويه غالباً على السلامة فلا مانع من إسقاطه بمعنى أنه إن بقي فسيكون أقل من 50 % من الوليد السويّ العادي . وأما إذا كان التشويه مغلوباً والسلامة غالبة فلا يجوز إسقاطه . ويقدّر هذا كله الطبيب الحاذق المسلم ويؤكده ، أما مجرد الاحتمال والتكهّن الذي لا يصل إلى حد القطع بالتشويه فلا يسوّغ الإسقاط والإنزال . والله أعلم .
  الـسـؤال
هل يجوز التقارب بين السنة والشيعة وخاصة أن البعض يزعم أن إخواننا الشيعة عندهم ما يسمى بالتقية ، وأن هذا من باب السياسة ، فهل لو كان هذا صحيحا يجوز التقارب أيضا ؟


  الإجـابة
لا نقول يجوز التقارب ، بل يجب . لأن الشيعة والسنة طائفتان مسلمتان متفقتان على الأصول العانة وهي كما جاء في الحديث الشريف الصحيح : " من قال آمنت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً فقد استكمل الإيمان " وبعد ذلك فلا على كلا الطائفتين من أن يختلفا في الفروع فتلك سنة الله في خلقه وهذا هو منهج الإسلام في فهم نصوصه ، وإذا ما خالفت إحدى الطائفتين أو الطوائف الأخرى هذه البدهيات المذكورة عندها نقول إن التقارب معها غير وارد لاختلاف عنوانها الجامع وهو الإسلام .
  الـسـؤال
لا يوجد مسلم يقر ما يحدث في العراق ولا يقر أن يحكم الكافر بلاد المسلمين ولكن السؤال - يا شيخ - أليس من الضرر خروج الأمريكان من العراق في الوقت الحالي ، وأنه قد يكون فيه ضرر أكبر على العراق والمسلمين في العراق ، وكما يقال قد تنشب حرب أهلية أو ما شابه ذلك من عدم الاستقرار . ولكم جزيل الشكر .


  الإجـابة
مثل هذه الأمور لا يمكن أن يستفتى فيها من لا يعايشها ، وكما يقال : أهل مكة أدرى بشعابها ، لكننا نؤكد على إخواننا المفتين والمتصدرين للفتوى في العراق وفي سواها بأن يضعوا نصب أعينهم إرضاء ربهم هَمَّاً أولياً لا يخرجون عن إطاره ، ونصرة المسلمين هماً ثانياً ، وعدم مخالفة أحكام القرآن والسنة الواضحة في هذا المجال . نحن نشترط في الدستور سواء أكان في العراق أو في غير العراق من البلاد الإسلامية أمرين : الأول : أن يعلن الإسلامَ مصدراً له . ثانياً : أن يكون مراعياً مصالح البلد الذي وضع له مراعاةً جادّة ، كما نؤكد على أن الاستفتاء على الدستور لا يكون فيما يخص إسلاميته وإنما يكون الاستفتاء على صلاحية الدستور المأخوذ حتماً من الإسلام للدولة المعنية في ما يتعلق بفروع الإسلام الفقهية ومناسبتها أو عدم مناسبتها ليصار إلى تبني فروع مذهب فقهي آخر .
  الـسـؤال
ما حكم الشرع عندما يمنع الأهل الزوجة عن زوجها بحجة أنها تزوجت بغير رضاهم مع العلم أن أكثر من عالم أحل الزواج ، ورغم ذلك لا يرضخوا لكلام الله ولشرعه. ما الذي أفعله لإرجاع زوجتي إلي رغم حكم من فتاوي عدة من قطر ومصر والسعودية والمغرب والكويت بحلال الزواج إلا أنهم لا يبلوا لهذه الأحكام الشرعية ويريدوا أن أطلقها ورغم تمسك كل منا بالآخر أنا وزوجتي والحمد لله نحن ملتزمين دينيا ونخاف أن نفعل شيئاً يخالف الشرع والدين ولكن صبري نفذ من تحكمهم للعادات التي لا اساس لها .


  الإجـابة
بعد أن صح عقد الزواج شرعاً وغدت المرأة حليلة زوجها لا يحل للأهل أن يمنعوا الزوجة من الالتحاق بزوجها وهذا المنع مرفوض ومحرم شرعاً ، فهو أشد حرمة من العضل الذي حرمه الله عز وجل نصاً ، والعضل هو : عدم تزويج البنت تعسفاً ، فمن بابٍ أولى أن لا يجوز للأهل منع الزوجة من متابعة زوجها .
  الـسـؤال
أنا امرأة متزوجة ، لي زوج سامحه الله يسيء معاملتي رغم أني أحبه وأحسن معاملته ، يغضب من لا شيء وتمضي عدة أيام لا يكلمني ويتلفظ علي بألفاظ لا تليق بإنسانة ، ومع هذا متى ما أرداني لحاجته وشهواته يأتي ويطلب مني حقه وكأن من شتمها وسبَّها من قليل ليست أنا ، وما إن ينتهي من رغباته يعود لسابق عهده من كره وشتم وسب وخلافه . سؤالي : هل يجوز لي الامتناع عنه مثلاً في حال ضايقني وقام بسبي وبعدها مباشرة يطلبني ؟ مع العلم بأني أبداً لم أمتنع عنه وهو لا يحسّ برغباتي أبدا متى ما أرادني طلبني أما أنا فكالبهيمة ليست لي أية حقوق عنده


  الإجـابة
هناك فتوى وهناك توجيه وتقوى . أما الفتوى : فما ذكرتِ - أيتها الأخت الفاضلة - يمكن أن يكون سبباً شرعياً لطلب الطلاق ، ولكِ هذا . وأما التوجيه والتقوى فأنا أنصحكِ بأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، والصبر على ذلك حتى يجعل الله منه إنساناً طيباً خلوقاً ، ما ذلك على الله بعزيز ، فقد قال تعالى : ( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) لقمان : 17 . ولا تنسي أن تتوجهي إلى في صلواتك وخلواتك إلى الله بالدعاء له بالإصلاح ، فالله عز وجل يقبل دعاءً ولا سيما إذا كان من مظلوم سلباً على المدعو عليه أو إيجاباً.
  الـسـؤال
أنا مسلم سني ، وأتمنى الزواج من فتاة شيعية ، غير أن هذا غير مقبول عندنا وعندهم ، فهل زواج سني من شيعة حرام ؟


  الإجـابة
يا أخي زواج سني بشيعية ، أو شيعي بسنية جائز شرعاً وعرفاً وعقلاً ما دام الرجل والمرأة مشتركين بعنوان الإسلام الأوسع . فمن قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله وأتبع ذلك بالعمل الموائم والمناسب فهو مسلم ، والمسلمون والمسلمات بعضهم أولياء بعض لا فرق في الولاية بين شيعي وسني أو بين صوفي وسلفي أو بين حنفي وشافعي ... الخ .
                       
fattawy