آخر تحديث: الجمعة 04 أكتوبر 2024      
تابعنا على :  

تعـــليقـــــات

   
عرفات معروف لدينا فلن ننكره وسنذكره

عرفات معروف لدينا فلن ننكره وسنذكره

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 3940

عهداً أيها الرئيس الراحل أن نذكرك في مجالسنا التي نعقدها للحديث عن فلسطين والقضية الفلسطينية ، لأنك رمزٌ من رموزها ، وعَلَم كبير من أعلامها ، ولعلَّك العلم الأهم لها في عصرنا ، فلئن رحلتَ اليوم فالرحيل لجسدك وصورتك فحسب ، أما روحك وحكمتك وعطاؤك فماثلٌ كل ذلك أمام أعيننا وقائم في أخلادنا ، ومستقر في عقولنا ؛ فطِبْ نفساً وارقد مرتاحاً ، وعُد إلى ربك مطمئناً ، لأن العظماء لا يموتون ، وهم الذين عناهم القرآن الكريم ( واجعل لي لسان صدق في الآخرين ) ، وكذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " وهل فتح ومنظمة التحرير إلا صدقة جارية ؟! وهل المجاهدون من فتح وحماس والجهاد والجبهة وسائر الفصائل إلا أولادك أيها المجاهد الراحل ؟! وهل هذه الضجة الثقافية المرتبطة بالقدس وفلسطين إلا من صنيعك وصنيع أمثالك قديماً وحديثاً ؟!.
نرثيك يا أبا عمار ونريد من وراء الرثاء دعوة ودعاء ، أما الدعوة فنوجهها لكل الفلسطينيين من أجل أن يتحدوا على مقاومة العدو الصهيوني البغيض الآثم ، وليكونوا صفاً واحداً كأنهم بنيان مرصوص في مواجهة الأخطار المحدقة بهم والتي لا يرعوي الصهاينة المجرمون عن إنزال المزيد منها بالأرض المباركة والشعب الفاضل والأمة ذات الحق والحقيقة .
فيا أهل فلسطين : نعزيكم بوفاة رمزٍ كبير من رموزكم ، ومع العَزاء والتعزية رجاء نضعه بين أياديكم وعلى أسماعكم : كونوا أوفياء للقضية وللقادة ، والوفاء خلق يفرز اعترافاً بالجميل لكل من صدر عنه الجميل ، فنحن لا نبخس الناس ـ فضلاً عن الأخوة ـ أشياءهم ، والوفاء ـ أيضاً ـ تناسٍ لهنات وأخطاء صدرت من أخ أو مواطن صادق ، ومن باب أولى إذا كانت من قائد واعٍ قدّم الكثير لأمته وشعبه وأرضه كهذا الذي نعزيكم به . هذه دعوتنا باختصار.
وأما الدعاء فاللهَ نسأل أن يرحم فقيد القضية ، وأن يسكنه فسيح جناته ، وينزله منازل الشهداء الأبرار ، ويرزق كلَّ المسلمين ـ حكاماً وشعوباً ـ الاستبسال في سبيل تحرير فلسطين وكل ما احتل من أراضي العرب والمسلمين ، ولا سيما القدس الشريف مركز الخلافة الاسلامية الموعودة القادمة .
والأمل كبير في أن لا يغادر صدورنا أمل الانتصار ؛ والتطلع عظيم ليوم تشخص فيه الأبصار لنصر أكيد يطمئن الأنسان ويرضي الديان ويزيل عن الأرض الأدران ، وهذه هي عناصر السلام والأمان . فاللهم متِّعنا بحياةٍ ملؤها الخيرإلى أن نلقاك على ما يرضيك وسنلقى حينها براً رحيماً ، فطوبى لنا وحسن مآب.

د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق