يا وطني أيها الوطن
العربي هل أنت وهمٌ أم حقيقة ؟ هل أنت ماءٌ أم سراب ؟ هل أنت شيءٌ أم هباء ؟
حِرتُ يا وطني في وصفك بل توصيفك ، وما دفعني إلى هذه التساؤلات إلا واقعك ،
فكلام أبنائك عريض وفضفاض ، ولكن الفعل ضيق ويمكن أن يطلق عليه متلاش .
يا وطني ما الذي خرَّبك ؟ ولمَ أنت مهان ؟! ألأنك عربي ! والعروبة في ظني
المتقارب من اليقين شهامةٌ ومروءةٌ وحضارةٌ ومساهمةٌ في بناء الإنسان ؟! أم
لأنك مسلم ! والإسلام – على حدِّ علمي – دين علم ووعي وأمان وإبداع .
خبًرني يا وطني عن السبب قبل أن يفوت الأوان فيهجرك كلُّ أبنائك . ولا تتركني
في حيرة فلقد ضاقت بنا نحن الذين نسعى إلى رفعتك السبل ، وخلتنا كالمتسكِّعين
والمتسوِّلين على أبواب العالم الآخر أو العوالم الأخرى ، فما من عالَمِ سواك
رأيناه إلا وجدناه أفضل منك ديناً ودنيا ، فآلمنا ذلك وجرحنا هذا الذي رأينا .
يا وطني أيها العالَم العربي : ألم يَأْنِ لك أن تتّحد ولو بالقوة أعني قوة
أعدائك التي يجب أن تحضك على هذا يا وطني العربي ، أجيالنا القادمة تفكِّر
بانتساب إلى سواك فهاهم يهاجرون وبقدراتهم وعقولهم يخدمون غيرك ، لأن غيرك
يخدمهم ويشبعهم ويشعرهم بوجودهم .
يا وطني ما فنُّك الذي تزعم سبقاً فيه بفن ، ولا رياضتك التي تدعَي تقدماً فيها
برياضة ، ولا دينك الذي تفرز من أجله جماعات وجماعات ، ومجاهدين ومجاهدين بدين
... خبرني عن شيء هو فيك ناجع نافع ، نبئني عن نقطة حسنة لنعمل على تطويرها
وزيادة تحسينها . قل لي يا وطني فقد ضاق الحبل على الوَدَج . واسمح لي أن أقول
لك وأنت مُمَثَّلٌ بأبنائك : ادَّعِ الذي تريد ، وازعم ما تَشَأ ، فلست على شيء
حتى تقيمَ هذا الذي تقوله على أرض العمل والحقيقة الفعلية . وإلا فلا وربك لا
تنال الذي تودُّ نيله حتى تتتلمذ على كل العوالم الأخرى تلمذة صادقة وتكفَّ عن
الثرثرة والتهريج والظلم والكذب والخداع والمكر والأنانية كفّاً صحيحا ، وعندها
فالله معك.
ماليزيا في : 13/7/2003
د. محمود عكام
التعليقات