آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
لمحة عن تشريع الجهاد ومراحله

لمحة عن تشريع الجهاد ومراحله

تاريخ الإضافة: | عدد المشاهدات: 3494
فضيلة الشيخ: حبذا لو عرضت لنا لمحة عن تشريع الجهاد في الإسلام ومراحله وبشكل مختصر، والله يجزيك كل خير على عملك النافع إن شاء الله ؟


  الإجـابة
أرسل الله الرسول محمداً إلى الناس جميعاً وأمره أن يدعو إلى الهدى ودين الحق، ولبث في مكة يأمر ويدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان لا بد أن يلقى مناوأة من قومه الذين رأوا أن الدعوة الجديدة خطر على كيانها المادي والأدبي، فكان توجيه الله له أن يلقى هذه المناوأة والمعاداة بالصبر والعفو والصفح الجميل قال تعالى: (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا)، وقال أيضاً: (فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون)، وقال: (فاصفح الصفح الجميل).‏ ولم يأذن الله له بأن يقابل السيئة بالسيئة أو يواجه الأذى بالأذى أو يحارب الذين حاربوا الدعوة أو يقاتل الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات، بل قال له: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون)، وكل ما أمر به جهاداً في هذه الفترة أن يجاهد بالقرآن والحجة والبرهان: (وجاهدهم به جهاداً كبيراً). ولما اشتد الأذى وتتابع الاضطهاد حتى وصل إلى قمته بتدبير مؤامرة الاغتيال للرسول الكريم، وعندما اضطر صلى الله عليه وآله وسلم أن يهاجر من مكة إلى المدينة ويأمر أصحابه بالهجرة إليها بعد ثلاث عشرة سنة من البعثة وبإذن من الله قال تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)، وقال أيضاً: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا). وفي المدينة -عاصمة الإسلام الجديدة- تقرر الإذن بالقتال حين أطبق الأعداء على المسلمين وقاتلوهم وجهدوا في تشريدهم فاضطر المسلمون حينها إلى امتشاق السيف دفاعاً عن النفس وتأمينا للدعوة: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدِّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرّن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) وفي هذه الآيات تعليل للأذن بالقتال:‏ 1- أن المسلمين ظلموا بالاعتداء عليهم وإخراجهم من بيوتهم بغير حق. 2- أنه لولا الإذن للناس بمثل هذا الدفاع لهُدمت جميع المعابد بسبب ظلم المعتدين الذين يبغون الفساد في الأرض. 3- أن غاية النصر والتمكين في الأرض: إقامة الصلة مع الله، ونفع العباد مادة ومعنى ودعوة الناس بالمعروف إلى الخير وما يصلحهم. نسأل الله التوفيق وأن يجعلنا من الوقّافين عند حدوده.

التعليقات

شاركنا بتعليق