آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


محـــــــاضرات

   
الشباب والعمل التطوعي/ المركزالثقافي بحلب

الشباب والعمل التطوعي/ المركزالثقافي بحلب

تاريخ الإضافة: 2008/08/13 | عدد المشاهدات: 5421

ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي (بناء الشباب..لبناء الوطن) الذي أقامته جمعية التعليم ومكافحة الأمية بالتعاون مع مديرية الثقافة بحلب ألقى الدكتور الشيخ محمود عكَّام محاضرة بعنوان: (الشباب والعمل التطوعي) يوم الأربعاء 13/08/2008 ، على مدرج مديرية الثقافة بحلب.

وقد بدأ الدكتور عكام محاضرته بتعريف الشاب، وشرح مفردات التعريف، ثم ذكر صفات الشاب ومسؤلياته، وعرف العمل ومكوناته التي هي: الجهد، النظام، الغاية، الهدف، وتناول كل واحدة منها بالشرح والتفصيل.

وختم الدكتور عكام محاضرته بالدعوة إلى تحسين العمل بمستوييه المضموني والأسلوبي، وأجاب عن بعض الأسئلة والاستفسارات التي أعقبت المحاضرة، وفيما يلي نص المحاضرة:

الشباب والعمل التطوعي

عندما طلب مني أن أتحدث عن الشباب والعمل التطوعي قلت لابد أن أتحدث عن المصطلحين، عن الشباب وعن العمل التطوعي، وعن الشباب والعمل التطوعي، قلت في نفسي لأحدثن أولئك الذين يأتون عن الشباب من هم الشباب ؟ أنا لا أفهم الشباب مرحلة عمرية معينة، وإنما الشباب صفة كما الفتوة صفة، الشاب في رأيي هو مَنْ شبَّ عن أن يكون مسؤولاً عنه غيره. أنت شاب يعني أنك مسؤول عن نفسك، إذا كان غيرك مسؤولاً عنك أنت لست شاب، إذا شببت خرجت عن أن يكون غيرك مسؤولاً عنك فأنت شاب، الشاب هو مَنْ شبَّ عن أن يكون مسؤولاً عنه غيره وأضحى مسؤولاً عن نفسه ومستعداً للمسؤولية عن غيره، هذا الشاب ليس مرحلة عمرية هنالك، أناس في سن الثلاثين لكنهم لا يتمتعون بصفات هذا الشاب، وهنالك أشخاص في السبعين من عمرهم يتمتعون بالصفات التي سأذكرها صفات الشاب، فالشاب الذي شبَّ عن أن يكون مسؤولاً عنه غيره وأضحى مسؤولاً عن نفسه ومستعداً للمسؤولية عن غيره يتمتع بصفات ما هي هذه الصفات التي تجعل من المتمتع بها شاباً ؟

الصفات هي: سعة إدراك، واشتداد بنية، وعمل دؤوب، وطموح قيد الإنجاز، ووعي مسؤولية. سأشرحها:

1- سعة الإدراك: كل إنسان فينا عنده آلية الإدراك وهي تتناول شيئين: الأول المفهومات، والثاني القضايا. أنا أدرك أن هذا قلم، وهذه كأس... هذا مفهوم، كلما كثرت المفهومات عندك كنت أكثر شباباً، هنالك دراسة من أجل التعرف على سعة الإدراك من حيث كثرة المفهومات عندك، هنالك دراسة أجريت على طلاب كلية التربية في جامعة دمشق منذ عشر سنوات تقريباً، كانت المفهومات عند أولئك الطلاب أقل مما يجب أن تكون، وبالتالي لا يمكن أن نسمي هؤلاء شباباً وإن كانوا في سن الشباب، لأن إدراكهم استوعب أقل من المفهومات التي يجب أن يستوعبها إنسان في هذه المرحلة، سعة الإدراك تتناول كثرة المفهومات. لما نُري على سبيل المثال، إنساناً في الغرب طائراً ونسأله عن اسمه، يعرفه، ونُريه آلة فيعرف اسمها وهكذا... أما هنا فنقول لشاب ما اسم هذا الشيء ؟ لا يعرف. لأنه لم يُعرَّف من قبل الآخرين بالمفهومات، لذا المفهومات عنده قليلة. الشاب من اتَّسع إدراكه بكثرة المفهومات هذا أمر أول.

والإدراك ثانياً قضايا. فالشمس تشرق مبتدأ وخبر، هذه قضية، ونحن نعلم قضايا لكنها ليست صادقة بشكل كبير، ولا نعلّم شبابنا وطلابنا صدق القضايا وربط المفهومات ببعضها ربطاً صحيحاً، وبالتالي يكون إدراك الشباب دون المستوى، ولا يمكن أن نحكم على الإنسان الذي لا يملك هذا الإدراك ولا يستطيع الربط بين المفهومات بصدق لا يمكن أن نصفه بصفة الشباب. فعندما نقول بلدنا جميلة هذه قضية، (بلد مفهوم، وجميلة مفهوم) لكن هل هذه القضية صادقة، هل الربط صحيح ؟! نتمنى أن تكون جميلة، لكن إذا أخبرنا عنها بالمبتدأ والخبر ليست جميلة لأننا لا نقوم بتجميلها، نرى الأوساخ متراكمة، خرابات...

سعة الإدراك تتناول المفهومات والقضايا، مفهومات كثيرة وقضايا صادقة.

2- اشتداد بنية: البنية القوية تكون بدفع الشر عنها واستجلاب الخير لها، عليك أن تدفع عن نفسك الجسمية ما يؤذيها، والملاحظ أن أغلب الشباب لا يدفعون عن جسمهم ما يؤذيه، وبالتالي لا يمكن أن يتحلى الشباب الذي لا يدفع عن جسمه ما يؤذيه بصفة الشباب.

3- عمل دؤوب لا يعرف الملل ويتدارك بسرعة أي خلل يقع: عملنا معرَّض لمرضين: الملل والخلل: (فإذا فرغت فانصب)، انتهيت، ابدأ بعمل جديد لا يعرف الملل ويتدارك الخلل، الله قال: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) لماذا قال الله عز وجل: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) ؟ قلت: لأن أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة أعمال دؤوبه ورتيبه ودورية مستمرة، فمن أجل ألا يكون في صلاتك وزكاتك ملل ولا يكون فيها خلل، من أجل القضاء على هذين المرضين المحتملين عليك أن تكون مع الجماعة، ومن هنا نقول من أجل أن تبقى شاباً تتدارك الخلل والملل عليك أن تكون مع جماعة في جمعية كما في جمعيتكم التي تنتسبون وننتسب إليها، لأننا نعمل جميعاً من أجل مكافحة الأمية، وجودك في جماعة يذهب عنك الملل ويصحح لك الخلل: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين).

4- طموح قيد الإنجاز: ما كل ما تتمناه أنت يسمى طموحاً، الطموح الذي ترسمه له خطة الإنجاز، هو هذا الطموح الذي نبحث عنه، هنالك طموحات لا تسمى طموحات لأنها فوق العمل الذي تقوم به وفوق التخطيط الذي يمكن أن تطوله أو تصل إليه، هذه أمنيات وهذه تمنيات، والتمنيات هذه لا يمكن أن تسمى طموحاً، الطموح هو ما كان ضمن الخطة التي وضعتها أنت وما كان امتداد العمل الذي سلكته. أنا أريد الآن أن أصنع النصر لأمتي، عليك أن تضع هذه الكلمة في حدود الأبعاد التي يمكن أن تتحقق من خلال عملك وعمله وعملها و... أما أن تضع كلمة ولا تعرف كيف يمكن الوصول إليها ولا تمتلك الأدوات التي توصل إليها فهذا ليس طموح لذلك قلت: طموح قيد الإنجاز.

5- وعي المسؤولية: هي الصفة الخامسة للشباب وعي المسؤولية استشعار، يجب أن تستشعر مسؤوليتك عن الأمور والصفات الأخرى التي ذكرناها، ينبغي أن تستشعر مسؤوليتك عن سعة إدراكك، عليك أن تفحص سعة إدراكك في كل يوم، هل ازددت في هذا اليوم تعرفاً على مفهومات جديدة، هل تحققت من قضية من ربط بين مفهومين، كان هذا الربط في الأمس غير صادق، اليوم سعيت من أجل أن يكون هذا الربط صادقاً أم أن يومك هذا الذي تعيش فيه كأمسك ؟ لذلك ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الطبراني: (إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علماً يقربني إلى الله فلا بورك لي في شمس ذلك اليوم) لا أزداد فيه علماً يتناول المفهومات ويتناول القضايا، يتناول المفهومات أريد أن أتعرف على الجديد على مفهوم جديد على تعريفٍ، على بُعد تعريفي ومعرفي بمفهوم جديد، على حد، على رسم، وأريد أن أتعرف على قضية كانت في الأمس غير صادقة اليوم تبينت أنها بالأمس غير صادقة، اليوم أريد أن تكون هذه القضية قضية صادقة بالأمس، تحدثت عن ربط مفهومين فقلت: الطالب السوري قوي في لغته، كنت أتكلم هذا في مؤتمر ما في ندوة ما بيني وبين عائلتي، اليوم علي أن أعيد النظر هذا من باب وعي المسؤولية، علي أن استشعر مسؤوليتي عن سعة إدراكي، وعلي أن أعي مسؤوليتي عن اشتداد بنيتي، هل اشتدت رعاية لبنيتي لجسمي الذي أودعه الله عز وجل عندي، فجسمي أمانة من الله عز وجل عندي فهل أنا خائن للأمانة ؟ هل أنا أسهر ؟ هل استيقظ باكراً ؟ هل أقاوم الرغبات الشهوانية هل أغلِّب الرغبات العقلية أو المرادات العقلية على الرغبات الشهوية على أغلب البعد العقلي على البعد المادي... الخ. أسئلة كثيرة أريد أن أطرحها على نفسي في كل يوم وإلا إن لم استشعر المسؤولية، وقلت في يوم من الأيام قالوا أنا أفكر إذاً أنا موجود، لكنني أقول: أنا استشعر المسؤولية إذاً أنا موجود. أنا أحس بالمسؤولية إذا أنا موجود. علي أن أسأل نفسي عن عملي الدؤوب هل هذا العمل الذي أقوم به تقوم به كل مقومات العمل ؟ يجب أن أسأل نفسي عن طموحي، هل أنا صاحب طموح أم أنني كما قلت اليوم نربي ولدنا أو تلميذنا أو طالبنا الخ ... إلى مرحلة معينة عندنا كل هذه الوسائل التي تجعل منه في سنه إنساناً راقياً أو إنساناً جيداً أو إنساناً ممتازاً لكننا لا نمتلك البرامج التي تجعل من هذا الإنسان فوق هذه السن إنساناً يقوى ويزداد رقياً بعد هذه السن، بعبارة أخرى كأن مشاريعنا التربوية والاحتضانية والرعوية هي لإنسان يبلغ الصف الرابع الابتدائي ولا نملك البرامج التي يمكن أن نتابع من خلالها هذا الطالب إلى الصف التاسع أو العاشر... هنا نقف، مشاريعنا تكتنف الطالب في سن صغيرة فإذا ما وصل إلى الصف التاسع لم يجد الطالب حوله ما يحفّه كما كان يحف عندما كان في الصف الرابع وبالتالي يبقى منعتقاً من برامج تحصنه ويضيع الشاب. ويبقى حبيس نفسه ومخططاته التي هي على قياسه لا أكثر ولا أقل.

الشباب هم المعنيون أولاً وأخيراً ببناء الإنسان وبناء الأوطان، هم المعنيون لأن يكونوا المنطلق والمرتكز والعون، هؤلاء الشباب عليهم أن يضعوا في أذهانهم هذه الصفات التي تكونهم ولينظر كل منا نفسه هل تمتلك سعة إدراك ويتسع للمفهومات والقضايا ؟ هل تهتم بجسمك من أجل أن يكون قوياً وتحفظه من كل مكروه ؟ هل أنت في عمل دؤوب يناسبك ترى فيه نفسك وتطور فيه ما حولك، أم أنك تعيش القصور الفاعلي والقصور الفعلي ؟ هل أنت تمتلك مشروع طموح قيد الإنجاز تحاول أن تحققه ؟ هل تستشعر المسؤولية عن هذه الأمور ؟

نحن هنا من بلد واحد ونعيش في مكان واحد، وأنا ما أتيت من أجل محاضرة علمية أرش كلماتها عليكم، أنا هنا من أجل أن نتدارس، هذا ما أعرضه عليكم وعليكم أن تفكروا وما أريد أن نتناقش الآن في هذا الذي أتكلم به ولكن ضعوه في أذهانكم واكتبوه وليفكر كل منا في هذا الأمر. هذه معالم الشباب هل شبابنا يتصفون بهذه الصفات ؟ والشباب ليس مرحلة عمرية. هذا الشق المتعلق بالشباب.

وقبل أن أتحدث عن العمل التطوعي أسأل: ما العمل، ما مكونات العمل ؟

مكونات العمل أربعة أمور هي: الجهد، النظام، الغاية، الهدف.

الجهد وهو الحركة السلوكية الصادرة عنك والمناسبة لك.

النظام هو الإطار المكتنف لهذا السلوك.

الغاية هو ما ترجو تحقيقه من هذا الجهد المنظم.

الهدف أمر معزز تُعطاه لا تطوله أنت ولكن تعطاه.

ولنضرب مثالاً على ذلك: لاعب كرة القدم ينزل للملعب. هناك جهد ونظام وغاية، وهدف الجهد هو الحركة السلوكية التي يبذلها وهذا الجهد يختلف عن جهد يبذله لاعب كرة اليد أو الطاولة... هذا الجهد فيه نظام قوانين للعبة كرة القدم لذلك النظام هو الإطار المكتنف لهذا السلوك والقواعد الناظمة له. هناك غاية، غاية كل جهد منظم الإحسان الإتقان، هذا اللاعب يحاول أن يبذل الجهد ضمن النظام بشكل متقن صحيح.

مثال آخر قراءة القرآن لها جهد في القراءة ونظام هو أحكام التجويد وإعطاء كل حكم حقه وغاية هي إتقان القراءة وتلاوته كما يجب بشكل متقن، والهدف معزز أعطاه هذا الهدف بشكل عام كمسلمين نحن له مستوى دنيوي ومستوى أخروي فأنا الآن على قراءة القرآن سأعطى الهدف في الدنيا والآخرة فإذا كنت طالب الهدف في الدنيا النجاح، النجاح ليس بغاية، الغاية إتقان، قد يأتي أستاذ ظالم أقرأ بشكل صحيح ولا أنجح. لاعب كرة القدم غايته الإتقان، الهدف هو الهدف فليس كل لاعب بشكل جيد يُدخل هدفاً وإنما ربما الفريق غير المتقن هو من يدخل هدفاً بسبب من الفريق الأول.

الروعة اليوم أن لا أنظر إلى الهدف لأنه متى سكنني الهدف ضعت على الغاية أن تسكنني، فإذا دخلت الملعب وغايتي الهدف لن أنجح، عندما أدرس غايتي إتقان الدراسة لا التفكير بالنجاح فالنجاح حاصل غير مقصود كما يقول المناطقة. إذا كانت غايتك تحسين العمل فستنجح أما إذا كنت أدرس وأفكر بالنجاح لن أقوم بالعمل بشكل صحيح، عليك أن تربط جهدك المنظم بغايته وهي الإتقان أما الهدف فستعطاه، وهنا يأتي العمل التطوعي وهو الإنسان التطوعي هو الذي يجمع بين الجهد والنظام والغاية. أما غير التطوعي فهو يحذف الغاية ويربط الجهد والنظام بالهدف وقد يتحقق الهدف بدون جهد بدون غاية عنده مقبول. ممكن للمعلم أن يضيع الوقت ويوقع على دفتر التوقيع. العمل التطوعي هدفه غير ظاهر، عندما أقوم بمحاضرتي الآن إن قال لي قائل كم ستـأخذ عليها ؟ قلت خمسين ألف. قال جيد وتحتاج لتحضير كبير. أما إذا قلت سآخذ خمسمئة ليرة، فسيقول لي: لا تستاهل هذه المحاضرة التحضير والتعب. ربطها بالمال، لذلك قلت المال هدف وليس غاية، وشتان بين من يربط العمل بالغاية ويثبت إنسانيته وحريته، وبين العبد بالمعنى السلبي الذي يربط عمله بالهدف: "تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة..." إذا ربطه بالهدف لن يكون في عمله فالحاً ولا ناجحاً ولذلك قلنا نتكلم عن التطوع، المتطوع حر وليس هذا معناه أنه لا يأخذ مالاً فربما يأخذ وهو متطوع وممكن أن لا يأخذ ويسمى غير متطوع، ربط العمل بالسمعة بالشهرة بالمال ولم يأخذ... لذا جاء في الحديث "أول الناس قضاء يوم القيامة ثلاثة: رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها ؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال: فلان جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار..." لكي تحصد الثناء من الناس... فالقضية لا علاقة لها بالمال وعدمه القضية أنا هل أربط الجهد المنظم بالغاية وهي الإتقان ؟ أينما كنت أتقن عملك، متقن في عمله وهو صغير أفضل من غير متقن في عمله وهو كبير، هذا متطوع وأنا أرى منها إشعاعات جميلة، سئلت في قوله تعالى: (فمن تطوع خيراً فهو خير له) فقلت تطوع يعني طوَّع نفسه من أجل أن تكون متحكماً بها حتى يجعل جهده يحقق غايته، فمن بذل جهداً من أجل أن يطوِّع عمله حتى يحقق غايته، أما الغير متطوع هو من يأسره عمله من خلال هدفه: المال، السمعة، الثناء.. لذلك حرٌ يربط سلوكه بغايته وغير المتطوع يربط عمله بهدفه فقيمته على قدر قيمة العمل المادي.

أختم حديثي بما أكرره دائماً الفعلة لها مستويان مضموني وأسلوبي، سأضرب مثال: لي عليك دين جئت لتعطيني الدين ورميته في وجهي فمن حيث المستوى المضموني أديت الدين أما المستوى الأسلوبي لم يتحقق، هنا بالنسبة للمتطوع المستوى المضموني والأسلوبي رائع لأنه ربط الجهد بالغاية، تكامل المستوى المضموني والأسلوبي.

فيا إنسان أتريد أن تكون بعملك متطوعاً، اربط جهدك المنظم بغايتك تكن متطوعاً، ومن أجل أن تتقن ربط الجهد بالغاية عليك أن تراعي العمل بمستوييه المضموني والأسلوبي ومن أجل تحسين مستوى العمل بمستوييه استشعر بأن الله يراك ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" يراقبك ويطلع عليك، فراقبه وراقب نفسك وتصرفاتك عندما تكون مراقباً.

ألخص ما قلت العمل جهد، نظام، غاية، هدف. والعمل التطوعي يربط الجهد المنظم بالغاية ولا ننظر للهدف ولا أقول لا نريده، نريده لكنه ليس أمامنا، فأمامنا الغاية الإتقان ومن أجل ان نربط الجهد بالغاية لا بد من أن ندرك أن للجهد مستويان مضموني وأسلوبي ومن أجل أن نضمن هذين المستويين يجب أن نستشعر أننا مشاهدون إن كنا بيننا وبين أنفسنا فنحن مشاهَدون من قبل ربنا، وتصوروا لو أن المجتمع يراقب ربه في تصرفات أعتقد أننا سنكون متطوعين، والعمل لن يكون ناجحاً إلا إذا كان تطوعيا، ولا يعني تطوعي ألا تأخذ مالاً، والتطوع هو العمل الخيري والمال أحد ملايين مقومات العمل، وليس التقييم الوحيد للعمل من خلال المال فربما كلمة بسمة هدية رمزية ذكر لك فيما بعد... عندها نحن شباب متطوعون نبني المجتمع المنشود فاللهم اجعلنا شباباً متطوعين عاملين ينتبهون لمقومات الشباب ولمقومات العمل التطوعي، وأشكركم شكراً جزيلاً. والسلام عليكم.

التعليقات

شاركنا بتعليق