بدعوة من الفعاليات الاقتصادية الصناعية والتجارية والسياحية والزراعية، أقيم في فندق ديديمان حلب مؤتمر بعنوان: "رؤية الفعاليات الاقتصادية الوطنية في حلب نحو سورية جديدة تحت سماء الوطن" بتاريخ 6/ 7 / 2011. وكان لفضيلة الدكتور محمود عكّام مفتي حلب مداخلة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
"إن ما تمر به سورية اليوم هو محنة وامتحان، ليميز الله من خلاله الخبيث من الطيب، ومَنْ يحب وطنه من الذي تستهويه المنافع الشخصية والمصالح الخاصة، ولقد آن الأوان لنتذكر واجبنا نحو هذا الوطن ونقوم به خير قيام، وواجبنا هو: محبة ووفاء، وبذل وعطاء، وتضحية وفداء، ومَنْ لم يقم بذلك ويتحقق به فعليه أن يعيد النظر في مواطنيته: (الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) العنكبوت (1-3)".
وبيّن فضيلته: "أن ثمة مواطناً أكبر ومواطناً أصغر وهذا فرز وظيفي لا أكثر ولا أقل، وعلينا جميعاً أن نتطلع إلى المواطن الفضل، وهو ذاك الذي يحب ويفي ويبذل ويعطي ويضحي ويفتدي، وليس بالضرورة أن يكون المواطن الأكبر هو الأفضل، فلربما كان الأصغر أفضل من الأكبر، فهيا يا بني وطني من أجل التحقق بواجباتنا نحو الوطن فنكون الأفضل.. وإيانا أن يكون تطلعنا نحو الأكبر والأفخم وإلا سقطنا في الفساد والضياع كما حال أكثرنا اليوم وللأسف".
ثم كانت لفضيلته مداخلة أخرى قال فيها:
"إن ما ننادي به جميعاً وكلنا متفقون عليه هو: "الحرية" وهذا صحيح لأن الوطن يعني أرضاً وحرية، وإذا ما انتزعت الحرية من الوطن غدا الأخير أرضاً قاحلة جرداء، والحرية تقوم على أربعة أركان: (الحوار، والمعرفة، والوضوح، والمسؤولية)، وعلى الدولة التحلي بها، كما على الشعب، بل على الدولة أن تبذل وسعها ليتحلى شعبها بها، وإلا فهي قامعة فاسدة، ومن هنا فأنا أطالب كل مسؤول صغرت دائرة مسؤوليته أم كبرت، أكان مدرساً أم مديراً أم وزيراً أم رئيساً أن يقف أمام مَنْ هو مسؤول عنهم ويقول تلك الكلمات الرائعة التي قالها ابتداءً أبو بكر الصديق: "وُلَّيت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوِّموني، الصدق أمانه والكذب خيانة، الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم".
وختم الدكتور عكام بقوله:
"وأخيراً: لا أريد أن يقول قائلنا فليبدأ كل منا من نفسه، فنحن حينما نتكلم عن مسؤولنا فإننا نتكلم عن أنفسنا، وهو أولى بالمساءلة من غيره، لأنه وضع نفسه هذا الموضع فليتحمل التبعات".
ثم شكر فضيلته الفعاليات الدَّاعية ممثلة بالغرف: الصناعية والتجارية والزراعية والسياحية، ورؤوسها الأفاضل الأستاذ رامي مارتيني، والأستاذ فارس الشهابي، والدكتور حسن زيدو، والأستاذ حسين سلامة.
التعليقات