هي أمِّي، هي أصَالتي، هي مَحضِني، هي مَوئلي، هي وجداني ووجودي، والفرق بينهما أن الوجدان وجودُ عاطفة وحبّ ومعنى، والوجودُ: وجودُ جسمٍ ومبنى، ولا شكَّ في أنَّها سببٌ مباشر لكليهما وأنا فيهما مَدين لها، ومعهما يأتي الوَجد وهو الجود بالوجدان والوجودُ من أجلها، وعلى هذا فمَنْ أحقُّ النَّاس بحُسن صحابتي ؟ يا رسول الله، يا عظيمَ الإنسانية، يا ابنَ آمنة، وأبا الزهراء: والجوابُ منه: أمُّك، ثم أمُّك، ثم أمُّك: وجوداً ووجداً ووجداناً.
فيا أيَّتها الأمّ ويا ذاتَ الأيادي والأفضال، ويا صاحبة الجَلالة والإجلال: مني إليكِ عظيم التَّقدير ووافر الاحترام، وكبير التبجيل، أينما كنتِ وحيثما حللتِ، أمَّا أنتِ يا أمِّي أيتها المنجِبة النَّجيبة، الحَميدة المحمودة، الحَانية الوَدودة: طِبتِ حيثُ أنتِ في مقامٍ أمينٍ بصُحبة الصِّديقين والأولياء والصالحين، لكِ مني الوفاء كله، والحبُّ أرقاه وأجلُّه، والرجاء إليك أن لا تقطعي عني أنظارك وألطافك، يا مهجةَ القلبِ ويا نور العين. وأعتقد أنَّك على علمٍ مؤكَّد بسرٍّ منك يدعمني في سيرتي ومسيرتي، فالحمدُ والشُّكر والمنَّة والفضلُ لله الحق الرحمن الجواد على نعمٍ وفيرة أسبَغها عليَّ ومِن أجلِّها أنك أمِّي يا أمي.
حلب
21/3/2018
محمود عكام
التعليقات