أما الإخلاص: فإنه الأساس ما دامت الأعمال بالنيات كما قال سيد المخلصين محمد صلى الله عليه وسلم، ولا شكَّ في أنَّ الله جل شأنه سائلٌ كلَّ خطيبٍ عمَّا أراده من خُطبته، ومن كانت خُطبته لله ورسوله فخُطبته عظيمة، وأما الإيجاز: فإنه منهج سيدنا وقائدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فعن جابر بن سمرة قال: "كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً" مسلم. وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مَئِنَّةٌ من فقهه" مسلم. بل لقد أمر بذلك، وها هو ذا عمار بن ياسر رضي الله عنه يقول: "أَمَرنا رسول الله بإقصار الخطب".
وأما التَّوضيح: فليكُن الكلام والحديث في المفهوم وذي الدلالة البيِّنة الواضحة الجليَّة، فما أجمل الخطبة عن الصدق والأمانة والوفاء والعدل والعمل والعلم والمعرفة والحياء والهمَّة والخير والإنسانية، إذ ليس ثمة عاقل لا يوافقك أيها الخطيب على ضرورة التأكيد على هذه القيم وترسيخها في مجتمعات الدنيا كلها على اختلافها.
حلب
6/5/2019
محمود عكام
التعليقات