قَبَسَاتٌ أَخلاقية مِن السِّيرة النَّبويَّة
مَوسُوعة
عِلم مَكارم الأخلاق بين النَّظريَّة والتَّطبيق
تَأصيلُ علمٍ إسلامي جَديد
عن دار المنهاج (جدة- السعودية) ودار طوق النجاة (بيروت – لبنان) صدر الجزء الخامس من موسوعة: (عِلم مَكارم الأخلاق بين النَّظريَّة والتَّطبيق - تَأصيلُ علمٍ إسلامي جَديد) وهو بعنوان: (قَبَسَاتٌ أَخلاقية مِن السِّيرة النَّبويَّة) وهو من إعداد الدكتور الشيخ محمود عكام.
يذكر أن فكرة الموسوعة والإشراف عليها هي للأستاذة الدكتور سعاد الحكيم والأستاذ الدكتور هاشم محمد علي حسين مهدي.
وقد كتب الأستاذ الدكتور هاشم محمد علي حسين مهدي راعي الموسوعة مقدمة حوت دراسة شاملة عن الكتاب ومزاياه، وأثنَت على الدراسة الفريدة التي تميزت عن باقي الدراسات للسيرة النبوية، وربما يكون هذا الكتاب – حسب الدكتور مهدي – هو البادرة الأولى لمحاولة جمع مسائل الأخلاق وفقهه من المواقف والأقوال النبوية (فقه الأخلاق في السيرة النبوية). ولم يحصر المؤلف عمله بالوجه القولي أو بالوجه الفعلي للخلق النبوي، بل جمع الوجهين معاً ليظهر بوضوح العمق الإنساني والامتداد الاجتماعي للخلق المحمدي العظيم.
وأضاف: هذا الكتاب ليس مجرد إضافة علمية هامة إلى الموسوعة كالكتب التي تتحدث عن أخلاق العلماء والفقهاء والزهاد والصوفية، بل هو مكون أساسي من مكونات "نواة" الموسوعة.. وذلك، لأن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثه الشريف هما نبعان صافيان، يستقي من معينهما علماء المسلمين وعامة المؤمنين: أمور دينهم وأخلاق معاشهم.
وفيما يلي نص التقديم:
هذا الكتاب
الفكرة العامة للكتاب:
إن الكتب التي تصدَّت لكتابة السيرة النبوية الطاهرة يتجاوز عددها الآلاف، وهي متوافرةٌ في المكتبات الوطنية العامة والخاصة، وفي طبعات ورقية ورقمية.. لذا، فإن هذا الكتاب ليسَ صيغةً جديدةً لرواية السيرة النبوية الطاهرة. بل يحاول أن يلتقط قبساتٍ أخلاقية من السيرة النبوية تضيء للإنسان جوانب حياته الاجتماعية.
إن فكرة الكتاب تهدف إلى إراءة أخلاق الإسلام في أكمل صورها وأرهف تفاصيلها، كما تجلَّت في سلوك صاحب الخُلُق العظيم محمد صلى الله عليه وسلم.. وتعمل على تبيان أن الحقيقة الأخلاقية الأصيلة – كما شهد عليها الصحابة في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم – مجدولةٌ بالرحمة والحكمة والحبّ للجنس البشري بأكمله بل للكائنات جميعاً.
وتستند فكرة الكتاب إلى أساس متين؛ وهو أن السيرة النبوية الطاهرة هي مصدرٌ من مصادر التشريع الأخلاقي في الإسلام، المتفق عليه بين كافة المدارس العلمية والفكرية الإسلامية، على اختلاف تأسيساتها وتوجهاتها.. تماماً كما هي مصدرٌ من مصادر التشريع الفقهي المجمَع عليه بين كافة المذاهب الفقهية.
مضمون الكتاب:
إنّ هذا الكتاب لا يدَّعي الإحاطة والإحصاء والاستقصاء لكل خُلُق نبوي ظهر في قولٍ (حديث شريف) أو فعلٍ (سيرة طاهرة).. بل يطمح لأن يفتتح الحوار ويمهّد الدّرب للباحثين للحفر في نصوص السيرة النبوية ولاستنباط قيم سامية تفيد إنسان اليوم وتُصلح له حياته وعلاقاته؛ في مجتمع تعددي متنوع، ومنفتح على الجوار العالمي.
ورغم تواضع الدَّعوى إلا أن المؤلف استطاع أن يختار بصرامة علمية وأناقة بحثية (26) ستة وعشرين خُلُقاً محمَّدياً. وقد أفردَ لكل خلق فصلاً مستقلاً، وقد أحصينا ما حشد للتدليل على هذه الأخلاق الست والعشرين فبلغ (903) تسعمئة وثلاثة أحاديث نبوية و(730) سبعمئة وثلاثين رواية لموقف حياتي نبوي.
مزايا الكتاب:
يفتح هذا الكتاب نافذة نطل منها على زمن مبارك من أزمان الوجود الإنساني على سطح الأرض.. زمن كان فيه المعلم والمزكي صلى الله عليه وسلم يمارس تعليمه لآيات الله سبحانه وتزكيته لنفوس المؤمنين؛ بالكلمة الطيبة الحكيمة وبالأسوة الحسنة. وهذه الإطلالة عبر السطور سمحت لنا باستشفاف مزايا في الكتاب عديدة، نكتفي بذكر مزيتين منها:
المزية الأولى: لقد اجتهد جماعة من الفقهاء الأولين في جمع مسائل (أحكام فقهية، مغازي، أسس وضوابط العلاقات بالآخر...) من الوقائع المسرودة في السيرة النبوية وفي الحديث النبوي الشريف.. وتابعهم الخلَف الصالح وصولاً إلى اليوم حيث اشتهرت كتب لفقهاء معاصرين عملوا على استنباط – ما استطاعوا – من أحكام فقهية، في العبادات والمعاملات، من ثنايا دواوين روايات السيرة النبوية (فيما عُرف تحت عنوان: فقه السيرة النبوية).
ربما يكون هذا الكتاب هو البادرة الأولى لمحاولة جمع مسائل الأخلاق وفقهه من المواقف والأقوال النبوية (فقه الأخلاق في السيرة النبوية). ولم يحصر المؤلف عمله بالوجه القولي أو بالوجه الفعلي للخلق النبوي، بل جمع الوجهين معاً ليظهر بوضوح العمق الإنساني والامتداد الاجتماعي للخلق المحمدي العظيم.
المزية الثانية: لقد رصد المؤلف ستة وعشرين خُلقاً محمدياً على مستوى القول والفعل. وقد جاء رصده لهذه القيم الإنسانية يشبه النور الحر الذي يشعُّ في الاتجاهات كلها حوله.. ومن هنا، فقد يشكل هذا الكتاب مادة بحثية للدارسين، تمكنهم من استنباط ضميماتٍ أخلاقية من منظومة القيم الإسلامية المتجلية في الحياة المحمدية. ونشارك في محاولة إعادة تشكيل للقيم الست والعشرين، فنقسمها إلى أربعة ضميمات: 1) ضميمة كبريات الأخلاق واساسياته؛ كالأمانة والصدق والعدل والوفاء والرحمة والحياء. 2) ضميمة الأخلاق التي تحفظ كرامة الإنسان؛ كالعفاف والطهارة والتقوى والقوة والإيثار والصبر والكرم. 3) ضميمة أخلاق قد لا يحتسبها البعض من الخُلق ولا يلقي إليها بالاً؛ كالحب والود والبشاشة والاحترام والأدب والعلم الوفير. 4) ضميمة رحمانية الأخلاق الإسلامية؛ كالرفق والتواضع والعفو والبر والتيسير والسلام والشفاعة.
وهذا ينبهنا إلى أن الإنسان يتحرك في فضاء منظومة الأخلاق الإسلامية الكبرى، التي تتحرك فيها القيم وتتشكل وتجتمع في ضميمات اخلاقية، تتشابك وتتساند لتحفظ الهيئة الباطنة للإنسان في أحسن تقويم.
دور الكتاب:
هذا الكتاب ليس مجرد إضافة علمية هامة إلى الموسوعة كالكتب التي تتحدث عن أخلاق العلماء والفقهاء والزهاد والصوفية، بل هو مكون أساسي من مكونات "نواة" الموسوعة.. وذلك، لأن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثه الشريف هما نبعان صافيان، يستقي من معينهما علماء المسلمين وعامة المؤمنين: أمور دينهم وأخلاق معاشهم.
إضافة إلى هذا الدور الأخلاقي التأسسي العلمي، نلقت إلى دورين لهذا الكتاب: أولهما واقع والثاني مأمول، وهما:
الدور الأول: إن هذا الكتاب مع كتاب آخر من المجموع الأول لهذه الموسوعة، وهو كتاب "الشمائل النبوية والمعجزات المحمدية"، يتكاملان موضوعياً مع "معجم الأخلاق في الحديث النبوي" الذي تشكل مجلداته المجموع الثالث من هذه الموسوعة.
الدور الثاني: يخبرنا القرآن الكريم ويحدثنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول المسلمين. وهي أولية وجود ومكانة، وأولية السَّبق إلى طاعة الأمر الإلهي.. فلا يوجد في القرآن الكريم إمر إلهي ولا نهي إلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول العاملين له (إن كان الأمر والنهي يشملانه صلى الله عليه وسلم).. وفي المقابل، لم يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالتحلي بخصلة نبيلة أو بترك خصلة مرذولة إلا كان أول الفاعلين وأحسن التاركين.. صلوات الله عليه.
ويظهر هذا الكتاب بوضوح؛ أن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأخلاقي أوسع وأبعد مدى من قوله الأخلاقي وأوامره الأخلاقية للمؤمنين. مثلاً: قد يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالرحمة ويقول صلى الله عليه وسلم: ((ارحموا من في الأرض)) (الترمذي). ثم إذا نظرنا – بعين النصوص – إلى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن رحمته صلى الله عليه وسلم مذهلة وتفوق تصوراتنا؛ من حيث سعتها وشموليتها. وتشمل الرجال والنساء والأطفال والحيوان والطير والأشياء حتى جذع شجرة.
وفي هذا دعوة للمؤمنين أن يكون فعله الأخلاقي أوسع وأبعد مدى من قوله الأخلاقي. فإن لم يكن ذلك مستطاعاً فعلى الأقل يكون فعله مساوياً لقوله.. ونعوذ بالله سبحانه من أن تخالف أفعالنا ما نقول بأفواهنا.
راعي الموسوعة
أ.د. هاشم محمد علي حسين مهدي
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات