قرأت وأنا صغير عبارة هي حكمة وقد عُلِّقت على أعلى الجدار في دكان صغيرة في منطقة ما من حلب القديمة، تقول هذه الحكمة: الأيام صحائف آجالكم فخلدوها بأحسن أعمالكم.
نعم عمرك أيها الإنسان عبارة عن صفحات في سجل، فَقَلِّب هذه الصفحات التي مضت، وتذكر ما كنت قد كتبته فيها من أعمال وأقوال وأحوال، وإني على يقين أنك ستقف أمام بعض الصفحات معجباً مسروراً، فاحمد الله واشكره، واجتهد في أن يكون أغلب السجل هكذا، فإن وصلت إلى صفحات تخجل من قراءتها فضلاً عن ذكرها فاستغفر الله وأسرع، وقبل المغادرة اكتب اعتذاراً فعساه يمحو ما في الصفحة أعلاه، والاعتذار توبة، والتوبة ندم إيجابي وعزم على عدم العودة، ورد المظالم إلى أربابها إن كان الأمر يتعلق بالعباد أعراضاً أو أموالاً أو دماء، وثمة ما يدعو إلى ذلك أيضاً وهو أنك لا تدري عدد الأوراق والصفحات التي بقيت في السجل، ولا يمكنك أن تدري، فإن أصبحت فلا تنتظر المساء، وإن أمسيت فلا تنتظر الصباح كما ورد عن سيد الحكماء محمد صلى الله عليه وسلم.
وها أنت ذا أمام صفحة هي يومك الراهن فهيا إلى قلم الإخلاص لتكتب به أشرف الأعمال وأصلحها على أسطر الساعات المغتنمة ليلاً أو نهاراً: (يا أيها المزمل. قم الليل إلا قليلاً. نصفه أو انقص منه قليلاً. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً. إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً. إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً. إن لك في النهار سبحاً طويلاً).
حلب
23/8/2022
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg /
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات