|
أما بعد :
أيها الإخوة المؤمنون من وقت لآخر يقوى صوت في داخلنا يقول : لماذا ندعو إلى
الإسلام وقوة الصوت هذا إنما آتية من ظروف تطرأ ، ومن حالات تقع ، ومن أمور
تستبين . وإنما يقوى الصوت هذا جرَّاء أحداث تمر هنا وهناك ، يريد هذا الصوت أن
يلقى الجواب من قناعتنا ليستمر في دعوته إلى هذا الذي أحبه وأعتنقه ، إلى
الإسلام الذي آمن به ، يريد أن يسمع الجواب من وجداننا ، من كل تصرفاتنا من أجل
أن تكون فرصة أيضاً تُغتَنم لدعوة الآخرين لهذا الدين عبر مسارٍ عقلي لا يعرف
الالتواء ومسار فطري لا يعرف الزيغ . فالإسلام دين الإنسان أينما وجد الإنسان ،
والإسلام إنما هو حقيقة الأشياء على اختلاف أنواعها على ما هو . فالسماوات
والأرض والجبال والشجر والحجر والمدر كل ذلك يسلم لله عز وجل اضطراراً ، كل ذلك
يعلن استسلامه للذي خلقه وبرأه . ويبقى الإنسان مكلفاً من أجل أن يُذعن لله
الذي خلقه وبرأه وصنعه اختياراً بعد أن رأى الاضطرار أمامه عبر الأشياء وخواصها
.
أيها الإخوة المؤمنون - وبكل بساطة - حينما ننادي بالإسلام وحينما ندعو للإسلام
وحينما نتعاطف مع المسلمين في كل بقاع الأرض فإنما نندفع بذلك لأن ذلك يعني
الفطرة ، ويعني الانسجام مع الإنسان . يعني رد الإنسان إلى حقيقته حرصاً عليه
وحباً له . يعني أننا نريد لهذا الإنسان أن يكون متناغماً مع الكون وأن يكون
واضح الرؤية ، وما كلامنا هذا عن عقله ببعيد ، ولا عن قلبه بغريب ، ولا عن
فطرته بشاذ . ندعو إلى الإسلام وإن كنا نعلم أن واقعنا لا يمكن أن يكون الداعم
الفعلي لقولنا لكننا سنبقى ندعو إلى الإسلام ، سندعو أنفسنا وسندعو الآخرين
وسندعو الناس كافة في كل بقاع الأرض ، لأن الله عز وجل ارتضى هذا الدين لكل
الناس وهكذا قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في القرآن الكريم : (
إني رسول الله إليكم جميعاً ). لقد جاءت في القرآن الكريم آيات تبين أن الله هو
الخالق ، أن الله هو البارئ أن الله هو الصانع فهاهو القرآن الكريم يقول : (
وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر )، ويقول أيضاً : ( وخلق كل شيء
فقدره تقديراً ) ، والقرآن تحدى ونادى الإنسان أن ينظر يميناً وشمالاً هل من
خالق سوى الله ؟! : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من
رزقه وإليه النشور . أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تَمور . أم
أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير . ولقد كذب الذين
من قبلهم فكيف كان نكير . أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن
إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير . أمن هذا الذي هو جندٌ لكم ينصركم من دون الرحمن
إن الكافرون إلا في غرور . أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجُّوا في عتو
ونفور . أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أم من يمشي سوياً على صراط مستقيم )
آيات تتحدى وآيات تلفت النظر : ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت )، ( فلينظر
الإنسان مِمَّ خُلق . خُلِق من ماء دافق ) .
كما قلنا : إذا كان الله هو الخالق فما عليك أيها المخلوق إلا أن تستسلم لله عز
وجل عبر كل أمورك ، وعبر كل جوانب حياتك ، عبر كل مستوياتك ، عبر مختلف أفعالك
وأقوالك . عليك أن تستسلم له . ولا تظنَّن أيها الأخ المؤمن المسلم ، أيها
الإنسان الذي يعلن التمرد ، لا تظنن أن الله عز وجل بغافل عما يعمل الظالمون (
فوربك لنسألنهم أجمعين ) ، لا تظنن أيها الإنسان أن من سبقك لم يكن ليؤمن بالله
عز وجل ، لا، إنما الإيمان كان مستقراً في الداخل ، في داخل كل إنسان منذ أن
خلق الله هذا المخلوق، منذ أن خلق الله آدم ، حتى إبليس كان يعتقد أن الله
خلقه، ولكنه تمرد وعصيان وكفر . ومن تمرد بعد ذلك من الناس فلا يمكن أن يُنسب
تمرده إلا إلى إبليس ليس إلا ، ليس إلى العقل ولا إلى القلب ولا إلى الوجدان .
الإيمان بالله مستقرٌ في الداخل ولا أدل على ذلك من أن نرى فرعون يوم جاءته
الماء وأصبح تحتها غريقاً ، قال كلمته التي يريد أن يقولها بحق إلا أن الزمان
لم يسعفه فلم تعد تنفعه تلك المقولة ، قالها في لحظة لم يعد لكلامه أي نفع ،
ولكنها حقيقة انبثقت من داخله : ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو
إسرائيل ) من جاء بعد فرعون قال أيضاً هذه الكلمات على اختلاف أشكاله وصوره ،
على اختلاف ظواهره واعتقاداته المدعاة ليس إلا . أيها الإخوة : سلوا اليهود .
إنهم يؤمنون بالله . سلوا النصارى . إنهم يؤمنون بالله . سلوا المشركين . إنهم
كانوا يعتقدون بوجود الله ، إنهم كانوا يقولون بأنهم ما يعبدون الأصنام هذه إلا
من أجل أن تقربهم إلى الله زلفاً ، كانوا يعتقدون أن هنالك إلهاً متصرفاً ، أن
هنالك خالقاً ، وهذه مقولاتهم. في الجاهلية كان هنالك اعتقادٌ بأن الله هو
الخالق ولقد قال الشعراء في الجاهلية ، قالوا وعبروا بأنهم يؤمنون بأن هنالك
إله فهاهو عنترة يقول :
يا عبلُ أين من المنية مهرب إن كان ربي في السماء قضاها
وهاهو ذا زهير يقول :
ومهما يُكتم الله يُعلم ولا تكتمن الله ما في نفوسكم ليخفى
ومهما يكتم الله يعلم ، هاهم الجاهليون يقولون هذه الكلمات وبعد ذلك يتتابع ،
حتى هؤلاء الذين قالوا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بأنه جاء بغير حق ، حتى
أولئك الذين كفروا بمحمد وهاهو أبو جهل كما جاء في كتب التفسير ، في القرطبي
وغيره ، قال في غزوة بدر: اللهم نصرك اللهم انصر أعلى الفئتين وأعظم الجيشين .
حتى أبو جهل . ويتتابع الناس أيها الإخوة بعد ذلك ليعلنوا أنهم يؤمنون ولكنهم
مع إيمانهم يشركون كما قلنا ، يتتابع الناس وبعضهم لا يشرك وبعضهم يشرك ،
وعلماؤنا في العصر الحديث يقولون بأن الإيمان بالله عز وجل أضحى ضرورة منطقية
لا يمكن للإنسان أن ينكرها ، بل أضحى بديهة لا يمكن للإنسان أن يناقشها ، بل
عليه أن يستند إليها لينطلق في مناقشات أخرى وحوارات أخرى ، وهاهم العلماء في
مخابرهم ، وهاهم العلماء في تجاربهم ، سلوا أيها الإخوة ، اقرؤوا كتاب : الله
يتجلى في عصر العلم و: رجال ونساء أسلموا ، و : لماذا أسلمت ؟ لتعلموا أن الله
حقيقة مطلقة ، ولتعلموا أن الإيمان بالله إنما هو انسجام للإنسان مع ذاته ،
إنما هو انسجام للإنسان مع فطرته ، إنما هو تناغم للإنسان مع الكون ولكن
المشكلة تأتي من جديد ، نسأل الناس هنا وهناك : أوَ تؤمنون بالله ؟ يقولون :
نعم . سلوا أبناءكم سلوا مسؤوليكم ، سلوا الناس جميعاً في وطنكم : أيؤمنون
بالله ؟ نعم بَلْهَ يقرؤون القرآن الكريم أحياناً ، إذا كنتم تؤمنون بالله إذا
كنتم تعتقدون بالله إذا كنتم تعلنون للناس أن لا إله إلا الله ، فعلام إذاً ؟
فعلام العدول عن شريعته ؟ إن الذي تؤمنون بوجوده هو الذي شرع لكم الإسلام ديناً
، ليس في الجامع فحسب وليس في المعمل فحسب وليس في المدرسة فحسب ولا في كل مكان
فحسب ، بل في كل زمان ومكان ووجدان وتصرف وقولة وحال وبسمة وضحكة ، في كل حال
لماذا تقولون بأنكم بالله تؤمنون ، ثم بعد ذلك نراكم لا تلتفتون إلى شرع الله
من أجل أن يطبق عليكم وعلى غيركم ؟ بله أكثر من ذلك - كما قلنا - لماذا تخافون
من الإسلام حينما يريد هذا الإسلام من خلال رجاله ، من خلال دعاته أن يظهر على
الساحة ؟ لماذا أيها الناس ؟ من يؤمن بالله ذاك الذي يؤمن بالله رباً ، ذاك
الذي يقول لا إله إلا الله ينبغي أن يطبق شريعة الله ، ينبغي أن يدعو إلى شريعة
الله : ( فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً ) . وأخشى ما أخشاه أن يكون
هناك أعداء - وهو موجودون - أخشى أن يكون هنالك من يلقي في روعنا ، من يلقي في
داخلنا انفصاماً لشخصيتنا ، نؤمن بالله في المسجد ولا نتبع شريعته في المدرسة
وهذا ما يريده أعداء الله منا هنا وهناك ، لا يريدون للإسلام أن يخرج خارج
المسجد ، وإنما يريدون للإسلام أن يبقى حبيس المسجد وأن يبقى حبيس المآتم وأن
يبقى حبيس الجلسات المغلقة التي لا تأثير لها على الواقع ، هكذا يريد أعداء
الله عز وجل ، والمشكلة أننا نصدقهم ، المشكلة أيها الإخوة أن كثيراً من شبابنا
بجهل أو بتجاهل ، بعلم أو بتعالم ، وما أظنهم عالمون ، يرفضون ما يرفض الغرب
ويقبلون ما يقبل الغرب وينادون بمقولة يقولها أعداء الله عز وجل ، لا أيها
الناس ، الإسلام مبتغانا لأنه انسجام مع فطرتنا ، ولأنه انسجام مع العقيدة التي
ينادي بها غيرنا فنحن صباح مساء نسمع من هنا وهناك من تلك الإذاعة وهذه الجريدة
ومن تلك المجلة نسمع القرآن الكريم يُرتل وقولة لا إله إلا الله تُقال ، فمن
أجل الحفاظ على عقول هؤلاء الذين يقولون ونسمع منهم لا إله إلا الله ، تناديهم
أن يلجؤوا إلى الإسلام في كل أحوالهم ، في كل سلوكياتهم ، في كل قضاياهم في كل
مجتمعهم ، في كل تربيتهم في كل ثقافتهم . نناديهم ونحن المحبون لهم ، نحن
المحبون للإنسان وإجمال دعوتنا ردّ الإنسان إلى حقيقته حرصاً عليه وحباً له
وإيماناً برضاء الله عز وجل يوم القيامة ، لنكون في الدنيا من الناجحين وفي
الآخرة من الصالحين . وإنني أيها الإخوة أقول لكم لعل الجاهلية الأولى كما
سمعنا خلال قولة من أبي جهل تتجلى وتظهر عبر اعتقاد بالله إلا أنهم يشركون مع
الله ، عبر اعتقاد بالخالق إلا أنهم يشركون مع الخالق ويرتكبون الآثام والفسق
والعصيان ، هذه هي سمات الجاهلية الأولى ، ولكن الجاهلية الأخرى التي يعيشها
بعضنا ، لكن الجاهلية الأخرى تظهر من خلال رفض من خلال عناد ، من خلال جحود
لعقيدة الإيمان بالله حتى ، فإن وجدت فهي ظاهرة ، وإن وجدت فهي ضعيفة وإن وجدت
فهي ظلال لا تكاد ترى منها وضوحاً ولا ترى لها أثراً وإن وجدت فهي عبارة عن
مجاملة يعيشها بعضنا من أجل بعض . أيها الإخوة إن الإسلام يتطلب كما قلنا في
الأسبوع الماضي عقيدة راسخة في القلب لا تنفعك عنها شريعة ظاهرة في كل ميدان من
ميادين الحياة ، في كل سبيل من سبل الحياة ، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ، وهكذا كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين ، وهكذا
أراد القرآن ، أراد القرآن منا أن نكون مؤمنين بالله في داخلنا وأن نكون مسلمين
في ظواهرنا : ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم
إلا خزي في الحياة الدنيا ) إلا خزي في الحياة الدنيا ، أوَ نريد لأمتنا الخزي
أيها الناس ؟ لا ورب الكعبة ، هذا طلبنا هذا دافعنا ، نحن نريد لأمتنا الرفعة ،
نريد لأمتنا النجاح في الدنيا والآخرة ، تلك دعوتنا تلك هويتنا نريد لها النجاح
في الدنيا والفلاح في الآخرة ، نريد الصناعة والزراعة ، نريد القانون الصارم
الذي يُستقى من شرع الله عز وجل ، نريد كل شيء ولكن لابد من أن يكون تحت قنطرة
الإسلام ، والإسلام يغطيه بقنطرة رائعة ، الإسلام يغطي كل تصرف ولعل بعضنا أيها
الإخوة ونتيجة تأثير أقوال من الآخرين ، أقوال تنبثق عن معاداة ليس إلا ، لعل
بعضنا ما زال في تردد ، أترى أن الإسلام فعلاً يغطي حقيقتنا يغطي وجودنا يغطي
صناعتنا يغطي تجارتنا ؟ نعم أيها الإخوة اقرؤوا كتب الحديث كما قلنا لكم ،
ليقرأ أولئك الذين يزعمون بأنهم مُقَنِّنون فليقرؤوا كتب الحديث وإن وجدوا
نقصاً في كتب الحديث فليخبرونا ، أما أن يرفض الأمر لصورة مزينة في داخلهم من
خلال غرب يعادي الإسلام من خلال أعداء الإسلام يوهمونهم بأن الإسلام إنما هو
عدو الإنسان، فليس ذاك بصحيح ، من قال بأن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عدو
الإنسان ؟ حاشاك يا سيدي يا رسول الله أنت الذي أعطيت الإنسان بُعده وأنت الذي
أعطيت الإنسان حقه وأنت الذي جعلت من الإنسان إنساناً بكل ما تحمله هذه الكلمة
من معنى ، من الذي قال بأن الفترة الراشدة كانت عدوة الإنسان ؟ من الذي قال بأن
القرآن إذا حكم أصبح الإنسان يخيف الإنسان . إن الإنسان المسلم لا يخيف الإنسان
سلوا صلاح الدين ولا أريد أن أرجع إلى التاريخ كما قلت لكم للاجترار ولكني أريد
أن ترجعوا إليه للاعتبار ، سلوا إنسانية صلاح الدين يوم حرر القدس من الصليبيين
الذين لم يعرفوا للإنسانية طعماً والذين لم يطبقوا في مجال الإنسانية أي قاعدة
ولا أي دستور ولا أي أساس أو سند ، سلوا العز بن عبد السلام هل كان ضد
الإنسانية ؟ نحن ننتسب لأولئك ونطبق فقه أولئك والمسلمون في أصقاع العالم اليوم
وإن كانوا يخطئون في بعض القضايا وهذا أمر طبيعي ولكن المسلمون في أصقاع الدنيا
ينادون بالانتساب لهذا الدين وغيرنا ينادي بالانتساب لجيل معادي ، لجيل ضد
الإسلام لجيل يُظهر المرأة بمفاتنها من أجل أن يفسد شبابنا ويظن أن ذلك بمثابة
تقدم أحرزه ، - لا ورب الكعبة - لا أيها الإنسان . انظروا إلى وسائلهم وإلى
وسائلنا إلى حروبهم وحروبنا ، إلى إنساننا وإنسانهم ، إلى المرأة التي ننادي
بها وإلى المرأة التي ينادون بها ، ولا تنظروا أيها الإخوة إلى واقع ضعيف
أحيانا ً، وغيرنا يريد أن نقارن ادعاءه بواقع ضعيف يعيشه بعض المسلمين منا ،
لتظهر الصورة جلية وليكون البون شاسعاً بيننا وبينهم ، لا المقارنة ينبغي أن
تكون بين نظر ونظر ، بين علم وعلم بين واقع مُطبَّق وواقع مطبَّق ، نحن إنما
ندعو في علمنا إلى القرآن الكريم وإلى سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي
تطبيقنا ندعو إلى نموذج في طغراء صفحات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ،
ويتتابع بعده المسلمون إلى قيام الساعة ، وغيرنا يقدم ما يقدم وحسبكم أنكم ترون
ما يقدم ، أيها الإخوة أطمئنكم وأطمئن نفسي ، وأريد أن نطمئن جميعاً إلى أن
الإسلام حينما يسود المجتمع إنما يعني أن الإنسانية قد استقرت ، وأن العقل قد
أخذ بعده وأن الفكر قد سار في مساره أطمئنكم أيها الناس في كل بقاع الأرض
وأريدكم أن لا تلتفتوا إلى ما يروجه أولئك الذين يعادون الإسلام في الغرب
والشرق ، أريدكم أن لا تلتفتوا إليهم فهم الذين يفعلون الأفاعيل في اللحظة التي
يرون فيها أن البساط سُحب بعضه من تحت أقدامهم ، هم الذين لا يتنكرون لفعلة سوء
حين يرون أن مبادئهم الفاسدة قد مُسَّت ، وما الأمثلة عنا ببعيدة، وما أظنكم
تبتعدون بالأمثلة عن الواقع الذي نعيشه إنهم والله إنما يدّعون القيم ادعاءاً ،
فإذا ما حصل أمرٌ ما علي حساب منافعهم الشخصية كشّروا عن أنيابهم وأحرقوا
الأخضر واليابس ، وهذا ما نراه ، وهذا ما نسمعه ، أطمئنكم أيها الإخوة وأريد أن
نطمئن جميعاً إلى أن للإنسان الذي يمكن أن يطلق عليه اسم الإنسان : هو الإنسان
الذي التجأ إلى الرحمن ، هو الإنسان الذي صدر عن القرآن ، هو الإنسان الذي قال
باعتقاد وفعل وتطبيق : لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
. يا ربنا يا إلهنا يا جارنا : أكرمنا من أجل أن نكون مؤمنين . يا ربنا من أجل
أن نكون مسلمين على كل صعد حياتنا عبر كل مستويات وجودنا أكرمنا يا رب من أجل
أن نكون مسلمين أن نكون مع المسلمين حيثما وجدوا ، أكرمنا يا رب من أجل أن نمد
أيدينا للمسلمين في كل بقاع الأرض حتى نتعاون معهم لنقدم للمجتمع بعد ذلك دعوة
خير ولسان هدى واستقرار إنسان ، أكرمنا يا رب فأنت الذي على كل شيء قدير نِعْمَ
من يُسأل أنت ونعم النصير أنت أقول هذا القول وأستغفر الله .
التعليقات